الموقعتحقيقات وتقارير

«الجاكيت وزجاجة الزيت» .. «الموقع» يكشف ألغاز الجولة الثانية بين الإعلامي باسم يوسف ونظيره البريطاني مورغان

خاض الإعلامي المصري باسم يوسف، جولته الثانية مع المحاور البريطاني بيرس مورجان، للحديث عن القضية الفلسطينية والصراع الحالي القائم في غزة، حاملًا معه رسائل غير مباشرة كإشارة إلى التراث والأصالة، ومنها زجاجة زيت الزيتون التي تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يشير إلى المغزى الذي يحمله “باسم” من هذه الزجاجة، ولكن لم يلتفت أحد إلى “الجاكيت” فما اللغز الذي يقصده من النقوشات اليدوية عليه؟، هذا ما يكشفه «الموقع» في التقرير التالي …

تضمنت الجولة الثانية بين الإعلامي المصري والبريطاني، حُججاً بالأدلة والبراهين ساقها باسم يوسف، ليوضح وجهة النظر من الجانب العربي والفلسطيني، ومحاولة محو الثقافات وكيف يتم الآن محو الثقافة الفلسطينية، ونسب الإسرائيليين معالم الثقافة الفلسطينية لأنفسهم دون وجه حق.

لوك الحلقة على الطراز السيناوي

ظهر باسم يوسف على غير المتوقع، بـ “جاكيت” مطرز يدويًا بالتراث السيناوي، كرسالة غير مباشرة إلى هويته المصرية، وأن سيناء أرض التراث و الأصالة هي أرض مصرية خالصة، وتعبيرًا عن رفضه لتهجير الفلسطينيين إليها في محاولة من جيش الاحتلال الاسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية

زجاجة الزيت

وفي بداية الحلقة، قدم باسم ثاني برهان على التراث و الأصالة العربية، حيث قدم هدية لـ “مورجان” قائلا: “هذه زجاجة زيت زيتون بكر هدية مني وزوجتي من الضفة الغربية في فلسطين”.

وأضاف باسم: «تستطيع شجرة الزيتون البقاء لنحو 600 عام، ويقوم الفلسطينيون بتوريثها عبر الأجيال، فهي بمثابة التراث العائلي للفلسطينيين».

ولاقى هذا المقطع تفاعلا كبيرا من رواد التواصل الاجتماعي، إذ اعتبرها البعض بمثابة الأمر الذي يثبت تاريخ وحضارة الأراضي الفلسطينية ومدى أحقية شعب فلسطين بالأرض.

شجرة الحمص و محاولة طمس الهوية الفلسطينية

وأشار باسم إلى الصراع المستمر الآن منذ 1948 حين حدثت النكبة، وكيف تم إخراج الفلسطينيين من منازلهم وإزاحتهم كلاجئين إلى مناطق أخرى، وأن حقيقة الأمر في هذه المشكلة ليست في الأصل مشكلة العرب أو الفلسطينيين، لكنها «أُلقيت عليهم من قبل الأوروبيين»، ليؤكد وجهة نظره في أهمية إرجاع القصة إلى أصلها منذ البداية لتَصح الرواية.

و تحدث عن محو الثقافات وكيف يتم الآن محو الثقافة الفلسطينية، وأشار بالتحديد إلى نسب الإسرائيليين معالم الثقافة الفلسطينية لأنفسهم دون وجه حق، كإطلاق مسميات مثل «الحمص الإسرائيلي».

وقال باسم معلقاً على هذا الأمر «هذه إهانة، حمص إسرائيلي؟!» وأضاف مازحاً «بالله عليك يمكنك أخذ الأرض، ولكن اترك الحمص!! هذا أمر غير عادل».

إدانة حماس أم اسرائيل

وفي مطالبة مورجان باسم يوسف بأن يدين حماس بوضوح، أجاب يوسف أنه «لا فائدة على الإطلاق من إدانة حماس أو إسرائيل».

وأوضح أن إدانة أيٍّ من الأطراف لا يفيد بشيء في حل القضية أو إنهاء الصراع، بل هي فقط تصريحات يدلي بها الأشخاص للعبور على نقاط التفتيش الأخلاقية، وبعد ذلك تذهب الأطراف في كل الاتجاهات تاركين وراءهم استمرار الهجوم والصراع.

معاداة السامية والصهيونية

وخلال اللقاء، حرص باسم يوسف على إيضاح بعض المصطلحات وشرحها باستيفاء ووضع النقاط على الحروف، متطرقًا للحديث عن السامية ونظرية ازدياد المعاداة للسامية وقدَّم الحجج والأسانيد ليوضح الفرق بين اليهودية والسامية والصهيونية.

كما طرح أمثلة من التاريخ لإثبات حقيقة من هم أعداء السامية الحقيقيون، وكيف تصرف الصهاينة في عدة مواقف وأحداث تاريخية.

وأصر باسم خلال اللقاء، على التوثيق بالمصادر في كل ما يتحدث عنه، وألمح إلى المتابعين بأن يبحثوا عن هذه المصادر سواء كانت كتبًا أو أفلامًا وثائقية أو أحاديث مسجلة لشخصيات معروفة.

الأرض حق فلسطين

وبالحديث عن الحلول المقترحة من قِبل بعض الشخصيات الحكومية الإسرائيلية، سأل بيرس مورجان باسم يوسف متطرقاً لحديث الملكة رانيا الذي أدلت به في وقتٍ سابق خلال الأسابيع الماضية، وأشار إلى أن البعض يقول «إذا كان كل هذا التعاطف موجوداً لماذا لا تأخذ الأردن أو مصر الفلسطينيون؟».

ليجيبه باسم «هذا بالضبط ما يريده الإسرائيليون، وأيضاً هذا الأمر يمكن أن يشعل حربًا عالمية ثالثة»، وأضاف «هذا هو حل الحرب»، كما قال «هؤلاء هم الفلسطينيون وهذه هي أرضهم» ثم تساءل مستنكراً، «فجأة يُطلب من الدول أخذهم؟!».

وحذر من أن هذا الحل غير المنطقي، يجلب «الفوضى والاضطرابات» في المنطقة.

فشل الأجهزة الإعلامية

وتوجه باسم يوسف باللوم على الإعلام الغربي الذي يتحدث عن القضية بسطحية دون الرجوع لأصل الحكاية والأسباب الجذرية وراء هذا العدوان.

وأضاف أنه من وجهة نظره فهو يرى المشهد الإعلامي، يعتبر قد فشل في تغطية مثل هذه القضايا «إذا وقف (الإعلام) متسائلاً عن حقيقة الأمور أو قال إنه لا يعرف ماذا يجري في الأحداث»، لأنه لا يحق له ونحن في عصرنا هذا، مع امتلاك كل هذه الأدوات وتطور التكنولوجيا، أن يتخاذل أو يقف عاجزاً عن إيصال الحقيقة.

وتساءل باسم «لماذا كل مرة يتكرر هذا الأمر يبدو وكأننا نبدأ من نقطة الصفر؟».

وهم الحرية

قال باسم يوسف إنه جاء إلى أميركا باحثًا عن حرية التعبير، لكنه رأى «أشخاصاً الآن يفقدون وظائفهم لأنهم تحدثوا بحرية»، كما أراد أن يضيف تعقيباً على الإعلام الغربي بأنه لا يتصرف بشكل مناسب مع الضيوف الفلسطينيين على شاشاتهم عند الحديث معهم، فكل ما يركزون عليه طلب الاعتراف بإدانة حماس فوراً بغض النظر عما يمرون به من فقدان أقاربهم وأحبائهم بسبب القصف الإسرائيلي على غزة.

تضليل الذكاء الاصطناعي

وأضاف أن حتى الآلات والتطبيقات التكنولوجية باتت متحيزة، فعندما سأل “تشات جي بي تي”: «إذا كان هناك حق للإسرائيليين في العيش بحرية ليجيب مباشرةً بنعم، أما عندما سأل عن حق الفلسطينيين فقد تحجج تطبيق الذكاء الاصطناعي بأنها مسألة معقدة لا يمكن البت فيها».

واختتم مورجان اللقاء فيما اعتبره أرضًا مشتركة في حديثه مع باسم يوسف، قائلاً «هي ليست مسألة معقدة، ولا هي مسألة حساسة، الفلسطينيون لهم الحق في العيش أحرارًا، ويجب أن يتمتعوا بالقدر نفسه من الحرية وحقوق حرية التعبير وقيادة حياتهم والوصول للمياه والطاقة والإنترنت مثلهم مثل الإسرائيليين والأمريكيين، وأيضاً كما هو الحال في بلدي المملكة المتحدة، وأنا أريد ذلك للشعب الفلسطيني».

ويذكر أن، باسم يوسف مورغان دعا إلى هذا الحوار المطوّل وجهًا لوجه لاستكمال الحديث عن القضية الفلسطينية، الأمر الذي رحب به مورجان بعدما شهد اللقاء الأول نجاحاً كبيراً ومشاهدة عريضة، إذ تعدت المشاهدات 18 مليوناً بعد ساعات قليلة من نشر اللقاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى