الإله رع وعجل السامري وقناع أجاممنون ..”الموقع” يكشف أسرار عبادة الذهب في الحضارات القديمة

الفراعنة صنعوا منه الآلهة والصولجانات وقدسوه لأن لونه لا يتغير

اليهود عبدوه من دون الله.. والسوماريين قدموه قرابين للمعبودات

شاكر: المصريون القدماء اكتشفوا مناجم المعدن الأصفر وعرفوا قيمته النادرة

كتبت- دعاء رسلان

لم يكن الاهتمام بمعدن الذهب عن غيره من المعادن وليد الفترة الحالية، إنما يرجع الأمر إلى العصور القديمة، فقد أنفرد الذهب بمكانة خاصة، لبريقه ولمعانه، حتى وصل الأمر لهيمنته على أصحاب النفوذ في الحضارات المختلفة، حتى أصبح من الرموز الدينية ومن الأمور المقدسة.

الذهب عند الفراعنة

نال المعدن الأصفر مكانة كبيرة في الحضارة الفرعونية، لما اعتقده القدماء المصريون بأنهم أبناء “رع” أي أنهم أبناء الشمس، ويجري في عروقهم الذهب الأصفر، الذين ورثوه من الإله، نتيجة لتميزه بلون موحد لا يتغير مع الوقت أو عوامل الطقس مثل الشمس، لذلك اكتسبت صناعة الذهب في مصر مكانتها، وارتبطت بقوة مع المقدسات وخصوصًا الطقوس الجنائزية.

المعدن الأصفر بين السومرية والبابلية

في الحضارات السومرية والبابلية، كانت القرابين التي تقدم للآلهة من الذهب وذلك من الطقوس الدينية، حيث تكون القرابين في صورة حيوانات، في محاولة البقاء على علاقة مقبولة مع الإله المعبود.

لم يقتصر الأمر مع الذهب في حضارات العراق على الطقوس الدينية فقط، ولكن كان يستخدم كأحد المظاهر السياسية المهمة، لذلك تم صناعة “التيجان، والصولجانات، والتماثيل الرمزية للآلهة والمحاربين الأبطال، وأباريق الشراب وكؤوسها، وطقوس القرابين والنذور”.

الذهب وحضارة اليونان القديمة

اشتملت الحضارة اليونانية القديمة على استخدام الذهب في صورة “حاجيات ذهبية” والتي يتم دفنها مع الموتى كجزء من المراسيم المهمة في الجنائز، كما يعد وجود هذه المادة النادرة في قداس الموتى، من أسباب التباهي وإثارة العجب، والمثال على ذلك “قناع أجاممنون ” الذي عثر عليه في ميسينا.

الذهب الأصفر في الهند

تعتبر الهند من أكثر الحضارات ولعًا بالذهب، لذلك يكون وجوده مهما في كل الطقوس الدينية والاجتماعية الخاصة بهم، لما يعتقدون فيه بأنه رمز للخير والبركة، وأفضل طريقة للاستثمار، حتى الآن ما زال الذهب في الهند يستخدم كقرابين لآلهة، كما يستخدم في حفلات الزفاف، حيث يتم كسوة العروس كسوة العروس بالحلى والمجوهرات، لما يمثله ذلك من ضمان لحياتها المستقبلية، كما أنه ينشر السعادة والبهجة لدى النساء.

حضارة الإنكا وتغطية الملك بالذهب

في بيرو وكولومبيا، نشأت حضارة “الإنكا”، والتي كانت تستخدم الذهب في الكثير من الأمور الدينية والحياتية بالنسبة لهم، حيث كان يتم استخدام مسحوق الذهب لتغطية جسم ملك المستقبل في حفل التتويج الضخم، الذي ترويه أسطورة ” إل دورادو ـ الرجل الذهبي”، وهو ما يشير إلى ارتباطه بالشمس.

الذهب عند اليهود

وورد في القرآن الكريم، أنه عندما ذهب النبي موسى عليه السلام إلى جبل الطور ليناجى ربه، صنع رجل يدعى السامرى عجلاً، فعبده اليهود، وعندما رجع سيدنا موسى إليهم، ورأى ما هم عليه من عبادة العجل، ومعه الألواح المتضمنة التوراة ثم أقبل على أخيه هارون ليخبره بما فعلوا.

الذهب عند العرب قبل الإسلام

بين أشراف القبائل العربية، كان الذهب له مكانة مميزه، حيث تم استخدامه في صنع العملات والزينة والعديد من المجالات، كما كان يمثل لهم “الشمس”، ويعتبر رمزًا للنور والذكاء والمعرفة والذهب.

ومن جانبه، قال مجدي شاكر، كبير الأثريين، إن معدن الذهب كان له مكانة كبيرة لدى المصريين، كما أنه كان يمتاز بوفرة كبيرة، وتوجد برديات تكشف عن الكثير من المناجم التي تحتوي على الذهب في مصر.

وأضاف “شاكر” في تصريحات خاصة لـ”الموقع” أن الذهب كان خام عند المصريين ولم يكن هناك جرامات، مبينًا أن المصريين كانوا على قدر كبير من المهارة في صناعته، وكان يستخدم في الطقوس الجنائزية.

وأوضح أن ارتباط المصريين القدماء بالذهب يرجع إلى اعتقادهم بأن أجسام الآلهة كانت مصنوعة من الذهب، لذلك من لم يكن لديه القدرة على امتلاك الذهب الحقيقي، يقوم بصناعة الفخار وطلاءه باللون الأصفر ليكون مثل الذهب، وهو رمز الشمس أيضًا.

وأشار إلى أن جميع الحضارات القديمة اهتمت بالذهب لأنه كان معدن نفيس، لذلك حاز على اهتمام كبير في العقائد الدينية والأمور الاجتماعية لجميع الحضارات القديمة.