أراء ومقالاتالموقع

الإعلامي شريف فؤاد يكتب لـ”الموقع” .. مصر الكبيرة ونهائي القرن

على مر التاريخ الحديث كانت مصر دومًا على مستوى الحدث وأهلًا للتحدي خاصة في مجال تنظيم البطولات الرياضية الكبرى ، وما كأس الأمم الأفريقية ٢٠١٨ ببعيدة إذ نجحت الدولة المصرية وفي أقل من ستة أشهر من قرار الاستضافة ، نجحت في تنظيم بطولة بمعايير عالمية كانت مثار حديث العالم ونقلت صورة حضارية عظيمة عن بلد صاحب حاضر مُشرق كما التاريخ العتيد ، والأمثلة كثيرة في هذا المجال وغيره.

لكنني اليوم أريد التوقف أمام مباراة نهائي دوري الأبطال الأفريقي بين الكبيرين الأهلي والزمالك كأول ناديان في تاريخ القارة الأفريقية من بلد واحد يصلان إلى المباراة النهائية ما حدا بوسائل الاعلام إلى إطلاق مسمى مباراة القرن على هذه المباراة ، وعلى الرغم من تداعيات مختلفة أحاطت بهذه المباراة يكفي منها ظروف جائحة كورونا والتوتر الذي سبق إقامتها إلا أن المصريين كانوا على العهد مجدداً وخرجت المباراة في أبهى صورة في إطار علاقات أخوية تجمع أبناء الوطن الواحد وروح رياضية نريدها منهاجاً للأجيال المختلفة ، المباراة التي فاز بها النادي الاهلي وبالبطولة التاسعة في تاريخه صاحبها مبادرات عدة تدعوا لنبذ العنف ووقف التراشق والسجال وإعلاء اسم مصر وقيمة الوطن ، واستجابت الأطراف جميعها لهذه المبادرة المحمودة وتناغم العمل من مؤسسات الدولة المصرية وبذل الجميع جهودًا مضنية لضمان خروج المباراة بشكل لائق باسم مصر الكبيرة وكان لافتًا دور وزارة الصحة والسكان في تأمين الحضور صحياً ومساعدتهم على الأخذ بالاجراءات الإحترازية ضد فيروس كورونا من خلال خلية عمل من مكتب الوزيرة دكتورة هاله زايد.

أما عن التأمين والسلامة والأمن الشخصي فهنا الحديث يطول عن جهود رجال الشرطة وجميع قطاعات وزارة الداخلية التي بذلت جهودًا فوق العادة لتأمين ضيوف مصر والجمهور الحاضر والفريقين ومسئولي الناديين فكانت الصورة مشرفة وتحمل رجال الشرطة فوق طاقتهم بعد تدفق الملايين إلى الشوارع في مختلف عواصم المحافظات للاحتفال من قبل جماهير النادي الأهلي ولم يحدث ما يعكر صفو هذه الاحتفالات وساعد رجال الأمن الشباب في التعبير عن فرحتهم بسلوك راقٍ وبطريقة حضارية في التعامل تثبت للجميع قدرة مصر التنظيمية والأمنية وكذا متانة العلاقة بين أبناء هذا الوطن جميعا أفرادًا ومؤسسات.

التحية واجبة للدولة المصرية وأجهزتها ووزارة الداخلية بقيادة السيد الوزير محمود توفيق،وخالص التهنئة للنادي الأهلي ورئيسه الكابتن محمود الخطيب هذا الفوز المستحق الذي توج جهودًا ادارية كبيرة لمؤسسة اتسمت دومًا بالانضباط ،وحظ أوفر لنادي الزمالك الكبير الذي قدم مباراة رائعة ولجماهيره أن تسعد بهذا فريق قادر على حصد البطولات مستقبلا ،وتبقى مصر الوطن والمظلة الكبيرة التي نستظل بها جميعاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى