الموقعتحقيقات وتقارير

الآكلون على كل الموائد.. متى يغير المعارض عقيدته؟

جودة عبد الخالق: التحول من مؤيد لمعارض يمكن أن يحدث لأسباب انتهازية

النائب السابق عماد جاد عضو: النسبة الغالبة في تحول المعارض إلى مؤيد تكون لمصالح شخصية

رئيس حزب الغد: ما أعرفه هو المعارضة الوطنية البناءة

تقرير – دعاء رسلان

بين المؤيد والمعارض مسافات وهمية يمكن عبورها من وقت لأخر إلى إحدى الدفتين متى تغيرت القناعات الشخصية والسياسية والفكرية، لكن أحيانا العبور من مربع المعارضة لمربع التأييد أو العكس يكون خيانة فكرية في نظر البعض أو لتحقيق مآرب شخصية أو خاصة لشخص أو لمن معه،.. فمتى يتحول المعارض للناحية الأخرى ومالذي يدفع المؤيدين للانضمام لصفوف أصحاب «لا».. الموقع فتح الملف.

يقول جودة عبد الخالق، الخبير الاقتصادي وعضو مجلس أمناء الحوار الوطني إن التحول من مؤيد لمعارض يمكن أن يحدث لأسباب انتهازية، كاشفا أن هناك بعض الأشخاص الذين يستغلون كل الفرص المتاحة لتحقيق مكاسب شخصية لهم.

وتابع عبد الخالق في تصريحات خاصة لـ”الموقع“: “في بعض الأشخاص تحب تأكل على كل الموائد ولما تلاقي الأكل قل من مائدتهم يبحثوا عن موائد أخرى فيتحول من مؤيد لمعارض أو العكس من معارض لمؤيد”.

وأوضح الخبير الاقتصادي أن أمثال الأشخاص الانتهازية موجودين في جميع دول العالم، ولكن زيادة عددهم في دولة ما يدل على وجود خلل في الأوضاع العامة بشكل عام

وأشار إلى أن هناك أسباب أخرى بخلاف الانتهازية يمكن أن تدفع الشخص للتحول من مؤيد لمعارض أو العكس من معارض لمؤيد، وهي أن يكون لبعض الأشخاص رؤية موضوعية حول ما يطبق من سياسات عامة وأنها تتوافق مع المصلحة العامة كما يرونها، وهو ما يجعلهم يستشعرون أن هناك خطر زاد عن الحد، وهنا يمكن أن يتحول المؤيد ضمنيا إلى معارض، مؤكدا أن مثل هذه الشخصيات يوجد منها أمثلة عديدة.

وأكد أن هناك أمثلة عديد في الظرف الراهن من أشخاص لم يكونوا في صفوف المعارضة بل كانوا الأقرب في صفوف المؤيدين، ولكن تحولوا إلى معارضة، مشيرا إلى المؤيد أو المعارض بالمنطق، قائلا: “أنا مش بتكلم عن طائفة الحنجوري اللي عاوزة تظهر في الصورة باستمرار سواء مؤيد أو معارض ولكن أتحدث عن المؤيدين والمعارضين بمنطق”.

ونوه إلى أن تعريفه للمنطق في التأييد أو الرفض، يعني تحقيق المصلحة العامة في الأساس، لافتا إلى أن هناك البعض يرون أن الأوضاع ومعقولة وما يطبق من سياسة مستقرة فيصبح غير معارض وقد يكون مؤيد فيما بعدد ولكن البعض الآخر يرى طبقا لوجهته أن السياسات العامة فيها مشكلة فيعبر عن وجهة نظره وهو ما يسمى معارض.

نرشح لك : مالم يقوله «مدبولى» للناس..هل يهزم جشع التجار الحكومة؟

واستكمل الخبير: “النقطة الحرجة إذا استبعدنا طائفة الحنجوري والانتهازي هي مدى توافق السياسات العامة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية مع المصلحة العامة”.

وفي السياق ذاته، قال الدكتور عماد جاد عضو مجلس النواب السابق، إن المؤيد يمكن أن يتحول لمعارض في حال حدوث تغير في الأسس التي دخل عليها، وعلى سبيل المثال إن تحالف 30 يونيه الذي وقف في وجه جماعة الإخوان وكان يشتمل على جميع الاتجاهات، وفيما بعد بدأ المهتمين بحرية الرأي والتعبير يتراجعوا مع حدوث تجاوزات من جماعة الإخوان.

وأضاف “جاد” في تصريحات خاصة لـ”الموقع” أن هناك بعض الأسباب التي تجعل بعض الأشخاص يتحولون من مؤيدين إلى معارضين أو العكس من معارضين إلى مؤيدين، في مقابل الحصول على مناصب أو غيرها من المكاسب الشخصية.

وأوضح أن قطاع كبير من الأشخاص الذين لديهم رؤية سياسية أو المثقفين والنشطاء، يعرفون القاعدة العامة التي يتحول فيها المؤيد إلى معارض في تدهور الأوضاع الاقتصادية، وزيادة معدلات الضرائب، وسوء الخدمات، والتجاوزات من أجهزة الدولة وغيرها من الأمور، التي تجعل الشخص يتحول من مؤيد لمعارض.

وأشار إلى أن النسبة الغالبة في تحول المعارض إلى مؤيد تكون لمصالح شخصية.

وفي هذا السياق، قال موسى مصطفى موسى، رئيس حزب الغد إن ما يعرفه، هو المعارضة الوطنية البناءة، وهو أن يتحدث المعارض عن وضع غير منتظم في أداء الوزراء أو أداء الحكومة غير جيد، وحينها تكون المعارضة من أجل الوصول إلى أداء إيجابي من مؤسسات الدولة.

وأكد رئيس حزب الغد في تصريحات خاصة لـ”الموقع” أنه يرفض بشكل كامل المعارضة الهدامة، التي لا يمكنها أن تفيد المجتمع، ولكن المعارضة الوطنية البناءة، هي الوضع المطلوب من أي شخص يطلق عليه معارض.

وأوضح أن المؤيد هو شخص ليس لديه فكر محدد يمكن أن يجعله هجومي أو يحاول مواجهة مواقف سلبية، وبالتالي المؤيد خارج الحسابات، ولكن المعارض بأفكار وطنية بناءة يمكنه من خلالها أن يفيد المجتمع المصري.

وتابع رئيس الغد أن بعض المعارضين لديهم أفكارا جيدة، مؤكدا أنه لابد من التفكير في التنمية والمشروعات التنموية في مختلف المجالات الزراعية والمياه، وآلية الدفاع عن الوطن من بعض المتربصين بها، إلى الجانب الأفكار التي تساعد في تخفيف الآثار الناجمة عن ارتفاع سعر الدولار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى