كتبت: ندى جمال
شهد العصر الروماني تطورًا كبيرًا في مجال الثقافة والفنون والعلوم، لكنه كان أيضًا عصرًا يتميز بانتشار استخدام السموم والمخدرات، فقد كانت هذه الظاهرة متواجدة في مختلف الفئات الاجتماعية والثقافية واستخدمت لأغراض متنوعة في المجتمع الروماني.
استُخدمت قطعة عظم حيوان مجوفة كوعاء لتخزين مادة سامة في العصر الروماني منذ حوالي 2000 عام، وذلك حسب اكتشاف علماء الآثار في هولندا.
وجد العلماء هذه القطعة، التي تعتقد أنها عظم فخذ منحوت، في مستوطنة ريفية تعود إلى العصر الروماني في هوتن كاستيلوم، وعثروا داخلها على مئات البذور السامة والمخدرة.
تشمل هذه البذور الصغيرة من نبات الهينبان الأسود، الذي يُعتبر من النباتات السامة والمهلوسة.
تم تقدير نبات الهينبان لخصائصه الطبية وتأثيراته المهلوسة، وتأتي هذه الاكتشافات لتدعم الأقاويل السابقة التي تفيد بأن نبات الهينبان الأسود كان مستخدمًا خلال العصر الروماني، وهو ما يُظهر تأثيراته السامة على الإنسان.
استخدام السموم والمخدرات في العصر الروماني
يجب التأكيد على أن استخدام السموم والمخدرات لم يكن محصورًا في العصر الروماني بل كان منتشرًا في مختلف الحضارات القديمة. ومع ذلك، كان للرومان تقاليدهم الخاصة في استخدام السموم والمخدرات، والتي كانت تمتد من الاستخدام الطبي إلى الترفيه وحتى السحر والسموم القاتلة.
استخدام السموم في العصر الروماني كان له أسباب متعددة. واحدة من هذه الأسباب كانت استخدام السموم في الطب، حيث تم استخدام بعض النباتات والمواد الكيميائية السامة لعلاج بعض الأمراض أو لتخدير المرضى أثناء العمليات الجراحية. وكان الأطباء الرومان يعتمدون على المعرفة الطبية المتاحة لديهم ويستخدمون السموم بحذر لتحقيق الفوائد الصحية المرجوة.
من الناحية الثقافية والاجتماعية، استخدم الرومان السموم والمخدرات في أغراض الترفيه والاستمتاع. فقد كان هناك استخدام واسع للمخدرات مثل الأوبيوم والقنب والنبيذ المخدر. كانت هذه المخدرات تستخدم في المناسبات الاجتماعية والحفلات والألعاب البهلوانية، حيث كانت تعتبر وسيلة للاستمتاع والتسلية.
بالإضافة إلى ذلك، تم استخدام السموم والمخدرات في السحر والشعوذة في العصر الروماني. كان الرومان يؤمنون بوجود القوى الخارقة والأرواح الشريرة، واستخدموا السموم لأغراض السحر والسحرة. وقد تم استخدام السموم القاتلة في بعض الأحيان لتنفيذ جرائم واغتيالات.
