الموقعرياضة

اتركوا مصطفى ومحمد شريف.. هل يستوعب الخطيب ورئيس الزمالك حلم بلد ؟

قبل قرابة 10 سنوات رفض رجل الأعمال ممدوح عباس، حينما كان رئيسًا لنادي الزمالك، ضم محمد صلاح، ذلك الشاب الذي كان يخطو أولى خطواته آنذاك مع المقاولون العرب.

دون دراية ساق رجل الأعمال لصلاح ولنا أجمل وأروع الأقدار، حينما رفض مقترح ضم اللاعب ما استدعى بعد ذلك احترافه في الدوري السويسري، وما تلاها من محطات وصلت به وبالكرة المصرية إلى الأمجاد في المحافل العالمية بفضل مسيرته التاريخية مع ليفربول.

وهو ماحول خطيئة تفريط”عباس” في موهبة عظيمة إلى أعظم إنجاز قدمه لنا جميعًا ولذلك لا يفوت فرصة إلا وتفاخر بجهله لقيمة صلاح في الماضي.

كانت تجربة صلاح مجرد حالة نبوغ فردي لتجربة شخصية سلكت طريقًا مغايرًا وانتهجت فلسفة احترافية نتيجة جهد وعمل قام به اللاعب، لكن مع وصول الرئيس عبدالفتاح السيسي وتبدل نظرة الدولة لكرة القدم، والرياضة المصرية عمومًا، تحول«صلاح» إلى أيقونة يمكن البناء عليها للانطلاق نحو تجربة فريدة في الرياضة المصرية بل والعربية والإفريقية.

أطلقت الدولة ممثلة في وزارة الرياضة مشروع الألف محترف، بهدف البحث عن المواهب في كل المجالات وتوفير الرعاية الكاملة لها، وكذلك أعدت الوزارة لمشاريع مشابهة من أجل تلبية الاستراتيجية التي نادى بها الرئيس.

لكن بمنحى عن الدولة وتوجهاتها، تبدو الأندية المصرية غير مدركة بطبيعة طموحنا في تحويل الرياضة إلى اقتصاد وصناعة حقيقية تدران عائدًا، وتسهم في النهوض باسم بلادنا ووضعية مجتمعنا.

فمن العجيب أن نرى الزمالك يرفض مبلغ 100 مليون جنيه في بيع لاعب عمره 23 عامًا، وسيكون سفيرًا لنا في دوري وبلد بحجم فرنسا.

وكذلك نشاهد الأهلي يتمسك بلاعب مثل محمد شريف ويجعله خيار ثاني وثالث على الدكة، رغم تلقيه عروض تركية وبلجيكية، وسبقهم تمسك الأهلي بشراء صلاح محسن من إنبي بمبلغ 40 مليون قبل عامين، رغم أنه كان قريبًا من احدى الدوريات الأوروبي، ثم تدميره وتعطيله.

لم يستوعب محمود الخطيب، ولا إدارات الزمالك المختلفة وكذلك نظيراتها في عديد الأندية الرسائل الواضحة بشأن أهمية فتح الباب أمام احتراف لاعبينا، وفيما يبدو أن هؤلاء لا يدركون ماهية المكاسب التي تتحقق لمجرد تداول اسم مصر في دوريات كبرى.غ

غيرالنفع الاقتصادي والسياسي، الذي قد يعود علينا مع تزايد أعداد سفرائنا في ملاعب أوروبا، ولم يفهم هؤلاء بعد أن هناك بلدان عربية دفعت مليارات الدولارات كي يُذكر اسمها في كبرى دوريات العالم.

وكذلك اضطرت احدى التجارب العربية لدفع أموال من أجل أن يحترف عدد من لاعبيها في الليجا.. هل يفهم بيبو ومسؤولي الزمالك السابقين والحاليين والقادمين، ما معنى أن تدفع دولة لمجرد استهداف ذكر اسمها في بطولة أوروبية كبيرة.

إن ما يحدث في قضية مصطفى محمد يعكس للجميع، أننا منعزلين تمامًا عن الخطوات التي يٌقبل عليها العالم من حولنا، ويؤكد بأننا لا زالنا في حاجة لثورة على مستوى الإدارة الرياضية في مصر.

فماذا تنتظر إدارة الزمالك لتتخلى عن لاعب شاب مثل مصطفى محمد بعدما تلقت عرض بقرابة 100 مليون جنيه، وماذا سيقدم مصطفى محمد اذا استمر بالأساس!!.

إن صوت العقل يقول بأن بيع مصطفى محمد واستثمار سعره في شراء ثلاثة لاعبين سوبر ستار لدعم كل خطوط اللعب سيكون خيارًا مثاليًا، عوضًا عن العائد الكبير لنا من تجربة اللاعب في الدوري الفرنسي اذا ما نجح.م

مصطفى محمد لاعب واعد وطموح للغاية، لكنه بحاجة للتطور وكسب المزيد من المهارات وهذا لا يتأتى دون خبرات واحتكاك وتجارب، وهذا ما يمكن أن يعثر عليه في البطولة الفرنسية، ووقتها ربما نكون على موعد مع تجربة صلاح جديدة، وحتى لا نبالغ فنحن لن نحاصره بالضغوط ونطلب منه أن يكرر نفس ما قدمه صلاح، لكن على أقل تقدير يمكننا رؤيته كأحد المهاجمين المؤثرين في أقوى بطولات العالم خلال عامين أو ثلاثة.

في 2011 كان شريف حبيب، رئيس المقاولون العرب، يقف نفس موقف المستشار عماد عبدالعزيز، رئيس الزمالك الحالي، ولولا ضغوط اللاعب وتدخل الأمريكي بوب برادلي، ومناشدة الإعلام له بفتح الباب أمام احتراف صلاح ما كان لنا أن نتعرف على تجربته الملهمة ولافتقدنا كل آثارها الإيجابية التي استفدنا منها، ويمكننا جميعًا العود إلى الحلقة التاريخية للإعلامي كريم حسن شحاتة مع محمد صلاح، حينما جاء بشريف حبيب في اتصال هاتفي وكان اللاعب ضيفًا، وبعدما مناوشات اضطر حبيب للاستجابة للضغط، وطلب من صلاح أن يبلغ إدارة بازل بالتواصل معه وهو سيقبل العرض هذه المرة.

ب

لا شك يمكن لمصطفى محمد بعد استفادته وكل لاعبي مصر من تجربة صلاح، وارتباطه به وبمجموعة المحترفين مثل تريزيجيه وأحمد المحمدي، أن يقدم لنا تجربة فريدة، وأن نشاهده في وقت قريب منافسًا على لقب هداف الدوري الإنجليزي أو الإسباني أو الإيطالي ووقتها ستتحول الحالة المصرية من مجرد نبوغ فردي إلى مشروع قومي يمكن أن يتمدد وأن يصل بنا إلى نقطة بعيدة نستحقها، وتخطط لها رأس الدولة المصرية، فهل يستوعب مسؤولي الزمالك والأهلي ما نطمح له، أم يهدر عبدالعزيز وبيبو فرص عظيمة ربما لا تتكرر كثيرًا!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى