أراء ومقالاتالموقع

إيرينى سعيد تكتب لـ«الموقع» فى واقعة استشهاد أبونا«أرسانيوس» .. ماذا لو تبادلنا الأدوار؟!

ولعل قدسية الأصوام لم تشفع لهذا الوطن.. أو حتى روعة الأيام المباركة.. ليستمر أعداؤه بنفس القدر من غلاظة القلوب والكراهية، والرغبة فى الابتعاد التام عن أطر الود والتعايش، ومنه طولعًنا بحادث الاعتداء على “أبونا أرسانيوس وديد” كاهن كنيسة العذراء _ محرم بك الأسكندرية_، وقد طالته أياديهم عبر عدة طعنات، من مجرم كان وقبيل فعلته، قد استعطف أبونا أرسانيوس، طالبا منه الصدقة، ولم يتأخر قدسه، ليكافئه نفس المجرم بطعنات الغدر.

لم تحركنى صرخات مواقع التواصل الاجتماعى، أو حتى استفزتنى الغيرة الصحفية وصناعة السبق، وبالرغم من فجاجة المشهد، انتظرت بيانات المؤسسات المعنية للتحرى والتأكد، إلا أن الثوابت فى مثل هذه الأحداث ظلت حاضرة، حيث البعد الطائفى يلوح فى الأفق، والقتل على الهوية، وغيرها من مفاهيم الطائفية، متجلية وبامتياز فى حادثنا هذا.

نتخوف من القادم.. من تطورات الأوضاع والأحداث.. من يملك السيطرة على الموقف.. من يضمن عدم التكرار.. من يواسى الملايين .. يتفهم غضبهم وحنقهم.. بل من بإمكانه حسم الأمر .. وضع الأمور فى سياقها الصحيح، من أجل تناولها ومعالجتها.. والأهم من الكفيل بالإجابة على السؤال الجوهرى.. ماذا لوتبادلنا الأدوار؟!

هل وقتها سيظل السلام المجتمعى؟!.. هل نضمن الاستقرار؟! .. كفى ودعونا نتحرك.. شعور القهر اكثر من قاس على أصحابه.. عقلاء المجتمع أنفسهم وصل بهم الأمر إلى مرحلة الغليان_ ولن تجدى_..هل يلتزمون العقلانية أم يناسقون وراء موجات الغضب؟!

منذ زمن.. وقد تحرك الرئيس السيسي مكثفا المجهودات، ومناديا من أجل تجديد الخطاب الدينى.. وحاليا تقتضى الجمهورية الجديدة وتوجيهاتها.. التوازن والتكامل بين أجهزة الدولة ومؤسساتها المختلفة.. طالما تحرك الرئيس.. ماذا عن بقية الأجهزة؟.. أما المؤسسات الثقاقية والتنويرية.. فما الذى يمنعها؟! .. وعن المؤسسة القضائية.. فتظل وحدها الكفيلة بالجزم فى الموقف.. وتهدئة الأوضاع.. نثق فى نزاهتها.. ونطالبها بالقصاص العادل والسريع.. فقط من أجل مصر.

وإن كنا مع كل كارثة نصرخ من أجل الوطن.. متناسين الحديث عن أحبائنا ممن فقدناهم.. إلا أن هذه المرة.. نود ذكر بعض الكلمات البسيطة عن قدس “أبونا أرسانيوس وديد” وهو الذى وهب حياته لخدمة الجميع بأكثر من حى بالإسكندرية، ولم يفرق بين مسلم او مسيحى، وللعلم فإن أبونا يحيا حياة التبتل، وهى حياة تقترب فى مضامينها من حياة الرهبنة.. لكنه يعيش خارج الدير ووسط أهل بيته .. من أجل خدمة الكنيسة والمجتمع.. فالتبتل من أهم الطقوس الروحية لدى الكنيسة وأكثرها فضيلة.. خسرنا أبونا.. فى وقت تحتاج فيه مصر لأمثاله من المحبين والمعطائين.. ونتمنى لو أن تكون هذه الواقعة.. هى النهاية كفانا!.. ليس لشئ .. سوى هذا الوطن وترابه​…

اقرأ ايضا للكاتب : 

إيرينى سعيد تكتب لـ«الموقع» الحسابات الجيوستراتيجية الغائبة عن الموقف الروسى_الأوكرانى

إيرينى سعيد تكتب لـ«الموقع» شكوك حول الحرب العالمية الثالثة

إيرينى سعيد تكتب لـ«الموقع» المجتمع المدنى كأيدلوجية مرجعية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى