الموقعتحقيقات وتقارير

«إعلام الإخوان».. صفر معلومات و10 طن تحريض ..ترويج المخدرات الفكرية أسلحة الإخوان الجبناء لتدمير المجتمعات ملف «الموقع»

يحيي قلاش: إعلام الخارج جثة هامدة.. ولا يهدف لتنوير الشعوب

صفوت العالم: استمرار سياسة الصمت في عدم الرد على شائعات الخارج يُمكنهم من تحقيق هدفهم

ياسر عبد العزيز: اختلالات بعض أداء الإعلام المصري يُمكن الإعلام الأجنبي من التمركز في مصر

جمال زهران معلقاً على إعلام الخارج: «الشائعات تُولد من اضطراب المعلومات»

تقرير – محمد أبوزيد وأسماء مدحت:

يعتقد الإخوان أن لفظ «خرفان» الذي لاحقهم بعد 30 يونيو تمت صياغته وصناعته داخل مقار المؤسسات الإعلامية المصرية، وأنها هي التي تولت ترويجه ونشره على أوسع نطاق، كما أن لديهم يقين بأن الدور الذي لعبه الإعلام في إسقاط حكمهم تم تنظيمه والتخطيط له مسبقاً، لذلك كان المشروع الوحيد للجماعة في الخارج هو إنشاء قنوات ومنصات إعلامية هدفها مناهضة النظام في مصر بكل الطرق والوسائل.

وأي تحليل مضمون منصف وعلمي لبرامج قنوات الإخوان وصحفهم ومواقعهم ومنصاتهم وصفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي يثبت أن الهدف الأول والرئيسي لهم هو مناهضة النظام وليس معارضته، وإسقاطه وليس إصلاحه، حتى لو أن مخاطر سقوطه بالطريقة التي يحلمون بها ستؤدي إلى خطر حقيقي للدولة المصرية، ومخاطر لا حدود لها للشعب المصري.

«اللي اتعمل فينا لازم نعمله فيهم»

وبمنطق رد الصاع و«اللي اتعمل فينا لازم نعمله فيهم» يسعى إعلام الإخوان إلى أن يعيد التاريخ نفسه، وممارسة نفس اللعبة مع النظام السياسي في مصر عن طريق ترويج الشائعات والأكاذيب والحرب النفسية، من أجل اختطاف عقول المصريين في المنطقة التي يريدونها.

«فنكوش الإخوان»

ينقسم الخطاب الإعلامي الإخواني القادم من الخارج إلى عدة أنواع ويأتي في مقدمتها ترويج المخدرات الفكرية والفنكوش.

إعلام الإخوان قائم على بث الشائعات والأكاذيب التي لا حصر لها بشكل متعمد ومتكرر ويومي.

المضحك والمثير أن هناك من استغل حالة التعطش الإخواني لأي معلومة سلبية عن الأوضاع في مصر، إذ قدموا برامج على اليويتوب حققت ملايين المشاهدات وأنشأوا حسابات على «تويتر وفيس بوك» يتابعها مئات الآلاف، وكل ما يقدمونه «أكاذيب وفنكوش وفيك».. وحينما نجحوا في أن يتحولوا إلى مشاهير يتابعهم الملايين ويحصدوا أرباح بالملايين بعد أن كانوا بسطاء وفقراء ومجهولين استمرأوا الحالة، وتحول الفنكوش وترويج الشائعات والمخدرات الفكرية لديهم لأفضل سبوبة في حياتهم.

«حينما تتحول الجزيرة إلى توفيق عكاشة»

لم يعتمد الإخوان على اليوتيوب وتويتر والفيس بوك والقنوات التي كانت تبث من تركيا ولندن في تنفيذ ما تم معهم قبل 10 سنوات، لكنهم استطاعوا جر قناة الجزيرة القطرية التي يعمل بها عدد كبير من أعضاء الجماعة إلى منطقة مناهضة للنظام، بل وصل الأمر إلى أن تحولت الجزيرة وهي أكبر قناة في الوطن العربي إلى تقديم محتوى على طريقة توفيق عكاشة.

ومن بين السقطات المهنية التي لا تغتفر للجزيرة «فيلم العساكر»، وهو فيلم وثائقي عن الجيش المصري وتدريبه وتسليحه مليء بالأكاذيب الفجة والمهاترات والمغالطات غير المسبوقة وغير المنطقية، مع أن الفيلم الوثائقي مفترض من اسمه أنه يعتمد على الحقائق والوثائق، بينما اعتمد فيلم العساكر على الكذب والتدليس بكل الطرق من أجل تشويه صورة الجيش المصري، الذي حافظ على استقرار الدولة بكل مؤسساتها.

ناصر ومطر والشريف.. صفر معلومات و10 طن تحريض

من بين أهم الأذرع الإعلامية التي يعتمد عليها الإخوان في الوصول إلى أعداد من المصريين وعقولهم، برامج محمد ناصر على قناة مكلمين ومعتز مطر على الشرق سابقا واليوتيوب حاليا، وعبد الله الشريف على اليويتوب أيضًا.

وأصبحت برامجهم تعتمد على طريقة «دس السم في العسل»، فالبداية تكون بالعسل عن طريق تقديم معلومة صحيحة أو عدة معلومات منها الصحيح ومنها ما دون ذلك، ثم يبدأ السم الذي يشغل الجانب الأكبر من الحلقات ويتمثل في التحريض والتضليل، والرغبة القاتلة في إخراج الناس للشارع.

ويقول الدكتور ياسر عبد العزيز الكاتب الصحفي والخبير الإعلامي، إنه لا يمكننا التعميم بأن جميع وسائل الإعلام المصري هي وسائل شريفة والأجنبية خبيثة، أو قول إن الإعلام المصري سيء والإعلام الخارجي جيد، ولا يوجد إعلام يهدف إلى تنوير الشعب، بينما يوجد إعلام يتناول الشأن المصري من خلال المعايير المهنية وإعلام آخر يتناول الشأن المصري لأغراض سياسية.

وأضاف عبد العزيز، خلال تصريحات خاصة لموقع «الموقع»، أن أول داعم لدور وسائل الإعلام الأجنبية حيال الجمهور المصري هو الإعلام المصري نفسه، لأنه ينطوي على بعض من العيوب واختلالات في الأداء، وبسبب هذه الاختلالات يتمكن الإعلام الأجنبي والخارجي من التواجد في مصر والتمركز فيها والتأثير في جمهورها.

وفي سياق متصل، يرى الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية والبرلماني السابق، إن المواطن المصري يقع بين إعلامين كلاهما مضاد للآخر وفي النهاية الشعب هو الضحية؛ لأن المواطن ينتقي كل معلوماته من الإعلام الوطني، في حين أن الإعلام الوطني لا يقوم بواجبه على أكمل وجه في مساعدة الدولة في كشف الحقائق وتوصيل المعلومات الصحيحة للناس.

نرشح لك : هل أمير قطر يكذب أم يتجمل بشأن علاقة بلاده بـ الإخوان؟ خبير يجيب لـ الموقع 

ويضيف زهران، خلال تصريحات خاصة لموقع «الموقع»: «المواطنون غير قادرين على تكوين رأي موضوعي وسط هذا المناخ، ما يعني أن هذا الإعلام مفتقر لجزء من الموضوعية، كما وصفه مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين السابق بأنه إعلام السطر الواحد الذي لا يسمح لأي أصوات أخرى أن تغرد، وهذا يتعارض مع مبادئ الديموقراطية السليمة التي تقوم على فكرة التعددية ومناقض للمادة الخامسة من الدستور التي تقول إن النظام السياسي يقوم على التعددية في الأحزاب والأفكار والاتجاهات والآراء».

وأشار زهران إلى أن هناك جزءًا من المواطنين خلال الآونة الأخيرة توجهوا نحو مشاهدة الإعلام الخارجي، ما أتاح الفرصة له أن يبث ما يريد ويستطيع تشوية النظام بسهولة.

ولفت زهران إلى: «لو كان هناك برلمان قوي يناقش موضوعاته أمام الرأي العام.. وجلساته يتم بثها على الهواء.. وبذلت الحكومة مجهود واستجابت لهذه الانتقادات.. لكانت هذه الشائعات والحرب النفسية التي تمارس ضد الشعب المصري تأثيرها صفر.. فالشائعة تتولد من اضطراب المعلومات وعدم حرية الرأي».

من جهته، قال نقيب الصحفيين الأسبق، يحيي قلاش، إن إعلام الخارج هو جثة هامدة لا يقود في المنطقة ولا يهدف إلى تنوير الشعب ولديه أهدافه، مضيفاً أنه: «إذا كان ينال من دولتنا.. فيجب أن يكون إعلامنا قادر على الصد والإقناع وملء الفراغ الذي نمتلكه».

وأضاف قلاش أن كل إعلام له أهداف وإعلام مصر يملؤه الفراغ، الأمر الذي يعطي مساحة للإعلام الخارجي بأن يسيطر على عقول المصريين.

وأوضح قلاش: «إذا شكونا من الإعلام الخارجي لقلة حيلتنا وقلة وجودنا، فـ بالفعل الإعلام الخارجي يظل موجودًا ويؤثر إلى حدٍ ما؛ ولكن مصر تظل مهمة في الإعلام؛ لأن مكاتب الصحف العربية والدولية في مصر وجزءًا كبيرًا من تحرير هذه الصحف كان يقوم على الثقافة والفن والرياضة والسياسة المصرية»

بينما يرى الدكتور صفوت العالم الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن الإعلام الخارجي هدفه أن يوجه الدعاية المضادة ضد السلطة والدولة؛ من أجل إسقاط هذه السلطة، إذ يقوم بترويج الشائعات والأكاذيب لتحقيق هذا الهدف.

وأضاف العالم، خلال تصريحات خاصة لموقع «الموقع» أن حرب الشائعات المثارة حاليًا على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» هدفها إبراز الأنشطة والفعاليات المختلفة في الدولة على أنها أنشطة مضادة للدولة ومن ثم إسقاط الدولة.

وتابع العالم، أن عدم قيام الدولة بالرد على هذه الشائعات هو مؤشر نجاح بالنسبة لهم، قائلاً: «إذا استمرت الدولة في سياسة الصمت وعدم الرد على هذه الشائعات، فسيتمكنوا من تحقيق هدفهم».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى