الموقعهلال وصليب

إشاعة موت النبي.. تفاصيل الساعة العصيبة في غزوة أحد

كتبت – سماح عادل

وقعت غزوة أحد في يوم السبت السابع من شهر شوال في العام الثالث للهجرة، وكان جيش المسلمين بقيادة الرسول محمد، أما قبيلة قريش فكانت بقيادة أبي سفيان بن حرب.

وغزوة أحد هي ثاني غزوة كبيرة يخوضها المسلمون، حيث حصلت بعد عام واحد من غزوة بدر، وسميت الغزوة بهذا الاسم نسبة إلى جبل أحد بالقرب من المدينة المنورة، الذي وقعت الغزوة في أحد السفوح الجنوبية له.

اسبابها

كان من نتائج غزوة بدر ازدياد قوة المسلمين، وتهديدهم لطريق قريش التجاري إلى بلاد الشام، بل وشكلوا تهديدًا لنفوذها في منطقة الحجاز بأسرها، لأن اقتصاد قريش قائم على رحلتي الشتاء والصيف.

وإن تم قطع أحد الطرق فذلك يلحق ضررًا بالآخر؛ لأن تجارتهم في بلاد الشام قائمة على سلع اليمن، وتجارتهم في اليمن قائمة كذلك على سلع بلاد الشام، فأرادت قريش أن تهاجم المسلمين لتقضي عليهم قبل أن يصبحوا قوة تهدد كيانهم.

استعداد المشركين

ذهب كل من صفوان بن أمية، وعبد الله بن ربيعة، وعكرمة بن أبي جهل إلى أبي سفيان ليطلبوا منه مال قافلته كي يستطيعوا تجهيز الجيش لمهاجمة المسلمين، حيث كان مقدار ربح القافلة حوالي خمسين ألف دينار، فوافق أبو سفيان.

كما بعثت قريش مندوبين إلى القبائل لتحريضهم على القتال، وفتحت باب التطوع للرجال من قبائل الأحباش وكنانة وأهل تهامة، فجمعت قريش ثلاثة آلاف مقاتل مع أسلحة و700 درع، وكان معهم أيضًا 3 آلاف من البعير و200 فَرسًا و15 ناقة ركبت عليهن 15 امرأة لتشجيع المقاتلين، وتذكيرهم بما حدث في غزوة بدر، ودعمهم في حال الحاجة.

استعداد المسلمين

في أثناء استعداد قريش وحلفائها للقتال، طلب أبو سفيان من العباس بن عبد المطلب أن يشارك في قتال المسلمين، لكنه رفض وأخبر الرسول محمد سرًا بالخطر الذي يتهدد المسلمين، فقال الرسول محمد: «قد رأيت والله خيرًا رأيت بقرا تذبح، ورأيت في ذباب سيفي ثلمًا، ورأيت أني أدخلت يدي في درع حصينة فأولتها المدينة» والمقصود بالبقر التي تذبح هو عدد من الصحابة يقتلون، أما المقصود بالكسر «الثلم» الذي يحصل للسيف فهو إصابة أحد أهل بيت النبي محمد.

نرشح لك: حلف وعهد بجوار قبر آمنة.. قصة أول غزوة خاضها الرسول محمد ﷺ

وقامت فرقة من الصحابة من الأنصار بحراسة الرسول محمد، على رأسهم: سعد بن معاذ، وسعد بن عبادة، وأسيد بن حضير، وقامت مجموعات من الصحابة بحراسة مداخل المدينة المنورة وأسوارها.

وكانت خطة المسلمين في المعركة هي أن يجعل الرسول محمد المدينة أمامه، وجبل أحد خلفه، ووضع خمسين من الرماة على قمة هضبة عالية مشْرفة على ميدان المعركة، وكان قائدهم هو عبد الله بن جبير. وأمرَهم الرسول بالبقاء في أماكنهم وعدم مغادرتها إلا بإذن منه، حيث قال لهم: «ادفعوا الخيل عنا بالنبال»، وقام بتقسيم الجيش إلى عدة أقسام واستلم قيادة المقدمة.

أحداث المعركة

عندما تقابل الجيشان للمعركة، واشتدَّت المعركة على المشركين، ولّوا الأدبار، وصاروا خلف نسائهم، حيث كان المسلمون يحومون حول الألوية، فكان كبش الكتيبة طلحة بن أبي طلحة العبدري حاملاً لواء المشركين، وكان من أشجع الفرسان، فهابه المسلمون لقوته وشجاعته. إلَّا أنَّ الزبير بن العوام -رضي الله عنه- انطلق عليه وألقاه أرضاً فقتله، فقال فيه النبي -عليه الصلاة السلام-: (إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حِوَارِيًّا وَحِوَارِيِّ الزُّبَيْرُ).

نزول الرماة عن جبل الرماة دون إذن الرسول

بعدما اشتدَّ وطيس المعركة، وهزم المسلمون المشركين وقاتلوهم، ولَّى المشركون من ساحة المعركة وانسحبوا، فظنَّ الرُّماة أنَّ المعركة قد انتهت، وتحقَّق النصر للمسلمين، فقرَّروا النزول عن الجبل؛ ليغنموا ما تركه المشركون من غنائم.

إلاَّ أن قائدهم عبد الله بن جبير ذكر لهم وصية رسول الله بعدم ترك الجبل إلَّا بإذنٍ منه، فخالفه الرُّماة في ذلك، وهمّوا بالنزول لتحصيل الغنائم، فلم يبقَ على الجبل إلَّا عبد الله بن جبير وآخرون.

استغلَّ خالد بن الوليد ذلك، وكان حينئذ قائداً في جيوش المشركين، فالتفّ من وراء المسلمين وقتل عبد الله بن جبير ومن معه. ثم جاء على المسلمين فرمى النِّبال على ظهورهم، فرجع المشركون للقتال، وخاصَّة بعدما جاءت عمرة بنت علقمة الحارثية، ورفعت لواء المشركين.

وحوصر المسلمون في أرض المعركة من كُلِّ الجهات، فاضطربت صفوف المسلمين، وبدأ المشركون بقتال المسلمين، حتى استشهد سبعون صحابياً، من بينهم عمّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير رضي الله عنهم جميعاً.

إشاعة موت النبي

لما اشتد وطيس المعركة، واضطربت صفوف المسلمين، قُتل مصعب بن العمير حامل لواء المسلمين، وكان حينها يشبه النبي عليه السلام، فظن قاتله أنه قتل النبي عليه السلام، فأخذ يصيح بقوله: قتلت محمدًا، فسمع المسلمون قوله فهز ثباتهم، وحار من أمرهم.

وقد ثبت النبي عليه السلام في مواجهة المعركة بالرغم من أنه أصيب خلال القتال وكُسرت رباعيته اليمنى وخوذته، وسال من وجهه الكريم دماؤه الطاهرة.

دفاع الصحابة عن النبي

أحاط الصحابة رضوان الله عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حماية له بعدما اشتد القتال وشاع خبر موته، فكان من الصحابة من دافع عنه:

أبو بكر الصديق. علي بن أبي طالب. أبو دجانة. سعد بن أبي وقاص. طلحة بن عبيد الله. أم عمارة بنت كعب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى