الكثير من أبناءنا لم يدركوا شيئاً عن الجنس حتى الصف الثالث الإعدادي حين درسوا الجهاز التناسلي.
وتتنوع الأسئلة التي يطرحها الأطفال، وتختلف طرق الإجابة عليها بحسب عمر الطفل ومدى إدراكه، في بعض الأحيان يفاجئنا الأطفال بأسئلة لم نكن مستعدين لها أو حتى لا نعرف إجابتها.
إزاي تجاوب
في البداية امتدح سؤال طفلك، وشجعه على الحديث، وقبل أن تجيب، اسأله عما يعرفه بالفعل أو يعتقده. سوف تكشف إجاباته عن هدفه من السؤال بوضوح أكبر، كما ستعرف من خلالها إن كان قد حصل على أية معلومات من مصدر آخر (على سبيل المثال: زملائه أو أحد مواقع الإنترنت).
احرص على أن تكون إجاباتك قصيرة وبسيطة، مناسبة لعمر الطفل، لكن احرص أيضاً على أن تكون صادقة وغير مضللة.
بعد أن تجيب على سؤال طفلك اسأله إذا كانت لديه المزيد من الأسئلة، أو إن كانت إجابتك كافية بالنسبة له. أجب عن أية أسئلة إضافية.
لكن إذا كانت الإجابة الأولى كافية يمكنك التوقف عند التفاصيل المناسبة لعمره، دون منحه تفاصيل إضافية قد لا تناسب سنه، لأنه من المتوقع أن تعود إليه بمعلومات أخرى في سن أكبر.
أجب عن السؤال في وقته، إذا كنت محاطاً بآخرين أو في مكان عام بإمكانك أن تجيبه باختصار مع وعد بمواصلة الحديث عندما تحصلان على الخصوصية اللازمة.
أبرز الأسئلة
ماذا تقول لطفلك عندما يسأل عن اختلاف الأعضاء بين الرجل والمرأة؟
خلق الله الكائنات لها أشكال مختلفة، وخلقنا مختلفين في الشكل والصفات، وخلق الرجل والمرأة مختلفين ليقوم كل منهما بدور، فمثلًا عندما تلد ماما طفلًا يمتلئ ثدياها باللبن لإرضاع الصغير. وإذا سأل عن العضو الذكري، فيمكن أن نخبره أن هذا هو المكان الذي يخرج منه البول، وأن هناك فتحة مشابهة عند البنت.
وببلوغه 7 أو أكثر سنوات وعندما يكون لديه فكرة عن العلاقة الحميمة، يمكن أن نخبره أن هذا العضو له دور في إنتاج الطفل، وهذا عند الحيوانات أيضًا وليس عند الإنسان فقط.
ماذا تقول لطفلك عندما يسأل عن انتصاب عضوه الذكري؟
إن هذا معناه تدفق مزيد من الدم إلى هذا العضو، تمامًا كما تحمر أذناك عندما يتدفق إليها الدم. وقد يحدث ذلك عند الاحتياج إلى التبول (حيث تمتلئ المثانة). وقد يحدث ذلك أيضًا بدون سبب، وللآباء والأمهات: لا داعي للقلق، فهو أمر غير مؤلم، كما أنه دليل على سلامة الجهاز العصبي للطفل.
من أين أتيت؟ كيف دخلت في بطن ماما؟
أتيت من مكان في جسم ماما اسمه الرحم، كنت صغيرًا جدًا كالنقطة، ثم أخذت تكبر شيئًا فشيئًا، حتى أخرجك الطبيب من رحم ماما في الموعد المناسب للولادة. يمكن تشبيه الأمر ببذرة النبات التي أخذت تنبت وتكبر مع سقيها إن كان ذلك سيقرب له المعنى، ويمكن كذلك حسب استيعابه أن نخبره بمراحل تطور الجنين والآيات التي أشارت إليها.
بعض الأطفال قد يتطلعون إلى مزيد من التفاصيل عن كيفية حدوث التلقيح.
في سن 5 إلى 6 سنوات، نخبر الطفل أن خلية صغيرة جدًا تخرج من جسم بابا (إن سأل يمكن أن نخبره أنها تسمى «الحيوان المنوي» أو «النطفة») تدخل جسم ماما باحثة عن خلية أخرى صغيرة جدًا (إن سأل يمكن أن نخبره أنها تسمى «البويضة»)، وأنه باتحادهما يتكون الجنين الذي يكبر شيئًا فشيئًا إلخ.
يمكن أن نضيف حسب أسئلته، من سن 6 إلى 7 سنوات: «وحتى يحدث ذلك، يحتاج بابا وماما أن يكونا قريبين من بعضهما جدًا». ومن سن 8 إلى 11 سنة يجب أن يفهم الطفل أن ذلك يحدث عن طريق إدخال القضيب أو العضو الذكري يدخل في المهبل أو العضو الأنثوي كما تدخل اليد في الكم أو كما يدخل المسمار في الصامولة، وأن ذلك يحدث بين زوجين تجمعهما علاقة حب، هذا الإطار مهم جدًا ليفهم الجنس بمعناه الصحيح كعلاقة راقية.
وإذا لم يسأل الطفل يجب أن نبادر بتقديم المعلومة له قبل أن يدخل مرحلة المراهقة فلا يعود الوالدان مرجعه في الحصول على المعلومات. كما يجب أن يحدث ذلك في جلسة خاصة بكل طفل منفردًا حتى يدرك الطفل خصوصية الموضوع، كما أن الوضع الأمثل أن يكون الوالدان متواجدين في تلك الجلسة.
ولو كان الوالدان يشعران بالحرج، فمن المفيد أن يعبرا عن هذا الشعور لا لأنهما يتحدثان في موضوع خارج سياق الأدب، ولكن لأن والديهما لم يتحدثا معهما في هذا الموضوع، ولكنهما رأيا أن من مصلحة الطفل أن يفتحا معه هذا النقاش.
يمكن أن تستغل الفرصة لتقدم إطارًا أخلاقيًا للموضوع بأن نؤكد أن هذا يجب ألا يحدث إلا بين المتزوجين (مثل بابا وماما)، وأن الله خلق الرجل والمرأة مختلفين ولكن متكاملين مثل قطع البازل.
