أخبار

ألغى السلطنة وتوج “فؤاد” ملكاً.. مالا تعرفه عن الباشا عبدالخالق ثروت

كتبت – أميرة السمان

تحل اليوم ذكرى وفاة عبدالخالق ثروت، رئيس وزراء مصر الأسبق، ويرصد موقع “الموقع” لمحات من حياته كأحد رواد القاهرة التاريخية، حيث يحمل أحد أهم شوارع وسط البلد بالعاصمة اسمه.

ولد “عبد الخالق إسماعيل ثروت” في درب الجماميز عام 1873، والده من كبار المسئولين عن الشئون المالية في عهد الملك فؤاد الأول، ووالدته تنتمي لأصول تركية، بينما كان جده “عبدالخالق أفندي” من كبار الحكام في أوائل عهد الولي محمد علي باشا، وتردد عنه أنه يمت للأسرة العلوية بصلة قرابة.

التحق عبدالخالق ثروت بالمدرسة التوفيقية وتخرج منها عام 1886، ثم التحق مدرسة الحقوق، وتخرج منها في 1889، وكان واحدًا من مؤسسي أول مجلة مصرية للقانون

حياته الشخصية:

تزوج “عبدالخالق ثروت” من السيدة “فاطمة هانم”، التي تنتمي لطبقة الأعيان، وكان الإثنان يمتلكان أكثر من 1500 فدان في منيا القمح ودسوق وبني سويف.

أبرز إنجازاته:

عين “ثروت” في قلم قضايا الدائرة السنية، ثم انتقل إلى نظارة الحقانية واستمر يرتقي درج الوظائف القضائية حتى أصبح مستشارًا بمحكمة الاستئناف الأهلية، ثم تولى الادعاء ضد المجموعة التي اتهمت باغتيال بطرس غالي باشا سنة 1910، واختير وزيرًا للحقانية في وزارات حسين رشدي باشا الأولى والثانية والثالثة والرابعة، كما اختير وزيرًا للداخلية في وزارة عدلي يكن باشا الأولى “16 مارس 1921 -24 ديسمبر 1921”.

وشكل “ثروت” وزارته الأولى في الأول من مارس 1922 حتى 29 نوفمبر 1922، واحتفظ فيها بوزارتي الداخلية والخارجية، حيث تعتبر قمة أعماله السياسية في الوزارة الأخيرة انتزاعه ما عرف بتصريح 28 فبراير 1922 من إنجلترا، وبموجبه اعترفت بمصر دولة مستقلة ذات سيادة مع تحفظات 4 “إعلان 15 مارس 1922″، وتغير لقب فؤاد الأول من السلطان إلى الملك، كما وافقت الحكومة البريطانية على السماح لمصر بإرسال بعثات دبلوماسية للخارج، وقد بدأ ذلك عام 1923، وكانت هذه هي المرة الأولى منذ الفتح العثماني لمصر عام 1517، أن تبعث مصر بسفراء إلى العالم الخارجي.

وعين وزيرًا للخارجية في وزارة عدلي يكن الثانية “7 يونيو 1926 – 21 إبريل 1927″، وشكل وزارته الثانية الائتلافية في “25 إبريل 1927 حتى 16 مارس 1928″، واحتفظ بمنصب وزير الداخلية فيها، ولكنه قدم استقالته علي أثر رفض مجلس النواب لنتائج مفاوضاته مع تشامبرلين.

أنشأت في عهده وزارة الخارجية التي ألغيت في عهد الحماية البريطاني عام 1914، وأصبح له حق الاتصال بالحكومات الأجنبية ومقابلة السفراء، وقام بتشكيل لجنة من كبار رجال مصر، لتضع دستور 1923، وفقًا للنظم السائدة آنذاك.
قام بتعديل قانون تحقيق الجنايات، وتغيير بعض لوائح المحاكم المختلطة، ثم ألغى وظائف المستشارين الإنجليز في الوزارات الحكومية، باستثناء مستشاري المالية والحقانية، وقصر مهمتهما علي إبداء الرأي والمشورة.

كما أبطل حضور المستشار المالي الإنجليزي جلسات مجلس الوزراء، وقام بمراحل المفاوضات في شأن جلاء الانجليز عن مصر “مفاوضات سنة 1927- 1928” أو مفاوضات ثروت وتشمبرلن، وكان له – بالإضافة إلى دوره السياسي والوطني البارز – أدوار اجتماعية ومشاركة مجتمعية في مناحي عديدة، حيث تولي منصب رئيس النادي الأهلي في الفترة من 1916- 1924 ضمن العديد من الشخصيات الكبيرة والبارزة التي تعاقبت على رئاسة النادي.

علاقته بـ “زعيم الآمة”:

كان ثروت خطيبًا مفوهًا لمجموعات معينة كالمحامين والموظفين والمهنيين. وعندما سمعه زعيم الأمة “سعد زغلول” يتحدث في افتتاح الجامعة، قال “سعد” دون تردد: “إن خطابه أحسن الخطب تلاوة وإلقاء ومعنى وعبارة” ولقد طرب “ثروت” عندما سمع كلام “سعد باشا” عنه.

علاقته بـ”طه حسين”:

كان ثروت صديقًا حميمًا للدكتور طه حسين، فقال عنه عميد الأدب العربي: “إن صوته العذب مرآة لنفسه العذبة. وأشهد.. لقد كانت الخصومة السياسية تشتد بينه وبين البعض حتى تنتهي إلى أقصاها. ولكنه يحفظ لهؤلاء الناس في ناحية من قلبه مودة كريمة خالصة”.

كما قال عنه: “كان عظيم مصر، رجاحة حلم، ونفاذ بصيرة، وذكاء فؤاد، وسعة حيلة وتفوقا في السياسة ” وخلال أخرى كثيرة، وكان على صلة بطه حسين، منذ أن كان ثروت وزيرًا للحقانية، حيث قدمه له أحمد لطفي السيد في أعقاب اجتماع لمجلس إدارة الجامعة المصرية، وتتبدى هذه العلاقة الحميمة في الإهداء الذي قدم به الدكتور طه حسين في كتابه في الشعر الجاهلي إلى عبد الخالق ثروت باشا: “إلى حضرة صاحب الدولة عبد الخالق ثروت باشا سيدي صاحب الدولة، كنتُ قبل اليوم أكتبُ في السياسة، وكنتُ أجد في ذكرك والإشادة بفضلك، راحة نفس تحب الحق، ورضا ضمير يحب الوفاء، وقد انصرفتُ عن السياسة وفرغتُ للجامعة وإذا أنا أراك في مجلسها كما كنتُ أراك من قبل، قويّ الروح، ذكي القلب، بعيد النظر، موفقا في تأييد المصالح العلمية توفيقك في تأييد المصالح السياسية. فهل تأذن لي أن أقدم إليك هذا الكتاب مع التحية الخالصة والإجلال العظيم؟.

طه حسين 22 مارس سنة 1926:

كما ساهم في نشر العلوم والمعارف، حيث شاعت طباعة الكتب على يديه هو ورجال من أمثال الشيخ محمد عبده بعد أن عرفت مطبعة بولاق، وجاء ذلك في مطلع القرن العشرين.

فشارك في طباعة كتاب ” المخصص” وهو من كتب التراث النادرة الذي بدأ طبعه بمطبعة بولاق عام 1898م، وتمت الطباعة سنة 1903م أي استغرقت طباعته خمس سنوات، ولم تكن مشاركته في طبع المخصص هي الوحيدة في هذا المجال، بل أشار على دار الكتب المصرية بطبع كتاب النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة لما له من أهمية كبيرة في إبراز تاريخ مصر وحضارتها، ولما كان للأوربيين من اهتمام بالغ به.

إطلاق اسمه علي شارع بوسط القاهرة:

تخليداً لدوره وما قدمه لمصر، تم إطلاق إامه على شارع كبير في قلب العاصمة المصرية “القاهرة” وهو شارع عبد الخالق ثروت، ومن أبرز المعالم في هذا الشارع نقابة الصحفيين.

وفاته:

توفي عبدالخالق ثروت باشا في يوم 22 سبتمبر 1928.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى