أراء ومقالاتالموقع

أشرف مفيد يكتب لـ«الموقع» .. يقتل القتيل ويمشى فى جنازته!!

هل القى بك حظك العاثر ذات يوم وجعلك تتعامل مع تلك النوعية من البشر الذين ماتت ضمائرهم وأسودت قلوبهم من فرط تلك “البجاحة” التى يتعاملون بها مع الآخرين فتلك البجاحة تجعلهم يرتكبون أفعالاً مشينة فى حق الغير ، ليس هذا وحسب بل أنهم لا يكتفون بذلك بل نجدهم يقومون بقلب الحقيقة وإلصاق “التهم” بالأبرياء.

هذا الموضوع جعلنى “أنبش” فى ذاكرتى بحثاً عن حكاية من الحكايات القديمة التى تتسق مع هؤلاء “غلاظ القلوب” الذين يمتلكون القدرة على تحويل “المجنى عليه” الى “متهم”. وعلى الرغم من حالة العشق الخاص التى تربطنى بالحكايات الشعبية وبالقصص القديمة المستوحاه من تراث الشعوب التى أكتب عنها دائماً وأتناولها فى مقالاتى ، إلإ أن هذه القصة استوقفتنى كثيراً وأصابتنى بالحيرة والتعجب ، فالحكاية تقول إن هناك “رجل فقير” كان يعيش فى إحدى القرى وكانت زوجته تصنع قطع الزبدة وكل قطعة كانت تصنعها على شكل كرة وزنها “كيلو جرام” ويقوم الرجل الفقير يبيعها لصاحب أحد محلات البقالة ليشتري بثمنها طلبات البيت .. وفي أحد الأّيام فوجئ صاحب المحل أن وزن كل كرة من كرات الزبدة (900) جراماً فقط فغضب من الرجل الفقير وما أن رآه فى اليوم التالي حتى قابله أسوأ مقابلة وأخذ يعنفه بشدة أمام الناس وقال له ” لن أشتري منك لأنك تبيعني الزبدة أقل من وزن الكيلو بمئة جرام !!”

حزن الرجل الفقير حزناً شديداً عند سماعه هذا الكلام ، ونكس رأسه من فرط شعوره بالخجل ولكن كانت المفاجأة أنه رد عليه أمام الجميع قائلاً : نحن يا سيدي لا نملك ميزاناً ، ولكني ذات يوم اشتريت منك “كيلو” من السكر وجعلته مثقالاً نستخدمه فى وزن الزبدة التى نبيعها لك.

انتهت الحكاية بتلك المفاجأة التى جعلتنى اتساءل : من أين أتى صاحب محل البقالة بكل هذه القسوة والجبروت بل والبجاحة أيضاً .. لقد تسبب فى خلق المشكلة حينما ضلل الرجل الفقير وباع له كيلو السكر اقل من الوزن بمائة جرام ثم يعنفه على نقص وزن الزبدة الذى لا دخل له فيه لأنه هو أصلاً صانع “الأزمة” نتيجة “اللعب” فى وزن كيلو السكر وسرقته.
كفانا الله شر تلك النوعية من البشر الذين “يقتلون القيل ويمشوا فى جنازته”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى