ما الذى حدث وغير طبائع البشر وجعل البعض يتصرفون على هذا النحو من الإنفلات الأخلاقى فانتشرت بينتا تلك التفسيرات الغريبة التى ما أنزل الله بها من سلطان ، فما أن يحدث حولنا أى شئ حتى وإن كان بسيطاً حتى نفاجأ وقد تحول الجميع بقدرة قادر الى خبراء ومحللين استراتيجيين، بل يذهب البعض الى ما هو ابعد من ذلك بكثير فيعطى الانطباع لمن حوله بأنه عليم ببواطن الأمور وأنه على تواصل مع جهات مهمة فى الدولة ويعرف ما لا يعرفه أحد غيره ، فى حين انه قد يكون لا يعرف الفرق بين الألف من كوز الذرة لأن معلوماته التى يتباهى بها يستقيها من التعليقات التافهة التى يتداولها البعض عبر مواقع السوشيال ميديا ، أو أنه استوحاها من حكايات القيل والقال التى يحترفها ضعاف النفوس وأصحاب الضمائر الميتة.
هذه المسألة تذكرنى بحكاية الأصدقاء الثلاثة الذين كانوا يسيرون معاً فشاهدوا من بعيد رجلاً يحفر في الارض على جانب بعيد من الطريق .. فقال الاول لصديقيه : اننى أرى رجلاً يحفر فى جانب الطريق لا بد أنه قتل أحدهم ويريد دفنه في هذا المكان البعيد وأقسم أن ملامح وجهه تدل على ارتكابه جريمة القتل فقال له الثاني : هذا الرجل ليس بقاتل ولكننى على يقين تام من أنه شخص بخيل لا يأتمن الناس على شيء لذا فإنه يقوم الآن بالحفر ليخبىء ماله تحت الأرض.. فنظر الثالث اليهما وقال : لا هذا ولا ذاك .. إنه رجل صالح يقوم بحفر بئر ماء حتى يشرب منه الناس .
هكذا هو حالنا الآن .. كل شخص يظن بالناس حسب ما بداخله ، فالصالح يرى الناس على أكمل وجه من الطيبة بينما الفاسد يراهم على العكس من ذلك تماماً لأن سوء الظن يسيطر على كل جوارحه , وهو ما يؤكد صدق الحكمة التى تقول “كل إناء ينضح بما فيه”.. وفى نفس السياق قال أحد الصالحين : والله لو وقف رجل علي جبل وقال “أنا ربكم الأعلي” لظننت انه يقرأ الآية الكريمة { أَنَا رَبّكُمْ الْأَعْلَى } .
كفانا الله سوء الظن الذى بسببه كرِهنا بعضنا واختفى الحب بيننا وتقطعت صلة أرحامنا وسيطرت على النفوس الصفات الكريهة مثل الجشع والطمع والرغبة في إمتلاك كل شئ .
ليتنا نسأل الله حسن الظن بالناس .. ففيه راحة للقلب وسلامة للصدر وعودة للحب الذى غادر حياتنا ويبدو أنه سافر الى بلاد بعيدة بتذكرة سفر ذهاب بلا عودة.
نرشح لك
أشرف مفيد يكتب لـ«الموقع» .. الوهم القاتل !!
أشرف مفيد يكتب لـ«لموقع» عن الحب والكبرياء !!
أشرف مفيد يكتب لـ«الموقع» فتش عن المرأة
