أراء ومقالاتالموقع

أشرف مفيد يكتب لـ«الموقع» فتش عن “المرأة”

شاركت فى ندوة مهمة بعنوان “الإعلام والزيادة السكانية” نظمتها لجنة الإعلام بالمجلس الأعلى للثقافة مساء يوم الثلاثاء الماضى، وكانت مشاركتى فيها بصفتى عضواً فى هذه اللحنة التى يرأسها الإعلامى والمبدع الكبير جمال الشاعر والتى تضم نخبة من الصحفيين والإعلاميين و كبار أساتذة الإعلام.وقد أقيمت الندوة تحت رعاية الفنانة د.إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة ود. هشام عزمى أمين المجلس الأعلى للثقافة.

وكعادته دائماً فقد منح الكاتب الكبير الأستاذ مفيد فوزى هذه الندوة “مذاق مختلف” حيث أدارها بطريقته “الخاصة” فى الحوار وتوجيه الأسئلة للمتحدثين بشكل مباغت وغير متوقع مما أثرى الحوار واخرج من عقول المتحدثين كلاماً مهماً على الرغم من أنه كان مجرد ردود إرتجالية حيث افقدهم القدرة على الاحتفاظ بما كانوا يحملونه من معلومات ربما قضوا وقتاً طويلاً فى جمعها استعداداً للندوة ، والحق يقال فإننا استمتعنا بالفعل بما قاله حول هذه القضية المهمة : فضيلة الدكتور مجدى عاشور مستشار مفتى الجمهورية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية والدكتورة نسرين البغدادى أستاذ علم الإجتماع وعضو المجلس القومى للمرأة والدكتور طارق توفيق نائب وزير الصحة لشئون السكان والأمومة والطفولة والفنان هشام عطوة رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة وعمرو محسوب النبى رئيس قطاع الإعلام الداخلى بالهيئة العامة للإستعلامات والدكتورة آيات الحداد عضو مجلس النواب والدكتورة ميرفت عبد العظيم عضو لجنة الصحة بمجلس النواب .

وفى نفس السياق الذى سلكه الأستاذ مفيد فوزى ، فوجئ الحضور بالمبدع جمال الشاعر وقد ألقى بالكرة فى ملعب الحضور أيضاً ، وبدون ترتيب مسبق طلب من الجميع المشاركة فى النقاش حول قضية الزيادة السكانية فتحدث زملائى أعضاء اللجنة : الدكتورة منى الحديدى و الدكتور حسن عماد مكاوى والصديقة أنس الوجود رضوان “دينامو” اللجنة ، ومن فرط سخونة الحوار ، تجرأت و “قلبت الآية” وغيرت مسار الحديث حيث قمت بتوجيه السؤال الى المحاور مفيد فوزى على الرغم من أنه ظل طوال الندوة هو الذى يوجه الأسئلة ويوزعها هنا وهناك ، لدرجة أنه لم يسلم أحد من أسئلته المفاجئة والمباغته بل و”المحرجة” أحياناً من فرط غرابتها ، وإحقاقاً للحق فإن الذى دفعنى وشجعنى على هذه الجرأة أننى وجدت معنوياته مرتفعة طوال فترة الندوة التى تجاوزت ٣ ساعات ، ليس هذا وحسب بل أنه كان فى حالة “صهللة” كعادته ، فسألته بنفس طريقته المفاجئة وقلت له : إسمح لى أسألك ما هو المفتاح لحل لهذه القضية المزمنة .. فأجاب دون أدنى تفكير “الحل أن يتم إطلاق مبادرة رئاسية تشجع الجميع على إقتحام أزمة القضية السكانية”.

وعلى الرغم من منطقية ما قاله الأستاذ مفيد فوزى الا أننى تذكرت حكاية قالها لى منذ عدة سنوات صديقى اللواء سمير فرج حينما كان محافظاً للأقصر ، وقتها كان قد اتخذ قراراً بنقل سكان منطقة القرنة بالبر الغربى الى مدينة “طيبة الجديدة” التى أنشأها لهذا الغرض نظراً لأن البيوت القديمة مقامة فوق كنوز اثرية لا حصر لها ،وقال لى أنه وجد صعوبة بالغة فى إقناع الاهالى بترك بيوتهم والذهاب الى هذه البيوت الجديدة ، وبعد تفكير طويل قام بإستضافة مجموعة من النساء “ربات البيوت” وظل يشرح لهن مميزات هذه البيوت الجديدة التى تم تجهيزها بكل ما يوفر لهم “حياة كريمة” ، وفى اليوم التالى كانت المفاجأة أن الأهالى وافقوا على فكرة الانتقال الى البيوت الجديدة .

وهنا يتضح لنا وبشكل لافت للنظر الدور المحورى الذى يمكن أن تلعبه المرأة فى توجيه المجتمع فى أى قضية مهما كانت صعوبتها.

هذه الحكاية جعلتنى على يقين تام من أنه لا يمكن تحقيق أى نجاح فى حل أزمة السكان الا إذا كان هذا الحل مدعوماً بقناعة تامة من المرأة وبموافقتها .. فهى المفتاح الحقيقى لتحقيق نقلة نوعية فى المجتمع .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى