أراء ومقالاتالموقع

أشرف مفيد يكتب لـ”الموقع” عن أصدقاء السوء !!

أن تكون شخصاً محترماً وسمعتك طيبة وسيرتك كما يقولون بالبلدى “زى الجنيه الذهب” فهذا وبكل أسف ليس كافياً الآن حتى تنجو بنفسك من مقالب أصدقاء السوء ومن مفاجآت شلة “التافهين” ، فهناك أشياء كثيرة عليك أن تفكر فيها ألف مرة حتى تحتفظ بهذا الاحترام الذى صنعته لنفسك بأفعالك الطيبة وتصرفاتك المحترمة . وأول هذه الاشياء أن تدقق جيداً فى اختياراتك لمن هم حولك ولمن ستكون جزءاً منهم فى هذه الحياة سواء كانوا زملاء عمل أو أصدقاء او حتى “شلة” النادى ، فالناس لها الظاهر وبكل تأكيد سيكون حكمهم عليك من خلال وجهة نظرهم فى تلك الدائرة التى وضعت نفسك فيها بإرادتك لذا فإن هذا الإطار الذى دخلته بقدميك سوف يحدد فيما بعد مصيرك بل سيكون هو عنواناً رئيسياً لشخصيتك مهما كانت حقيقة هذه الشخصية فإذا كنت محترماً ونبيلاً بالفعل وتجلس بين أصدقاء السوء فلابد إن آجلاً أو عاجلاً ستكتوى بنار تلك النفوس المريضة التى سمحت لنفسك بأن تصاحبها وترتمى فى أحضانها.

هذا الأمر يذكرنى بحكاية قديمة قرأتها منذ سنوات الدراسة تقول إن هناك طائر من طيور “اللقلق” ذو الطبيعة البسيطة التي تثق بالجميع ولا يحمل اى ضغينة لأى مخلوق حوله. وفىجئ ذات يوم بدعوة لحضور حفلة أقامتها شلة من طيور “الغربان” في إحدى المزارع وهى المزرعة التى كانت تلك الطيور تقوم بسرقة حبوبها كل يوم على مرأى من صاحب المزرعة الذى كان يشتاط غضباً ويحمل بداخله كل كره لتلك الطيور التى اعتادت سرقته.

ولأن طائر اللقلق يتصرف بحسن نية قبل هذه الدعوة وذهب الى الحفلة التى من سوء حظه انتهت بشكل مأساوى فقد سقطت جميع الطيور في شباك صاحب المزرعة الذى كان يراقبهم وينتظر هذه اللحظة حتى ينتقم منهم عقاباً لهم على سرقة مزرعته ، فنظر طائر اللقلق الى صاحب المزرعة وهو يتوسل إليه ويرجوه بألا يقتله قائلاً : أرجوك ياسيدي دعني أذهب فأنا طائر “اللقلق” صاحب الشخصية الطيبة والمسالمة كما إنني لم أكن أعلم أن طيور الغربان تسرق من مزرعتك وجئت هنا بدعوة منهم فقد لبيت الدعوة على سبيل المجاملة.. فقال له صاحب المزرعة : أنا متأكد تماماً من أنك طائر طيب القلب ومسالم ولست لصاً مثلهم ولكنني ألقيت القبض عليك فى مزرعتى مع طيور الغربان “السارقة” وبالتالى فإنك لابد أن تنال مثل جزاءهم وهو القتل.

انتهت الحكاية ولكنها تركت فى ذهنى حقيقة مؤكدة وهى أن الناس تحكم علينا من خلال من نصاحبهم ومن نختلط بهم.
ليتنا نحرص على انتقاء الأشخاص الذين نرتبط بهم حتى لا تنزلق اقدامنا فى وحل افعالهم المشينة فتكون العواقب وخيمة لا قدر الله وكفانا الله شر أصدقاء السوء ، فما أكثرهم هذه الأيام .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى