أراء ومقالاتالموقع

أشرف مفيد يكتب لـ”الموقع” الزوجة “العاقلة” !!

على الرغم من هذا الكم الهائل من التفاعل مع المقال الذى كتبته من قبل عن احتياجنا للسند والظهر فى حياتنا ، الا أننى فوجئت وبكل أسف أن كلامى قد تسبب فى تقليب المواجع بالنسبة للكثيرين خاصة الذين اكتشفوا بأنهم ليس فى حياتهم حتى ولو ربع صديق ، وطلب منى البعض أن اكتب عن موضوع آخر يبعث فى النفس الشعور بالبهجة ويحث على التفاؤل.
جلست أفكر فى الأمر وسألت نفسى : لماذا حصرت مسألة السند والظهر فى “الوالد” أو “الصديق”، أليس من الممكن أن تكون “الزوجة” أيضاً بمثابة السند والظهر فى الحياة ، خاصة حينما تكون هذه الزوجة تعنى بالنسبة لزوجها كل شئ ، حينما تكون هى الأب والأم والزوجة والأخت والبنت والصديقة وعشرة العمر كله .. فالمحظوف بالفعل من يرزقه الله بزوجة تجتمع فيها كل هذه الصفات .

الأمر الذى يدفعنى للتساؤل : لماذا يحرص البعض على النظر الى النصف الفارغ فى الكوب فلا يرى فى الزوجة سوى تلك الإنسانة “النكدية” والمرأة “الشعنونة” صاحبة العقل “الناقص” استناداً الى حديث نبوى يفيد بأنهن “ناقصات عقل ودين” مفسرين ذلك فى سياق مختلف تماماً عن المعنى المقصود بكلمة “ناقصات عقل” .

يا سادة .. الزوجة حتى يمكن أن تكون هى بالفعل السند والظهر لابد أن تشعر بالحب الصادق وأن تحس بالأمان الذى تبحث عنه دائماً حتى قبل أن تكون زوجة ، فحسب التكوين النفسى والجسمانى للمرأة نجدها كائن ضعيف وهو وما يجعلها فى حالة إحتياج دائم للشعور بالأمان خاصة بعد أن ظلت ولعقود طويلة “مركونة” على الهامش فى محتمع “ذكورى” تربى على مفاهيم مغلوطه وخاطئة تفرق بين الولد والبنت منذ لحظات الولادة.

الزوجة التى أعنيها فى قولى وأجزم بأنها يمكن أن تكون “السند والظهر” بالنسبة لزوجها هى الزوجة “العاقلة” التى لا تجعل الغيرة تسيطر على مشاعرها فتأكل الأخضر واليابس بشكل يفوق ما كان يفعله قوم يأجوج ومأجوج فى قديم الزمان .. وهى أيضاً الزوجة الحريصة كل الحرص على أن تضع أسرتها بين ذراعيها فتتحول الى حائط صد منيع يحافظ على كيان الأسرة بالكامل ويحميها من أى هجوم لأنها تتحول فى لحظة وبقدرة قادر الى مايشبه سور الصين العظيم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى