أراء ومقالاتالموقع

أشرف مفيد يكتب لـ«الموقع».. الحقيقة “العارية”

كلما تجولت داخل صفحات الأصدقاء وغير الأصدقاء على موقع التواصل الإجتماعى “فيسبوك” لمعرفة أحوال الدنيا تنتابنى حالة من الهم والغم ، ففى ربع ساعة فقط اجدنى وقد كتبت مشاطرات العزاء عشرات المرات وكأن الفيسبوك قد تتحول الى سرادق عزاء كبير لا أول له ولا آخر .. الكل يبكى و”يولول” بمناسبة وبدون مناسبة .

أما الأكاذيب فحدث ولا حرج خاصة أن البعض قد احترفوا نشر الأكاذيب على صفحاتهم عن بطولات وهمية لا ىجود لها الا فى خيالهم المريض ، وبالطبع تكتمل تلك القصص التافهة بفبركة الأخبار وبث الشائعات والخوض فى الأعراض بمناسبة وبدون مناسبة بأشكال وأساليب قذرة تفوح برائحتها الكريهة التى تذكم الأنوف .

وعلى ذكر كلمة “الأكاذيب” تحضرنى الآن حكاية كان قد كتبها الشاعر الكبير جبران خليل جبران عن “الكذب” و”الحقيقة” يقول فيها : إن “الكذب” ذهب الى “الحقيقة” وهو يحاول استمالتها بأى شكل من الأشكل وقال لها إن الجو جميل جداً ودعاها للخروج معه فى نزهة للاستمتاع بهذه اللحظة الرائعة ، نظرت إليه وهى خائفة منه وفى حالة شك وريبه فهو الكذب إسماً وصفة ، ولكنها حينما نظرت الى الجو وجدته بالفعل جميل ورائع فاطمأن قلبها ولبت دعوته وخرجت معه وبينما كانا يسيران فى الطريق اقتربا من بئر مياه فنظر إليها “الكذب” وقال لها هذا البئر به مياه فى منتهى الجمال ولايوجد مثلها فى أى مكان آخر ، ودعاها للنزول الى داخل البئر ليستمتعا بجمال هذه المياه ، فنظرت إليه “الحقيقة” وهى مترددة وغير مصدقة كلامه ، ولكنها حينما مدت يدها الى المياه وجدتها جميلة بالفعل ، فما كان منها إلا أنها صدقته للمرة الثانية وخلع كل منهما ملابسه بالكامل ونزلا الى مياه البئر وبعد دقائق قليلة قفز “الكذب” الى أعلى البئر وارتدى ملابس الحقيقة وخطف ملابسه ووضعها فى يده وظل يجرى بأقصى سرعة ، فما كان من الحقيقة أمام هذا التصرف الغريب إلا أنها قفزت دون ادنى تفكير الى أعلى البئر وظلت تجرى وراءه لتأخذ منه ملابسها ، ولكنها فوجئت بالجميع ينظرون إليها بإنتقادات حادة بسبب خروجها وهى عارية وعنفوها على هذا التصرف الغريب فشعرت بالخجل الشديد ولم تجد أمامها سوى النزول الى أسفل البئر حتى لا يراها أحد وهى عارية بهذا الشكل المؤسف.

ومن يومها والكذب يلف العالم كله وهو يرتدى ثياب الحقيقة بكل ثقة وجرأة ليس هذا وحسب بل أن الجميع يقابلونه بكل حب وتقدير واحترام وهم يرونه بملابس الحقيقة بينما “الحقيقة” ماتزال حتى يومنا تحبس نفسها داخل البئر خوفاً من “الفضيحة” لأنها تعرف جيداً أنها لو خرجت وهى عارية فلن تسلم من انتقادات الجميع.

هذه كانت حكاية جبران خليل جبران ، أما نحن فلكل منا حكايته الخاصة عن الكذب والحقيقة .. وهى حكايات يمكننا قراءتها بكل سهوله ويسر من خلال القيام بجولة بسيطه فى الفيسبوك .

نرشح لك

أشرف مفيد يكتب لـ«الموقع» بعنوان تلقيح «جتت»

نرشح لك

أشرف مفيد يكتب للموقع : قلب ع الطوب الأحمر 

نرشح لك

أشرف مفيد يكتب لـ«الموقع» : العصفور العاشق

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى