الموقعخارجي

أستاذ علوم سياسية يكشف لـ”الموقع” أسباب عودة “الفاشية” للحكم في إيطاليا

كتبت- منى هيبة:

أظهرت نتائج الانتخابات الإيطالية تمددًا جديدًا لليمين المتطرف في أوروبا، وذلك بفوز جورجيا ميلوني بالانتخابات التشريعية في إيطاليا، حيث ستُتاح لحزبها الذي تعود جذوره إلى الفاشية الجديدة فرصة لحكم البلاد لأول مرة منذ عام 1945.

وفي هذا السياق قال الدكتور هشام مراد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن هنالك العديد من التفسيرات وراء اقتراب اليمين المتطرف في إيطاليا من تشكيل حكومة والفوز بالأغلبية في البرلمان، مؤكدًا أنه حتى الآن لا توجد أي تفاصيل، ولكن من المرجح أن ينتصر اليمين المتطرف.

وأضاف «مراد» في تصريح خاص لموقع «الموقع»: “أحد الأسباب الرئيسية أن إيطاليا هي بوابة أوروبا للمهاجرين غير النظاميين القادمين من إفريقيا في الأساس، ومن دول أخرى”.

ولفت إلى أن إيطاليا تعد أول دولة تعاني من زيادة عدد المهاجرين، بسبب الصراعات والدفاعات في منطقة الشرق الأوسط، باعتبارها أول دولة من الناحية الجغرافية يسهل الوصول إليها في دول الاتحاد الأوروبي.

وأكد أن قضية المهاجرين تعد القضية الرئيسية بالنسبة للأحزاب السياسية في إيطاليا، خاصة اليمين المتطرف، الذي يكن سياسات معادية للأجانب والمهاجرين.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الربط ما بين الأزمات الاقتصادية المتلاحقة بسبب أولاً جائحة كورونا ثم بسبب الحرب في أوكرانيا، ساعد حزب اليمين المتطرف في جذب الرأي العام.

وأشار إلى أن تلك الأزمات استغلها اليمين المتطرف في اإطاليا وفي دول أخرى بأوروبا، لتعبئة الرأي العام ضد المهاجرين، لتحقيق انتصار فعليًا في الحكم، موضحًا أن تلك القضية تجد صدى لدى الرأي العام في إيطاليا.

وأضاف: “سنشاهد حكومة يمينية أكثر تطرفًا في إيطاليا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية”، مؤكدًا أن القضية الرئيسية التي تبرر صعود اليمين المتطرف في إيطاليا، هي أنها تعاني من زيادة عدد المهاجرين كل عام.

واختتم «مراد» حديثه لـ«الموقع» قائلاً: “اليمين المتطرف ربط بين الأزمة الاقتصادية وبين قضية المهاجرين، مستغلاً ذلك للنجاح في الانتخابات”.

وتتجه رئيسة حزب فراتيلي ديتاليا جورجيا ميلوني نحو تشكيل الحكومة الإيطالية المقبلة، إثر الفوز في الانتخابات التشريعية بنحو ربع أصوات الناخبين.

إيطاليا بذلك تعود لحكومة هي الأكثر يمينية للبلاد منذ العهد الفاشي، حيث إن التحالف الذي تقوده جيورجيا ميلوني وحزبها “إخوة إيطاليا” في طريقه إلى النصر مع انتظار النتائج الرسمية. بحسب “سي إن إن”.

ومن المرجح أن ميلوني ستكون أول رئيسة وزراء للبلاد، ورغم ميولها السياسية إلا أنها قالت لداعميها إنها مستعدة لتوحيد البلاد، مشيرة إلى أنه “من المهم أن نفهم أنه إذا تم استدعاؤنا لقيادة هذه البلاد فسنفعل ذلك من أجل الكل. سنفعل ذلك من أجل كل الإيطاليين وسنفعل ذلك بهدف توحيد هذا الشعب. للتركيز على ما يوحده بدلًا من التركيز على ما يقسمه”.

وأضحت جورجيا ميلوني أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في إيطاليا، باعتبارها رئيسة أكبر حزب في الائتلاف اليميني الفائز.

وفي بلد يهيمن فيه النظام الأبوي، حيث أبرز الوجوه السياسية فيه من الذكور، فإن فوز جورجيا ميلوني يعتبر قطعا مع الماضي.

وبحسب “يورو نيوز”، قالت ميلوني: “سيكون شرفا لي أن أكون أول امراة تقطع مع هذا التقليد في بلادي”. وربما تكون جورجيا حازت على نوع من المساندة من لدن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، التي قالت: “إن انتخاب النساء للمناصب يمثل خطوة إلى الأمام”. ولكن ليس كل واحد مقتنع بأن ميلوني ستخدم حقوق المرأة بشكل جيد.

وتصف ليا كوارتابيلي البرلمانية من يسار الوسط ميلوني، بأنها الرمز المميز لليمين الذكوري، ملاحظة أن برنامج حزب فراتيلي ديتاليا يتحفظ في الإشارة إلى النساء والجنس.

وستكون الحكومة الإيطالية المقبلة على الأرجح مؤلفة من تحالف، تقوده ميلوني زعيمة فراتيلي ديتاليا، المتحدر من الحركة الاجتماعية الإيطالية، وهو حزب فاشي جديد تأسس إثر الحرب العالمية الثانية، ويضم التحالف كلا من زعيم رابطة الشمال ماتيو سالفيني الذي يحظى بقاعدة جماهيرية شعبوية ومعادية للمهاجرين، وكذلك سيلفيو برلسكوني زعيم حزب فورزا إيطاليا الأكثر اعتدالا، والذي تميل سياساته أكثر نحو النزعة المحافظة اللبيرالية.

وسيطرت الديمقراطية المسيحية التي أفل نجمها على إيطاليا، خلال معظم الحقب التي أعقبت الحرب، وهو حزب محافظ واسع ومؤيد للحزب الأمريكي، ويجمع جناح اليمين وفصائل يسارية. وفي أعقاب فضيحة “بريبزفيل” بداية التسعينات، تغير المشهد الحزبي في إيطاليا بصفة جذرية، وظهر برلسكوني كشخصية سياسية بارزة ترأست عديد الحكومات اليمينية.

وليست هذه هي المرة الأولى التي يكون فيها اليمين المتطرف في الحكومة بعد الحرب العالمية الثانية، فقد كانت ميلوني نفسها وزيرة الشباب من 2008 إلى 2011، ولكنها المرة الأولى التي سيتولى فيها اليمين المتطرف القيادة، بينما يكتفي وسط اليمين (وهو برلسكوني في هذه الحالة) بالمقاعد الخلفية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى