الموقعتحقيقات وتقارير

أرقام خيالية..من يحدد تسعيرة شيوخ الفضائيات؟..«الموقع» يفتح ملف «سبوبة» دعاة المناسبات والمواسم

كتب- أسامة محمود

انتشرت في الآونة الأخيرة ما يسمى بـ”دعاة الفضائيات” أو شيوخ القنوات الفضائية والذين يظهرون عبر شاشات القنوات الفضائية لتقديم برامج دينية أو فتاوى والتي تزيد في المناسبات أو المواسم “شهر رمضان، الحج”، ولكن لا يظهرون إلا بعد أن يتم تحديد سعر الحلقة أو البرنامج ماديًا مقابل تقديم الحلقة وهي أرقام خيالية خاصة في القنوات الخاصة ويتحدد السعر حسب الشيخ ومدى تأثيره وشهرته في المجتمع.

ويرى البعض أن ظاهرة شيوخ الفضائيات أنها “سبوبة”، تسعى إلى ” الظهور الإعلامي” فقط وابتعدت عن رسالتها الحقيقية المتعلقة بالتنوير والتثقيف لصالح جنى الأموال، وكسب النقود في وقت قليل.

واللافت للنظر أن بعض شيوخ ودعاة الفضائيات يعتذرون عن الظهور في بعض البرامج التي لا تمنح الضيف مقابلا ماليا لما يصوره على الشاشة الصغيرة وتحديدا التليفزيون المصري” ماسبيرو” وفي ذات الوقت تفتح الميزانيات لنجوم الفن ليحصلوا على ما يريدون بآلاف الجنيهات أو الدولارات.

الأمر الذي جعل بعض الفضائيات تحدد للشيوخ أو الدعاة مبالغ مادية نظير مشاركتهم في البرامج التي تحتاجهم لزيادة المشاهدة واجتذاب المعلنين لهم ، وبدأت بورصة الشيوخ على شاشات المحطات التلفزيونية تختلف من محطة لأخرى وخاصة في شهر رمضان أو موسم الحج .

نرشح لك :مدير إدارة الفتوى الشفوية بـ«الإفتاء» يكشف لـ«الموقع» أهداف وأهمية مركز سلام لدراسات التطرف ..( خاص)

وينقسم شيوخ أو دعاة الفضائيات إلى قسمين منهم من يُقدم برنامجا بشكلٍ ثابت، مثل عمرو خالد، ومصطفى حسنى، ومبروك عطية، وخالد الجندي، ورمضان عبد المعز، وسعد الدين الهلالي، وهم من أشهر الشيوخ الذين يقبل عليهم المشاهدون في رمضان، وهؤلاء يتقاضون أجورهم بعقود موثقة أو اتفاقات في هذا الشهر تقدر بعشرات الآلاف من الجنيهات، حسب مصادر لـ”الموقع” .

فيما يظهر النوع الآخر كضيف على برامج مثل أشرف الفيل، ومبروك عطية، وأحمد صبري، وبعض الأسماء الأخرى
أما التلفزيون المصري، فأجور الشيوخ وعلماء الدين، والدعاة ضعيفة جدا ينتظر الشيخ أو الداعية الإسلامي عدة حلقات ويقوم بجمعها والتوجه لصرفها إذا وجد أموالا لدي خزينة اتحاد الإذاعة والتلفزيون في مبني ماسبيرو حسب تصريحات سابقة لأحد الدعاة، وبالتالي يرفض الشيوخ والدعاة الظهور على شاشة التليفزيون المصري نتيجة للمقابل المادي الضئيل جدا، ويهرولون وراء القنوات الفضائية الخاصة نظرا للمقابل المادي الكبير والذي يحدده بنفسه قبل الظهور أو يتم تحديده من القناة مسبقا.
وظهرت قائمة أسعار غير معلنة تتحدد بحسب شهرة الشيخ ودرجة حضوره لدى الجماهير، ويشتد تسابق القنوات الفضائية على الشيوخ النجوم حسب وصفهم في محاولة لاستقطاب فئات معينة أو جيل شبابي معين متعلق بداعية معروف، وهو ما ظهر في الفترة الأخيرة.

وحسب مصدر بأحد البرامج الدينية التي تذاع على إحدى الفضائيات الخاصة، أن هناك عدد من الشيوخ والدعاة يحصلون على مكافآت وأرقام خيالية مقابل الظهور في البرنامج، تتراوح بين 100 ألف إلى 400 ألف جنيه، حسب شهرته وقناعة الناس بحديثه، ودرجته العلمية، مشيرًا في تصريح لـ”الموقع” إلى أن هناك بعض الشيوخ يطلبون 500 أو 600 ألف جنيه، مقابل الظهور لمدة ساعة في الحلقة، أو ساعة ونصف الساعة، موضحا أن الفقرات الدينية تحقق نسبة مشاهدات عالية، وخاصة عندما يتحدث فيها أحد الشيوخ المعروفين والمشهورين.

من ناحيته يقول الدكتور حسن على أستاذ الأعلام والخبير الإعلامي ، في تصريحات لـ”الموقع” إن البرامج الدينية في العديد من القنوات الفضائية تحولت إلى وسيلة لكسب وجني الأموال ،وتجارة مربحة لبعض الدعاة والشيوخ من خلال التركيز على القضايا ذات الطابع الاستهلاكي والتي تثير الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، وليست القضايا الجادة التي يمكن أن تسهم في تعزيز الواقع الثقافي المصري، وهناك عدد من الوعاظ والدعاة ينظرون إلى دورهم على الشاشات من منطلق “الشو الإعلامي” لتحقيق نسبة مشاهدات عالية، من خلال مجموعة من الممارسات بعضها يتعلق بلغة الجسد، واستخدام الألفاظ الحادة والعبارات الصادمة والأصوات العالية.

وتابع “على” أن هذه الظاهرة تزداد في المناسبات ومنها شهر رمضان المبارك والذي يظهر فيه العديد من الشيوخ والدعاة لتقديم نصائح دينية عن آداب وتعاليم الصيام وحثهم على التقشف والاقتصاد في الشهر الكريم، وهو يتقاضى آلاف الجنيهات من خلال ظهوره على القنوات الفضائية في مدة قد تكون ساعة أول أقل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى