أراء ومقالاتالموقع

أحمد فرغلي رضوان يكتب لـ«لموقع» أنتوني كوين.. القصة هي المشكلة والحل!

“القصة هي المفتاح السحري لحل أزمة السينما، الدم الجديد القصة الشابة، القصة التي لا تبتعد كثيرا عن الواقع الانساني، قصتي وقتك وقصة الرجل العادي، رجل الشارع، القصة هي المشكلة والقصة هي الحل.

هكذا قال النجم العالمي أنتوني كوين للكاتب الصحفي الكبير محمود عوض “رحمه الله” في لقاء جمعهما على عشاء في فندق هيلتون نيويورك في منتصف السبعينيات حيث ذهب عوض لزيارة صديقه المنتج والمصور المصري الأمريكي فؤاد سعيد وكان فؤاد يقوم بالمشاركة في إنتاج الفيلم الذي يصوره انتوني وقتها في نيويورك.

كان ذلك الحديث بسبب هبوط تعداد جمهور السينما الأسبوعي  في أمريكا من 80 مليون إلى 16 مليون نسمة وتراجع الإنتاج من 378 فيلم إلى 143 فيلم، حيث كانت السينما تواجه أزمة وقتها.

أذكر هذا بمناسبة التراجع الشديد في السنوات الماضية على مستوى النصوص في السينما المصرية، ومعظم النجوم تجدهم يتحدثون بجملة مكررة “مفيش ورق” عندما يتم الحديث عن قلة الأعمال أو مستواها، طوال الوقت نبحث عن ورق جيد ولا نجد إلاً نادرا ! والنتيجة أعمالا كثيرة متواضعة على مستوى التأليف، وفي اعتقادي بدأت الأزمة تشتد عندما تم السيطرة على إدارة الأمور الفنية في الأفلام للنجوم الجدد وبدأ يتم إحضار كاتب ما ليكتب لفلان عمل “تفصيل” على مقاسه، ولم يعد الأمر مثل الماضي يتم اختيار الأبطال حسب النص المكتوب ومدى ملاءمة الممثلين للشخصيات من جانب مخرج العمل، إلى جانب أن عدد كبير من المؤلفين لجأوا لاقتباس أعمالا أجنبية كما هي دون حتى كتابة معالجة جديدة وتمصير للموضوع! وأيضا تكرار الأفكار بسبب تكرار ورش السيناريو، وبالتالي تراجع الإبداع والابتكار، أيضا قدرة النجم على اختيار السيناريو والعمل عليه بوعي مع المخرج يساهم في تطوير العمل بشكل إيجابي وهذا يأتي بالخبرة والثقافة والمتابعة للواقع من جانب النجوم، ونقل ما يمكن منه للسينما.

بمناسبة القصة والرواية واهتمام صناع السينما في عام 2003  كان قد بدأ حديث في الوسط الصحفي عن رواية ترصد الواقع بجرأة شديدة صدرت حديثا والمفاجأة ما بها من إسقاطات كثيرة على شخصيات سياسية معاصرة من نظام مبارك، كانت تتجاوز سقف الحرية المعتاد في الحديث عن الوضع الاجتماعي والسياسي المعاصر في مصر، وما إن أنتهيت من قراءة تلك الرواية الحدث وجدت وقتها رئيس التحرير  الأستاذ صلاح عيسى “رحمه الله” يكلفني بإجراء حوار مع الروائي علاء الأسواني صاحب الرواية الحدث “عمارة يعقوبيان” صرنا بعد الحوار أصدقاء لسنوات قبل أن تفرقنا “السياسة”، كان مندهشا من النجاح الكبير للرواية لدرجة أن الناشر قال له أصبحت أطبعها مثل “الكوتشينة” ! وتفسيره انها كانت صادقة في نقل الواقع وشخصياته وعبرت عنه بدقة شديدة.

عقب قراءتي الرواية كنت أتحدث ذات مرة مع الأستاذ عادل إمام وما ان بدأت كلامي عن الرواية فوجئت به يقول لي، إيه حكاية الرواية دي، وحيد حامد كان لسه بيكلمني عنها.

وبدأت أروي له ما يتردد في الوسط الصحفي والثقافي عنها وما يقال عن جرأتها السياسية والاجتماعية وشخصياتها التي تشبه عدد من الشخصيات ذات النفوذ في مصر! وكان يستمع باهتمام، وانتهت المكالمة أن الأستاذ وحيد حامد سيحضر له الرواية ويقرأها.

وبعد أسابيع قليلة وأثناء لقاءنا الأسبوعي في مقهى الندوة الثقافية بوسط البلد وجدت علاء يخبرني وبعض الأصدقاء إنه التقى وحيد حامد وتم الاتفاق على شراء الرواية لتحويلها لفيلم سينمائي وحتى ذكر لنا المبلغ “الزهيد” الذي سيتقاضاه وقتها من وحيد حامد مقابل شراء حقوق تحويل الرواية لعمل سينمائي، كان سعيدا بتحويلها لفيلم أكثر من اهتمامه بالمقابل المادي.

بالتأكيد وعي عادل إمام ومتابعته لما يدور في الشارع ساهم سريعا بتحويل الرواية لفيلم حقق نجاحا جماهيريا، ولو نظرنا سنجد معظم الأعمال المأخوذة عن روايات حققت نجاحا جماهيريا في السينما، وهذه ليست المرة الوحيدة التي أشعر فيها باهتمام النجم الكبير عادل إمام بالروايات، في مرة أخرى كنت أتحدث معه أن خالد يوسف لديه قصة ويريده أن يقدمها وسألني من المؤلف وعندما قلت له قصة ليوسف إدريس رحب جدا وحدد موعد للقائي أنا وخالد وذهبنا واكتشفت انه قرأ القصة منذ سنوات ولكن توقف المشروع لانشغال خالد.

قلنا أكثر من مرة من بين الحلول لمعالجة ضعف النصوص السينمائية العودة إلى القصص والروايات الأدبية مرة أخرى لأخذ المناسب منها وتحويله لأعمال سينمائية وربما حدث اهتمام بذلك في وقت سابق ولكن كانت الأعمال تعد على أصابع اليد الواحدة وتراجع مرة أخرى، القصة أو الرواية توفر شخصيات للعمل الفني مكتملة لها بداية ونهاية وخطوط درامية واضحة، إلى جانب جمهور ذلك العمل الأدبي.

اقرأ ايضا للكاتب

أحمد فرغلي رضوان يكتب لـ«الموقع» العنكبوت.. قليل من الحب كثير من الأكشن

أحمد فرغلي رضوان يكتب لـ«الموقع» عادل إمام..ذكريات وطن

أحمد فرغلي رضوان يكتب لـ«الموقع» واحد تاني..ريمونتادا ينقصها الشغف!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى