أراء ومقالاتالموقع

أحمد فرغلي رضوان يكتب لـ«الموقع» top gun وتأديب الدول المارقة!

الفرد هو الذي سيرجح التفوق العسكري بعد أن أصبح الأعداء يملكون نفس التكنولوجيا العسكرية، هكذا يقول القائد لضباطه من الطيارين لحثهم على بذل الجهد وتنمية مهاراتهم الفردية الخاصة.
رسالة واضحة أنه مهما كان هناك تفوق عسكري في أرض المعركة يظل الفرد المقاتل هو العنصر الذي يرجح الكفة في النهاية.

يأتي فيلم top gun ضمن الأفلام الحربية الأمريكية التي “تعظم”من قدرات الطيارين وسلاح البحرية الأمريكية بصفة عامة أنتم الأفضل على الإطلاق كلمة كررها القائد لضباطه أكثر من مرة you are the best.

كم الواقعية في الفيلم كبير لدرجة لا يمكن تصديقها ولكنه توم كروز أحد نجوم هوليوود الاستثنائيين يقدم عدد من المشاهد الصعبة كعادته، وهذه المرة في الجو حيث يقود طائرة حربية بنفسه، وأصر كمنتج للفيلم على استخدام طائرات عسكرية حقيقية! وتدريب الممثلين على قيادة الطائرات! يقدم شخصية مافريك المتمرد والمغامر بحماس شديد تجعلك تحبها وتعيش معه أجواء التحدي طوال الأحداث المشوقة جدا.

فيلم مغامرة بامتياز تم صناعته بإتقان شديد وسيناريو رائع تظل تتابع أحداث الفيلم بمتعة كبيرة سواء في السماء أو على سطح الأرض !

الفيلم يتحدث عن الولايات المتحدة القطب العالمي المهم والذي يحمي الكرة الأرضية من “الدول المارقة” التي بدأت إحداها بناء مصنع لتخصيب اليوارنيوم وتسعى لإنتاج الأسلحة النووية وبالتالي تهدد البشرية ! ولذلك يجب أن تتحرك الولايات المتحدة “الحارس الأمين” ! لتدمير ذلك المصنع قبل أن يكون جاهز للاستخدام ! والمهمة الرئيسية في الفيلم تحقيق معجزة في الطيران المنخفض جدا بطائرات أف18 فوق سطح الأرض وبسرعة عالية جدا لتفادي الرادار ومنصات الصواريخ في إحدى الدول المارقة ” لم يتم تسميتها” ولكن فيما يبدو أنها إيران أو كوريا الشمالية!.

نشاهد الدعاية الأمريكية الذكية لقوات النخبة من الطيارين وكيف يتم تدريبهم لتحقيق هذه المعجزة ! من خلال شخصية الطيار المحبوب والمتهور مافريك والذي عاد بعد أكثر من 30عاما على الحزء الأول ليتولى مهمة تدريب الطيارين الجدد ولكنه في لحظة تحدي بطولية استعراضية سينمائية حبست أنفاس المشاهدين يجبر قائده على إسناد مهمة له بقيادة الفريق المكلف بالمهمة لتزداد الإثارة والمتعة أيضا، سيناريو ممتاز لأفلام المغامرات الحربية، والبعد الإنساني والعاطفي حاضر بقوة من خلال الأحداث وتتأثر مشاعرك كثيرا بشخصية مافريك وتحدياته إلى جانب مشاهد الحياة الخاصة للجنود وجاءت بسيطة ومقنعة ولم تكن مقحمة على الأحداث، سواء لقاءات مافريك مع حبيته القديمة أو مع الجنود في المطعم وحتى عندما قرر مافريك زيادة الألفة بينه وبين جنوده وبينهم وبين بعض اصطحبهم للشاطيء للعب الكرة وعندما أستغرب القائد من تصرفه قال له ” أكون لك فريق”.

توم كروز يقترب عمره من ال60 ولكنه لايزال يتمتع بلياقه بداية عالية تؤهله للاستمرار في تلك النوعية من الأفلام ونجاح الفيلم الكبير خير دليل.
الفيلم يحقق إيرادات قياسية ليست داخل الولايات المتحدة فقط بل حول العالم وتجاوزت إيراداته حتى الآن 500 مليون دولار ولك أن تتخيل الدعاية الكبيرة لسلاح الجو والبحرية بعد هذا الفيلم حول العالم، ويذكر أنه عندما عرض الجزء الأول قبل ثلاثين عاما تضاعفت طلبات الالتحاق بالقوات الجوية من جانب الشباب في الولايات المتحدة، حيث كانت تحتاج بشدة في تلك الفترة إلى جنود جدد.

بالطبع هو دعاية عسكرية وسياسية أمريكية عن تأديبها للدول المارقة مثل “إيران وكوريا الشمالية” من أجل الحفاظ على الأمن العالمي! وشاهدنا حجم الدعم الكبير من القوات البحرية والجوية الأمريكية حتى يخرج الفيلم بهذا الشكل المدهش في التصوير واستخدام التكنولوجية العسكرية.

تم تصوير المشاهد المثيرة للمطاردات الجوية باستخدام كاميرات 6K ويقول المخرج كوسينسكي “لقد أمضينا عامًا في العمل مع البحرية للحصول على الموافقات لوضع ستة من هذه الكاميرات بجودة IMAX داخل قمرة القيادة، أربعة منهم كانوا مواجهين للممثلين واثنان منهم كانا مواجهين للأمام ، بالإضافة إلى كاميرات مثبتة في جميع الأجزاء الخارجية للطائرة “.
وأيضا تم تدريب الممثلين على كيفية استخدام الكاميرات لأنهم بمجرد أن يكونوا في الهواء كانوا بمفردهم ، باستثناء طيار البحرية الذي يرافقهم.

الفيلم رفع سقف المستوى الفني والتقني عاليا لمن يريد تنفيذ فيلم حربي عن سلاح الجو بصفة عامة ومن المؤكد سيظهر اسم الفيلم في ترشيحات الأوسكار القادمة.

اقرأ ايضا للكاتب

أحمد فرغلي رضوان يكتب لـ«لموقع» أنتوني كوين.. القصة هي المشكلة والحل!

أحمد فرغلي رضوان يكتب لـ«الموقع» العنكبوت.. قليل من الحب كثير من الأكشن

أحمد فرغلي رضوان يكتب لـ«الموقع» عادل إمام..ذكريات وطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى