أراء ومقالاتالموقع

أحمد فرغلي رضوان يكتب لـ«الموقع» واحد تاني..ريمونتادا ينقصها الشغف!

حتى الأن يتصدر فيلم واحد تاني سباق أفلام العيد ويحقق إيرادات جيدة جدا وبالتأكيد سيتفوق على أخر أفلامه خيال مآته، وفنيا هو أيضا أفضل من خيال مآته ولف ودوران أخر أفلام الفنان أحمد حلمي ولكن وهو الأهم لا يزال “فنيا” بعيدا عن ذروة تألقه وتحديدا في الفترة ما بين 2006 _ 2010 حيث ارتفع سقف الكوميديا في أفلامه عاليا وسيطر على شباك التذاكر وأيضا حاز على الإشادة النقدية ولذلك الجمهور ينتظر دائما هذا المستوى ولا يجده!

وجدت تفاوت كبير جدا في آراء الجمهور لدرجة تثير الدهشة وتدل على عدم القبول الكبير للتجربة، حيث اعتاد الجمهور على جرعة كوميدية كبيرة من أحمد حلمي فلم يجد سوى قليل من الكوميدية التي تعتمد على ايفيهات وإيحاءات جنسية من أجل انتزاع ضحكات الجمهور ! عن “اللبوسة المضيئة”!

فيلم “واحد تاني” فكرة جيدة عن صراع الهوية لدى شخص أصبح يعيش حياة مملة وتقليدية بعد أن كان رمزا “للشقاوة” والحيوية بين زملاءه أيام الدراسة الجامعية، ويبدأ البحث عن طريقة يعيد بها “الشغف” للحياة! حتى يجد طريقة مبتكرة ويحدث تحول في حياته.

البطل هنا أخصائي تأهيل نفسي في “السجون” وكان ممكن استغلال طبيعة الوظيفة والتي لم نشاهدها سينمائيا في صناعة مواقف كوميدية كثيرة في مكان عمله “السجن” ولكن لم يستغل ذلك جيدا، وركز السيناريو على حيلة التلاعب بالألفاظ والايحاءت الجنسية معظم أوقات الفيلم لصناعة مواقفه الكوميدية! أكثر من موقف تم صناعتهم على الايحاءات الجنسية مثل موقف المسجون “محمود حافظ” أو مشهد حواره مع عائلة فيروز “روبي”!

و للأسف لم تلقى رد فعل كبير من الجمهور الذي ظل ينتظر كوميديا أحمد حلمي المعهودة، ولكن لم يجد إلاٌ القليل جدا ! وسيناريو غير مشوق وشخصيات غير مكتملة وواضحة المعالم!

بمناسبة “الشغف” الذي يتحدث عنه الفيلم هل فقد أحمد حلمي الفنان الشغف ؟ لدرجة انه يصنع فيلم “بالكاد” كل ثلاث أعوام ويكون السيناريو هكذا غير جيد ؟ وبالمناسبة أرى أن الشغف الفني اختفى بدرجة كبيرة عند هذا الجيل ولا اعرف السبب!؟ هل أزمة الورق والأفكار هي السبب ؟! لا اعتقد وحدها، الفنان الذي يريد سيبحث وسيجد أفكار وسيناريوهات جيدة.

على مستوى التمثيل أظهر حلمي موهبة كبيرة في تجسيد شخصيتي مصطفى وأكس والتحول بينهما وتذكر الجمهور واحد من أفضل أدواره مع فيلم “كده رضا” والذي يتفوق فنيا على واحد تاني.

روبي دورها كأنه ضيف شرف ولم تستغل موهبتها بشكل جيد كممثلة  وظهر مشهد تأديتها أغنية وكأنه تعويض لها عن ضعف مساحة الدور ، وروبي بالمناسبة من الفنانات اللاتي فقدن الشغف بالفن رغم موهبتها الكبيرة وتعمل مؤخرا من التواجد فقط.
أحمد مالك ظهر بشكل جديد وأدى الشخصية بشكل جيد

وكذلك نور ايهاب وجه جميل وموهبة صاعدة تستحق فرص أكبر ، ونسرين أمين اجتهدت ايضا قدر الإمكان في تقديم شخصيتها وممكن القول هي الأبرز على مستوى الأدوار النسائية، عمرو عبدالجليل “لم يستغل ” بشكل جيد، ولم يكن هناك داعي لجعله يقدم شخصيتين توأم،  كان يكفي البناء الدرامي على شخصية المجرم وصناعة مواقف أفضل مما شاهدنا.

يبدو أن الفنان أحمد حلمي لديه مشكلة كبيرة في “الورق ” وصناعة المواقف الكوميدية مثل الماضي، وظهر ذلك بوضوح منذ فيلمه لف ودوران واستمرت حتى الفيلم الجديد “واحد تاني”.

لم أتصور أن يكون السيناريو بالكامل مبني على مفارقة كوميدية وحيدة ظل صناع الفيلم في حالة لف ودوران لدرجة وصلت للإبتزال من كثرة الايحاءات الجنسية.

كنت انتظر بعد هذا الغياب ريمونتادا كوميدية قوية من أحمد حلمي تذكرنا بواحد من أفضل نجوم السينما الكوميدية في العشرين سنة الأخيرة ولكن وجدتها تجربة فنية ينقصها الشغف لدى الفنان أحمد حلمي!

اقرأ ايضا للكاتب

أحمد فرغلي رضوان يكتب لـ«الموقع» بطلوع الروح..داعش وأخواتها !

أحمد فرغلي رضوان يكتب لـ«الموقع» عن فاتن أمل حربي..الدين والقانون في مرمى النيران

أحمد فرغلي رضوان يكتب لـ«الموقع» .. «المشوار» يواجه مطبات فنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى