الموقعتحقيقات وتقارير

أحمد الطنطاوي.. معارض يعيش في جلباب «حمدين» .. لماذا يهاجم رئيس «الكرامة» مصر من منصات معادية؟

تقرير – فاطمه عاهد

على الطريقة الأمريكية، اختار النائب السابق أحمد الطنطاوي، رئيس حزب الكرامة، لنفسه ستايل مستوى لركوب قطار المعارضة، سواء في طريقة ارتداؤه للملابس أو طريقة تصريحاته أو القفز على كل الملفات والتحدث فيها دون إلمامه بتفاصيلها، كما امتطى جواد المعارضة التلفزيونية وإلقاء تصريحات لتسخين الإعلام والحصول على قاعدة مزيفة بين الشباب مصدرا صورة المعارض الشاب ذو الأفكار الخلاقة، لكن المواقف هي من تظهر عقول الرجال وليست التصريحات الرنانة والبحث عن مجد زائف.

فشل «الطنطاوي» في تقديم رؤية لكل المشكلات التي تصدى لها، ولم يكن في جعبته سوى الهجوم على الجميع دون تقديم حلولاً عملية أو استيعاب للظرف التاريخي والخطير الذي كانت تمر به البلاد.

نرشح لك : مومياوات المعارضة.. لماذا يحاول أنور السادات «إجهاض» مبادرة الحوار الوطني؟

هجر «الطنطاوي» منابر المعارضة الطبيعية في بلاده وحل ضيفا على قنوات ووسائل إعلام محسوبة على كيانات إرهابية ومعادية ليقذف بحمم عضبه على كل ماهو حكومي ورسمي في محاولة للعودة للأضواء بعد انحسارها عن عقب فشله في الحصول على الحصانة البرلمانية مرة أخرى.

أيضا فشل «الطنطاوي» المعارض في أن يكون نسخة من نفسه فحاول استنساخ شيخه في المعارضة حمدين صباحي، ليفشل في الأمرين أيضا.

كما اعتاد المعارض الشاب على أن يثير الجدل إما ببيانات تتسبب في غضب عارم أو باتباع قاعدة «خالف تعرف» مثل ارتدائه ملابس غير رسمية أثناء حضوره إحدى الجلسات الخاصة بمجلس النواب

حالة من الغضب الجماهيري صبت على «الطنطاوي» نتيجة تصريحاته السابقة التي كانت تحمل هجوماً مباشراً على الوزراء في بعض القنوات التي تنتمي لكيانات بالخارج، في محاولة لرسم صورة عن مصر وعن ما يدور بداخلها على أنه أزمة طاحنة، في ظل معاناة الدولة من جماعات إرهابية حاولت اغتصاب أرضها وسقطت دماء أبنائها.

وفي تصريحات له قال النائب السابق إنه استقبل دعوة الحوار بترقب حذر وفق تجارب سابقة مع السلطة، مشيرا إلى الحركة الوطنية ترفض أن يكون الحوار تحت رعاية الأكاديمية الوطنية للتدريب، كما حمل النظام المسؤولية الكاملة عن الفشل الاقتصادي «مكتمل الأركان» الذي تعيشه البلاد بحسب حديثه.

وأشار إلى أن حزبه تلقى دعوة “الحوار الوطني” بمزيد من الترقب الحذر، خصوصاً أن مصر تعيش في السنوات الثماني الماضية بشعار رئيس الجمهورية، وهو “ماتسمعوش كلام حد غيري”، على الرغم من محاولته رفقة مجموعة من المعارضين السيطرة على المشهد المعارض وتجاهل الأصوات التي تثمن الحوار الوطني وإقامته والاستفادة منه باعتبارهم الأولى والأجدر بـ”السمع والطاعة”.

نرشح لك : المعارضة العمياء.. حمدين صباحي «مناضل» حسب السوق

كما شدد النائب السابق، على أن دعوة الحوار الوطني يجب أن تكون مع مؤسسة الرئاسة لا مع أي طرف آخر، على الرغم من أن ما حدث هو مسألة تنظيمية فقط ولم يتم الإعلام عن أي من تفاصيل الحوار الوطني، إلا أن الانتقاد يجب أن يثار ويقال.

وأكد طنطاوي على أن: «رئيس الجمهورية ليس مصدر إلهام، أو خبيراً في العشرات من الملفات، وعليه أن يستعين بأفضل الخبراء -كل في تخصصه- في ظل مواجهة مصر خيارات صعبة، يجب أن ينتصر فيها لصالح الوطن»، بينما فضل النائب السابق أن يضع نفسه خبيرا سياسيا واقتصاديا ويتحدث في عشرات الملفات ويبدي آراء غير متخصصة منها ما يحب على الدولة أن تفعله اقتصاديا، وكذا ما يجب أن يتم في ملف سد النهضة.

لم يخفي المعارض الشاب ضرورة أن يتم حل أزمة سد النهضة بشكل عسكري، باعتبارها مشكلة وجودية، متناسيا ما كانت تمر به البلاد من أزمات اقتصادية بسبب ما تراكم داخل الدولة من أزمات وتهالك للمنظومة الصحية والتعليمية ما دفع الرئيس لإعادة هيكلتها بما يتلاءم مع محاولات بناء الجمهورية الجديدة، وأن تلك الخطوات التنموية لا يمكن عرقلتها بحرب من شأنها أن تكبد الدولة خسائر فادحة.

حول طنطاوي البعض عدم حصوله على أصوات كافية للانضمام للبرلمان في انتخاباته الأخيرة إلى مؤامرة، لذلك كان تصريحه بشأن أن العالم لا يفهم إلا لغة القوة دليلا على تفكيره وسياسته.

كما رفض نظام «الكوتة» في تحديد نسب مقاعد المرأة بالبرلمان بينما وافق على تقسيم الدوائر الانتخابية في تناقض واضح للعيان، كما رفض الاعتراف بالرأي الآخر باعتباره معارضة وطنية بل ووصفهم بأنهم يفضلون المشاركة في فعاليات فقط قائلا «المعارضة المصرية، الأول يبحث عن حوار جاد ومسؤول يصل إلى نتائج حقيقية موضع التنفيذ، والثاني يريد المشاركة في أي فعاليات مثل منتديات الشباب التي يرعاها الرئيس وغيرها».

لم يكن «الطنطاوي»، اسماً كبيراً في المعارضة المصرية، حتى سنوات ليست بالبعيدة، وذلك في ظل وجود أسماء أخرى من في الصف الأول والثاني للمعارضة على رأسهم المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، إلا أنه ظهر فجأة بعد التحاقه بالبرلمان.

نرشح لك : الأخوان مبارك.. كيف انتزع «جمال» مشروع التوريث من شقيقه الأكبر؟

اعتمد «الطنطاوي»، على أن يستخدم طريقة مختلفة للحوار، تجعله حديث منصات التواصل الاجتماعي، بل وصفته بعض المواقع والصحف بأنه المعارض الذي يستخدم بعض المنتمين للجماعات الإرهابية تصريحاته لتصدير صورة رسموها عن مصر.

كما أنه لم يرسم طريقا، بل فضل أن يسير على نهج حمدين صباحي، المرشح الرئاسي الأسبق، دون النظر إلى تغيير الأوضاع وما تمر به البلاد من مرحلة حاسمة في القفز بعيدا عن دائرة الإرهاب التي تحاول اجترار مصر إليها لتدميرها.
وفي خطاب تاريخي بحفل إفطار الأسرة المصرية وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة إقامة حوار وطني بين الحكومة والمعارضة باعتبارهما قوتان متكاملتان، إلا أن تلك الدعوة لاقت تكهنات عدة من النائب السابق في حوار له مع الـ”بي بي سي”، حيث وصف قبوله رفقة الحزب الذي يديره بـ”القبول الحذر”، رغم أن الرئيس من خرج بتلك المبادرة.

وأعلن الرئيس في حفل الإفطار عن عودة لجنة العفو الرسائي، وذلك بعدما شهدت البلد استقرارا عقب عدة عمليات إرهابية وقعت على أراضيها في محاولة لتفكيكها داخليا ونشر الفساد بها، وإشعال الفتنة بين مواطنيها وجيشها بإقامة حرب تشترك فيها كافة طوائف الشعب ليسهل تفكيك مصر والاستيلاء عليها من الخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى