يحيى إسماعيل يكتب لـ«الموقع» تزوجت أختاه ..ورحلت البركة عن المنزل
تجربة شخصية عشتها على مدار أكثر من 5 أشهر، حينما كان مصر تحتفل بعيدي ثورة 25 يناير وعيد الشرطة في عام 2024، فور انتهاء حفل زفاف الشقيقة الصغرى والوحيدة بين شابين، أحدهما يكمل العقد الثالث من عمره، والثاني يتمم عامه الثالث والثلاثين، مع أول ليلة لم تنام فيها الأخت في المنزل، لتسكن عش الزوجية مع شريك عمرها وحبها الأول والأخير، الذي يعتبر ثالث إخوتي الأحباء، الذين لم أتصور الحياة بدونهم وبدون صوت أمي والهواء الذي تستنشقه.
منذ ذلك التاريخ، لم اتذوق طعم بركة المكان، التي رحلت عن المنزل في عدم وجود ما أشبه بكريزة البيت، التي لطالما كانت ملجأ وكاتم لأسرار كل أفراد الأسرة وعلى رأسهم العبد لله، بالرغم أنه أكبر الأشقاء سنًا.
لم أكن أعلم أنها سترحل وتأخذ معها كل شئ جميل من كل ركن من أركان المنزل الصغير، كأنها ذهبت إلى بيت زوجها بكل الطاقة الإيجابية التي كانت تنشرها في كل حين، لتأخذ معها كل عطور الحنان والدفء، اللذان غابا واقتصرا في مكالمة هاتفية أو زيارة قصيرة سواء هنا أو هناك.
لذا شعرت أن المنزل أصبح مليئا بالمشاكل منذ اليوم الأول لزواجها، تعثرت كثيرًا بعدها وبات عقلي شريدًا لا أقدر على التفكير في مشكلاتي الشخصية إلا في حالة الأخذ بمشورتها رغم صغر سنها، الذي وصل إلى ربع قرن من الزمان بحلول العاشر من شهر يونيو الجاري.
توقفت كثيرًا وتذكرت كل لحظة، أدركت بها أن حبة الكريز، التي اعتز بصورتها معي أثناء عناقها يوم زفافها وسط أعين كل الحاضرين، تزوجت ورحلت معها البركة من المنزل.
تعثرت وساندتني في كل مشكلة اخترقت قوتي الذهنية وحالتي النفسية، بل لم تكتف بذلك فإنها كانت تطمأن عليّ في ظل وعكتها الصحية وانشغالها بأمور مملكتها الصغيرة، لتصبح أمًا أخرى لرجل شاب شعره في مطلع الثلاثينات، فلا بد أن أشكر الله عز وجل على نعمه التي تعد ولا تحصى، منها أختاه دواء وبلسم عمري، لذا هنيئا لشخصي على هذه النعمة العظيمة، ومبارك لزوجها على زوجة وأم وأخت وصديقة ورفيقة درب، خُلق الدلال لها ووهبت كل الجمال لكل من حولها.