الموقعخارجي

هل أقنع الغرب الصين بلعب دور الوسيط لوقف الحرب الروسية الأوكرانية؟ السفير حمدي صالح يوضح لـ”الموقع”

لم يخف عدد من قادة وزعماء العالم خلال قمة مجموعة العشرين بإندونيسيا رغبتهم في استئناف التعاون مع بكين، لمواجهة التحديات العالمية المشتركة الكبرى، وعلى رأسها إيقاف الحرب في أوكرانيا.

خصوصًا أن الدبلوماسية الصينية اعتمدت خطابا متوازنا، وحافظت على مصالحها مع موسكو، فقد اختارت في المقابل ألا تغالي في استفزاز الغرب، رغم الدعوات إلى إدانة التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا.

وشهدت قمة العشرين، تعهد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بأنه لن تكون هناك “حرب باردة جديدة” مع الصين، بعد اجتماع تصالحي مع الرئيس الصيني شي جينبينغ.

كما قال إنه لا يعتقد أن الصين ستغزو تايوان، وذلك أول اجتماع وجهًا لوجه بين زعيمي القوتين العظمتين منذ أن تولى بايدن منصبه.

كما ناقش الزعيمان ملفي كوريا الشمالية وغزو روسيا لأوكرانيا في المحادثات التي جرت في بالي، قبل يوم من قمة مجموعة العشرين في الجزيرة الإندونيسية.

وفي هذا السياق،  قال السفير حمدي صالح مساعد وزير الخارجية الأسبق، لموقع “الموقع”: هناك نظرية أمريكية قديمة من أيام هنري كيسنجر ونيكسون، تقول إنه يجب أن تكون علاقات أمريكا بالصين، قوية؛ لكي تفصل بينها وبين روسيا. وبالتالي لا تجعل موسكو وبكين تتحالفان.

وأضاف: هذه الاستراتيجية ما تزال موجودة بشكل أو بآخر، بعمل علاقات مع الصين بقنوات مختلفة عن روسيا بحيث تبعدهما عن التحالف.

وتابع: هناك علاقات اقتصادية قوية جدًا بين الولايات المتحدة والصين نتيجة تزايد أهمية بكين الاقتصادية أخيرا وبالتالي من المهم جدا وجود حد أدنى للتفاهم بينهما في العلاقات الدولية.

ولفت السفير حمدي صالح، إلى أن أهمية اللقاء تأتي أيضًا في الإطار الحالي لأزمة أوكرانيا، وبالتالي من المهم جدًا أن يكون هناك خط اتصال مباشر بين الرئيسين الصيني والأمريكي؛ لتقليل إمكانية زيادة التوتر وتقسيم الأمور لقطبين “الغرب والشرق ضد بعضهما”.

وواصل قائلا: بالإضافة لهذا ،الولايات المتحدة في الواقع تتصور الصين المنافس الرئيس، ورغم أنها لا تزال قوة إقليمية وليست عالمية، إنما الأمريكان ينظرون للمستقبل البعيد ويتحركون وفق هذا الإطار، ويحاصرون الصين من جميع النواحي سواء بعقد تحالفات مع دول آسيا أو الضغط عليها في أشكال مختلفة اقتصاديا وسياسيًا مثل قضية تايوان، مع عدم إغافال التأثير على التحالف الصيني الروسي.

وأكد أن من مصلحة الصين أن يكون لها خطوط اتصال مع الولايات المتحدة على أعلى مستوى.

وفي السياق، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون باريس وبكين لتوحيد جهودهما ضد الحرب في أوكرانيا مع بدء لقائه الثلاثاء مع نظيره الصيني شي جينبينغ على هامش قمة مجموعة العشرين في بالي.

وقال ماكرون لشي بعد مصافحته وبدء المحادثات بينهما، يجب أن “نوحد جهودنا للاستجابة لأزمة عالمية مثل حرب روسيا في أوكرانيا”.

كما دعا ماكرون نظيره الصيني إلى جلب روسيا إلى طاولة المفاوضات لإيجاد حل لحرب أوكرانيا.

وذكرت الرئاسة الفرنسية بأن ماكرون دعا شي إلى “إيصال رسائل إلى الرئيس الروسي فلاديميربوتين لتجنّب التصعيد والعودة بجدية إلى طاولة المفاوضات”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى