محافظات

نفوق المئات من المواشي بالمنيا .. والمربين : الخسائر بالملايين

المنيا – محمد مرزوق 

حالة من الرعب والخوف والهلع الشديد تنتاب المواطنين ومربى الماشية في ربوع محافظة المنيا من مركز العدوه شمالًا وحتى مركز دير مواس جنوبًا، بعد نفوق المئات من الأبقار والجاموس جراء انتشار فيروس أو مرض الحمى القلاعية بشكل وبائي، مما تسبب في خسائرهم بالملايين خلال أقل من أسبوعين، رغم الجهود المضنية التي تقوم بها الجهات الحكومية في الدولة المصرية لحماية رؤوس الماشية من هذا المرض اللعين، والحد بشكل كبير من إنتشاره بقدر الإمكان، والتي جاءت على شكل حملات التطعيم ضد هذا المرض خلال الأشهر الماضية.

و قام المواطنين ومربي الماشية داخل محافظة المنيا بالإقدام على بيع ما لديهم من مواشي بأسعار رخيصة عن ثمنها الحقيقي تطبيقًأ للمقولة ” خسارة قريبة ولا مكسب بعيد ” وتجنبًا من نفوق المواشي في منازلهم وخسرانهم خسارة كبيرة.
ومن هنا فإن أسواق المواشي في ربوع محافظة المنيا وقبل عيد الأضحى المبارك بأيام قلائل صارت مكتظة بالمواشي وأسعارها باتت رخصة في متناول يد الجميع، وبالرغم من كل فإن هناك عدد كبير من المواطنين من محافظة متخفون من شراء المواشي من أجل الأضحية نظرًأ لانتشار فيروس أو مرض الحمى القلاعية في المواشي.

ومن هنا أيضًا فإن مربي المواشي بالمحافظة قد حظروا نقل الماشية بين المحافظات نهائيًا، مؤكدين على أن النافق من جراء مرض الحمى القلاعية وصل إلى نسبة 90 % من الماشية الكبيرة و 70 % من الماشية الصغيرة، وأن الدولة حتى الآن لم تصرح بتعويضهم عن المواشي التي نفقت جراء مرض الحمى القلاعية من قبل مديرية الطب البيطري، وما يتردد في هذا الشأن مجرد كلام لم ياخذ حيز التنفيذ الجدي.

وقد اشتكى العشرات من مربي المواشي بالمنيا، من ظهور أمراض متنوعة بين المواشي، وخاصة بين الأبقار والجاموس، وأعربوا عن تخوفهم من تفشي الحمى القلاعية، حيث أنه خطر لعين يصطاد ماشية مصر وينهشها حتى النقوق والموت، وباتوا يصرخون: «الوباء يحاصر قرى المحافظة وجثث المواشى النافقة أغرقت الترع »، وأكدوا أن الروائح الكريهة لوثت الهواء وهو ما ينذر بخطر بنقل العدوى للبشر.

فيما نفت مديرية الطب البيطري بمحافظة المنيا انتشار أي أمراض بين المواشي داخل المحافظة.

وانتشر مرض الحمى القلاعية بين المواشي بصورة كثيفة للغاية حاليًا، ففي قرية شيبة الشرقية بمركز أبوقرقاص، جنوب محافظة المنيا، ووصلت حالات النفوق إلى ٢٠ حالة، وعلم الأهالي أن سبب النفوق هو مرض الحمى القلاعية من خلال استقدام طبيب بيطري، وفي عزبة طنطاوي بالفقاعي بمركز أبوقرقاص أيضًا ظهرت حالات مرض بين المواشي، فلجأ أحد المتضررين ويدعى بسطاوي عبد الناصر لطبيب بيطري بعد مرض بقرة يملكها.

وانتشر المرض أيضًا ببعض القرى في مراكز العدوة ومغاغة وبني مزار وبعض المناطق بمركز مطاي، شمال محافظة المنيا.
وقال خويلد صدقي، نقيب الفلاحين بمغاغة، أن أعراض مرض الحمى القلاعية هي آلام شديدة تصيب الماشية في الحوافر وضيق في التنفس، وارتفاع في درجة الحرارة وطفح جلدي بمنطقة الأنف والفم، مبينًا أن الفلاحين بقرية نزلة بني خلف يشتكون من نفوق الماشية وحدوث إصابات بالحمى القلاعية والوادي المتصدع، مطالبًا الطب البيطري بإجراء التحصينات اللازمة.

وأضاف صدقي، أنه تقدم بمذكرة لرئيس مركز ومدينة مغاغة بالمشكلة، وأرفق كشف بأسماء المضارين بتعرض رؤوس الماشية للإصابة والنفوق، مؤكدًا انتقال لجنة من الطب البيطري للقرية لإجراء التحصينات.

ويقول صلاح حمدي من أهالي قرية شيبة الشرقية بمركز أبوقرقاص، جنوب محافظة المنيا، متضرر وقد نفقت لديه بقرتين وأن الوضع كارثي ونريد تدخل سريع من إدارة الطب البيطري في أبو قرقاص، مشيرًا بأن مرض الحمى القلاعية قضى على مواشى القرية، حيث نفق منه عجلان ومن ابنه الأكبر عجل تسمين، فالمرض الذى ظهر بين مواشيه منذ أكثر من شهر ونصف أصاب مواشيه التى عالجها على حسابه وكلفه العلاج أكثر من ٥ آلاف جنيه طول فترة العلاج ومن ثم نفقت مواشيه.
ويؤكد صلاح حمدي، بأن مواشيه لم يأت أحد لتحصينها، ونفقت المواشى واستدان حق العلاج الذي كلفه الكثير دون جدوى، مضيفًأ بأن المرض لا علاج له والطبيب يأخذ للجرعة الواحدة أكثر من ١٥٠ جنيها، لكن دون نتيجة والنفوق مستمر، قائلاً : « الأغرب أننا اتصلنا برئيس مجلس القرية لإرسال سيارة ولودر لحمل المواشى النافقة ودفنها بعيدًا عن المناطق السكانية خوفا من العدوى وجاء رده: «اللودر عطلان »، وماذا نفعل؟ لا شىء أمامنا إلا دفن المواشى في الأراضي الزراعية ومن ليس عنده مكان يقوم بإلقاء مواشيه في الترعة، والستار موجود ».

ويقول مخيمر محمد عبد المعبود أحد أهالي قرية صفط الغربية التابعة لمركز المنيا، والذي يمتلك مزرعة مواشي، نفقت منه بقرة ورأس جاموس بقيمة تقترب من الـ ٥٠ ألف جنيه بسبب مرض الحمى القلاعية، وإن التحصينات التي تعلن عنها وزارة الزراعة لا يعرف عنها شيئًا على الإطلاق ولا أحد يأتي لتحصين المواشي كما كان يحدث في السابق.

ويؤكد مخيمر محمد عبد المعبود، بأن اللجنة التي أرسلتها وزارة الزراعة لم يعلم بها، ويؤكد بأنها لم تصل إليهم كما تزعم وزارة الزراعة، كما أن علاج مواشيه التي نفقت والمريضة يعالجها بطبيب خاص، وتكلفة جرعة العلاج للبقرة الواحدة تصل لـ٢٠٠ جنيه كل يوم أو يومين على الأكثر، وتستمر فترة العلاج أكثر من شهر ما يعادل ٦ إلى ٨ آلاف جنيه للعلاج البيطرى وينتهى الأمر عادة بنفوق الحيوان، فيما يشخص «الدكتور الحالة بأن المرض حمى قلاعية ».

وطالب عبد المعبود، وزارة الزراعة والمسئولين عن الثروة الحيوانية، بالاهتمام بقريته وسرعة إيجاد حل للمرض الذي أصبح كالوباء وتفشى فى القرية قائلاً: «مفيش بيت بيخلو من المرض ده».

وأكد عبد المعبود، بأن أكثر ما يقلقه هو انتقال المرض من القرية للقرى المجاورة ويصبح الوباء خارج السيطرة، والخوف أن ينتقل إلى البشر.

ومن جانبه أفاد عوض عبد الله عبد الحق، احد مربي الماشية بقرية طوه التابعة لمركز المنيا، بإنه يتم استخدام الصبغة الزرقاء كوصفه معروفة بين المربين لعلاج الأبقار والجاموس المصابين بمرض الحمى القلاعية، وتدهن بأقدام المواشي المصابة، ويقوم بعض الفلاحين باستخدام وصفات شعبية جيدة ولها نتائج إيجابية أفضل من الأدوية التي يتم صرفها في الوحدات البيطرية، ومنها خلط البصل بالخل ودهان ظهور الماشية المصابة لتخفيض درجة الحرارة، وكذلك الشيح والشعير والبقدونس والمشروبات الغازية، مضيفًا أن الحمى القلاعية تظهر سنويًا ويستخدم هذه الوصفات وتحقق نتائج ملحوظه في علاج المواشي.

ومن ناحية أخرى، فقد ظهرت بعض الدعوات داخل القرى بمقاطعة اللحوم، خوفًا من إصابة المواطنين بالأمراض نتيجة انتشار الذبائح المريضة بالأسواق في ظل غياب الرقابة التموينية على الجزارين الذين يقومون بالذبح خارج السلخانة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى