أراء ومقالاتالموقع

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» هكذا علمتني الحياه

علّمت أن الصمت أفضل من ردّ بارد يقتل، وأن العزلة رغم مرارتها أحن ممن لايشعر بك، وأن الوعود كثيرة والأعذار كاذبة، وأن الكلمات لم تعد تؤثر بي أو تبهرني وحدها المواقف والأفعال هي من تقوم بذلك وألّا طاقة بي لخيبة أخرى وأن نفسي أولى بي منهم”!

بمرور السنوات أدركت أنني خسرت طاقتي وصحة قلبي بلا ثمن، أعطيت المواقف والأشخاص أكثر مما ينبغي، والآن فهمت كل شيء , لا أحد يستحق .. أصبحت أميل إلى الوحدة أكثر .. علّمتني الحياة أن أكتاف الآخرين هشّة وأن أياديهم في الأوقات الحرجة قصيرة. ‏‎لا أحد يعلم ما أصابك أو كيف هي معركتك مع الحياة.. كم حاربت وكم خُذِلت.. كم من المرارة و السعادة قد ذُقت، ما الذي زعزع أمانك، من قتلَ عفويتك، كم كافحت وكم خسرت!!

لا أحد يعلم حقًا من أنت..أنت تتغير و هم يتغيرون، العلاقات تنتهي و قد تبدأ غيرها على الفور أو تتأخر، نستبدِل و نُستبدَل، نمضي و يمضون قدمًا، إننا مجرد بشر مؤقتين نمارس نمطية ملعونة و مكررة، فلماذا كل هذا التشكي و التبكي على الخذلان و خيبة الأمل؟!

فخفّفْ عن نفسك ولا تحمّلها فوق طاقتها وحاول أن تسعدها فأنت أولى بها… كن قويا لأجلك !

‏حتي لا تأتي فجأة ترى أنّك بالفعل إستهلكت نفسك كُلياً، تكلمت كثيراً، شرحت أكثر، بررت بما يكفي..فتأتي عليك لحظة وترى أن طاقتك قد نفذت، فَتتوقف عن الكلام وتبتعد عن الناس، وتذهب لأقرب ملاذ لك وتجلس مُكتفياً بنفسك.

وتستمر دروس الحياة وعِبرُها.. دروسٌ على هيئة بشر

ودروسٌ على هيئة مواقف ودروسٌ على هيئة لحظات تكون فيها الخيبة عمرًا، واللطمة دهرًا والوجع فيها يبلغُ مداه! ‏ويستمر سعي الإنسان في استكشاف لغز الحياة العظيم ،هذا اللغز الكبير الذي ما زلنا حتى هذه اللحظة نحاول سبر أغواره واستكناه فلسفته،واستكشاف عجائب هذا الكون الفسيح،والغوص بعيدًا في فضاءاته في محاولة تصبوا الى ملامسة أعمق نقطةٍ في العالم ثم الارتداد نحو الذات!!!… ‏هناك حيث تبدأ الحياة وتنطفئ

على الرغم من المحاولات المستمرة للاقتراب من عمق هذا الوجود.. فإننا كلّما اقتربنا شبرًا، بعدنا دهرًا من جوهره
وما زال الدرب طويلًا!

اقرأ ايضا للكاتب

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» ويل للمطففين في عصرنا

نزار السيسي يكتب عن مرور عام علي «الموقع» كل عام وموقعنا في تقدم وإزدهار

‏نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» عن اغتنام الفرص

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى