أراء ومقالاتالموقع

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» لا تلومون العالم ولكن لوموا المتعلم

لا تلومون السلف أو الأئمة كمالك والشافعي أو أهل الروايات كالبخاري ومسلم أو شيوخ كابن تيمية وابن القيم فهم أناس اجتهدوا لزمانهم ولظروفهم الإجتماعية والمعيشية ، فكانت المياه تحمل في القرب للبيوت وكانت الدواب وسيله للمواصلات ، ولكن لوموا أنفسكم ورجالات دينكم بعقول الأموات قبل الكهرباء والإنترنت والتقنيات الحديثه ،فالمشكلة ليست فى السلف ولكن فى السلفيين، وليست في مالك ولكن فى المالكيين، و ليست فى الشافعي ولكن فى الشافعيين، و ليست فى بن تيمية لكن فى التيميين، وليست فى البخاري لكن فى البخاريين .

فإن السابقين لم يسموا أنفسهم علماء ولا مفكرين لكن معظمهم تري علي مؤلفاتهم يكتب الحافظ فلان ، فهو مجرد حافظ وناقل وليس مجدد ولا مفكر ولا مبتكر ولا مطور. ولكن للأسف البعض يعيش مثل ايام تيمية وباقي المفتيين فأصبحت فتاويهم سارية بينهم ‏ ولايمكن منع فتاويهم بسبب زمان او مكان.. نحن لا نتعرض لهم بشخصهم فلهم ما لهم وعليهم ما عليهم كبشر..ولكن الاعتراض على من يقدسمونهم ويجعلون منهم قديسين لا يجب نقد موروثهم .

نتعرض لما يخلقون من كتبهم دين موازى لدين الله ‏‎، حتي إنحسرت دوائر معارفهم في فتاوى لا أنزل الله بها من سلطان مثل جواز مضاجعة المتوفاة و قبول نسب الحمل حتى بعد سنوات من غياب الزوج أو وفاته أو رضاع الكبير…أو مايزيد عن ألاف الفتاوي . وعلي الرغم من أن ‏‎الدين واضح وبيّن ولا عليه غُبار ، إلا أن الاجتهادات الفقهية التي معظمها مغلوطه أصبح بعض الناس يتسابقون عليها كأنهم يحصلون علي جائزة أو ثناء.

‏‎فمن بعد الحرب العالمية الثانية انتفضت البلدان إلى التقدم بينما سيطر الموروث ودعاته على الشعوب الإسلاميه ودمر فكرها وادخلها في متاهات مذهبيه وخلافيه على مدار مايقارب ١٠٠ عام ‏‎، فكان يغلب قلة المثقفين وكان من الصعب وضع خيارات متعددة أمامهم لأنهم سوف يحتارون، وبذلك سيطر ذلك التيار، حتى عمت بشكل ملحوظ الثقافة والتفكير خارج الصندوق ، ومع الفكر الحديث الذي تم إصطدامهم بالتيارات التي لم تعد متناسبة مع تفكيرهم الحالي ،ظهرت المتناقظات ..

فإذا تم مواصلة مسايرة الموروث للشعوب الإسلاميه فإن الموروث سيضييع الشعوب الإسلاميه ولكن من وجهه نظري أنه ‏‎مادام أن كتب الموروث موجوده وكذلك أتباع الموروث من المشايخ والدعاة والوعاظ والمحدثين لازال يمتلكون جمهور فإن الهرج والمرج سيبقى ، علي رغم أن التقنيات الحديثة سهلت الوصول إلى المعلومات والمعرفة وبالتالي فهي حطمت إحتكار الدين والفكر والرأي في فئة معينة وهذا ما نحتاجه نحن كمجتمعات عربية و إسلامية .

لذا فإننا لا نلوم المجتهدين القدامي ولكن ‏‎الملامة على من درس وتلقى منهم كل ماهو خاطئ، الذين اسسوا لعلم تفسير الايات ومزقوا السور الى ايات متفرقة وركبوا الاحاديث على تفسيرهم والصقوا اسباب نزول تناسب كتبهم المحرفة ‏، والملامه علي ما زال يصر على اتباعهم إلى اليوم مع اختلاف الظروف وسهولة الوصول للمعلومات والربط بين ما في هذه الكتب من دس وتدليس.

نحن لسنا ضد رجال الدين أو العلماء (فالعلماء ورثة الأنبياء) ، نحن ضد من قرأ كتاب فى الدين واطلق لحيته ولبس الجلباب الابيض القصير ثم إدعى أنه عالم ونشر الفكر التفكيرى الوهابي بين الشباب مما أدى إلى إنشاء جيوش يحاربون بها الدول العربية والإسلامية ونشر الفتن بينهم بإسم الدين، هؤلاء هم الخوارج !!

حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وشرطتها وقائدها من كل سوء وشر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى