نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» عن أحجار رقعة الشطرنج الأمريكي
غالبا ما أقول رب ضارة نافعة، فحوادث صغيرة تكشف لنا خبايا كثيرة،مصداقا لقول الله عز وجل:وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم. ولحظة الحقيقة قادمة لا شك فيها،وستكون مكلفة لمن أخذته العزة بالاثم ولمن شارك في الجريمة، أو صمت عن حق ، وظن أنه بمعزل عن خطر ما يحدث لغيره.فلو لم تكن لأحداث لبنان الحاليه وقبلها أحداث غزه من فضل علينا سوى إسقاط الأقنعة لكفاها بذلك فضلا، فأقله لن نموت مخدوعين،لكنها كانت أكبر من ذلك، فقد عرفتنا بالقول والفعل ودفعتنا للبحث في سر التكالب علينا، وأظهرت الصورة بلا رتوش، والوجوه بلا أقنعة أو مساحيق تجميل.كل شيء تغير بلا عودة، والعالم يموج كأنه مرجل يغلي أو بركان أوشك على الثوران ، فما حدث لتلك البلدتان الشقيقتان أنا للمواطن العربي بصيرته وبصره ليري بأم عينه كل المشاريع والسياسات التي سوقت لها وتبنتها كل تيارات التمييع والتماهي مع أمزجة النظام العالمي والقوى الدولية والإقليمية والمحلية ، رأي كيف يتقاتلون على الفريسة، ويتقاسمون هؤلاء اللصوص على الغنيمة، من المؤكد أنه سيأتي اليوم الذي يتقـاتل فيه هؤلاء اللصوص مع بعضهم البعض وتسفـك دمـاؤهم ولا أظن أن هذا اليوم
ببعيد.فالقاصي والداني الآن يعلم بأن الولايات المتحدة الأمريكية هي من صنعت ايران بشكلها الحالي،لكي تكون المنافس لإسرائيل في المنطقة. لماذا؟ لكي تصنع توازن وعندما نقول بأن ايران تنافس اسرائيل فهذا يختلف عن قولنا ايران تعادي اسرائيل، فالمنافسة يمكن حلها بصور مختلفة على رأسها الاتفاق والتسوية. اما العداء فلا يحتمل التسوية ويطلب الدمار والقتل، ومن هذا المنطلق ..قامت أمريكا بمعادله ادارة التنافس بين ايران واسرائيل، فهي من صنعت اسرائيل بالتعاون مع دول الغرب وهذا لا يخفي علي أحد ، لكنها في نفس الوقت لا ترتضي ان تتحول اسرائيل لعملاق في المنطقة العربية، اي ان السلام بين اسرائيل والدول العربية امر مرفوض كلياً وجزئيا ،لكي لا تتحول المنطقة لعملاق عربي اسرائيلي يتفوق على الكتلة الاوروبية الغربية في العالم. ولهذا فمن الضروري بقاء ايران في المنطقة كما أنه من الضروري أيضا بقاء اسرائيل،والمستفيد الاول والاخير هي أمريكا.لذلك فإسرائيل لا تعجبها الاستراتيجية الاميركية وترى بأن ايران عدوا لها وليس منافس وهي بذلك تريد الغاء الاستراتيجية الامريكية ولكن لا تستطيع ،لأن تلك الدولتين ليسا أهلا لصنع أي تغيير يستطيع المواجهة فكل ما عملوا عليه كان أساسه التذلل والاسترضاء والتحرك ضمن الحيز المتاح، اعتمادا على تقبل تلك القوى لها والسماح لها بالعمل، فالأن لا يمكنهما لا فرادي ولا مجتمعين اجتثاثها لمجرد انتفت الحاجة لها ففي النهايةالجميع احجار على رقعة الشطرنج الاميركية.
اقرأ ايضا للكاتب