نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» صانعوا الإرهاب

موقع الموقع7 يونيو 2024 . 2:26 مساءً

لا تصدق من يقول بأن : الإرهاب خاصية عربية اسلامية ويستشهد بماضي قطع الرؤوس وهذا صحيح لكن لا تعتقد أن الاقوام الأخرى كانت توزع الورود بينما تتغافل عن المجازر الآنية التي تنفذها آلة الحرب “الغربية” والصهيونية في حق الأبرياء الإرهاب ليس ظاهرةً تأتينا من الماضي، بل هي ظاهرة ولدت مع الحداثة نفسها،الإرهاب جزء من أجندات عالمية، وليس مجرد عطبٍ في الذاكرة العربية الإسلامية ..صحيح ان الإرهابي يتعرض لمسخ إنسانيته عبر استغلال خطاب مخدر مستقى من أفكار مغلوطه عن الدين والدنيا ، لكن لا يمكن ان ننسى ان هدم الدول بفعل الاستعمار هو ما سهل انتعاش الجماعات الإرهابية.

اول ما فعلته امريكا في العراق هو حل الجيش العراقي و كل المؤسسات لتلتقي اهدافها مع اهداف الإرهاب .

ولا تحسبون بأن كلامي تبريرا للإرهاب، فلا يمكن إنكار استغلال الصيغة الأشد قتامة للتفسير الديني و التي استفادت من كل الإرث الاستبدادي لاستعمال الدين كأداة للتجنيد وللتخدير.

الإرهاب استراتيجية تشرف عليها و تمولها كيانات عملاقة و تنعشها الهشاشة الدينية ،الإرهاب مسؤولية الغرب المتجبر و الشرق اللاواعي أحيانا هو النتيجة الأشد فظاعة لبربرية الامبريالية وهمجية الاصوليات .

بداية استغلال الغرب موضوع التطرف الديني في العالم العربي الحديث كانت مع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بحجة وقف المد الشيوعي والاشتراكي الملحد.دهاة السياسة الأمريكية اعلنوا مع الملك فيصل حلف المؤمنين بمواجهة الملاحدة الاشتراكيين.

من هنا جاء احتضان جماعه الاخوان المسلمين و تمويلهم في الغرب و الخليج ، ثم كانت الثوره الإيرانية الاولى بقيادة مصدق و التي افشلها الغرب باستغلال التدين و الملكية و كل نفوذ بريطانيا في الجيش الايراني.

ومع الثورة الإيرانية الثانية و التي كانت ذات طابع ديني لم يراجع الغرب خطورة استحضار المارد الديني بل اتجهوا لاستحضار الخلاف السني الشيعي.

المرحلة الأخطر و التي ما نزال نعيش في آثارها حتى الان كانت تشكيل تنظيم القاعدة و التركيز على الأجنحة العسكرية العلنية و المتفرعة من الجهاز الخاص للإخوان.هنا أطلق الغرب و ساهم في كسر القمم وتشكيل فكر اتبع نفس مناهج محاكم التفتيش والتشدد اليهودي و قاموا بالتمويل والتسليح والتدريب .