أراء ومقالاتالموقع

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» العنوسة الناجحة

‏مجرد أن تقترب الفتاة من عمر الثلاثين، ولم تتزوج أو تنخطب يبدأ المجتمع بالهمز واللمز تجاهها، يضعها الجميع تحت دائرة الاستهداف الدائم، ويبدأون بنسج علامات استفهام كثيرة حولها. لماذا لم تتزوج..؟ ليست جميلة تأخرت كثيرا، راح شبابها إذا لن يتقدم لها أحد.

‏تتجرع الفتاة وخزات المجتمع بصمت، وتعيش خرابها النفسي وحدها، اللعنة ذاتها تصيب فتيات الريف والمدينة على السواء، وإن كُن فتيات الريف أكثر تعرضًا لهذا التدمير النفسي جراء عدم قدرتهن على المقاومة، إلا أن فتيات المدينة أيضًا لا ينجين من لسعات المجتمع نفسها.‏

لا أدري من أقنع الناس بأن عدم زواج الفتاة جريمة، تستحق العقاب بشأنها، مع أن الزواج أو عدمه، قضية وخيار شخصي، ومن حق البنت أن تتزوج، ومن حقها أن تبقى كذلك صحيح أن زواجها أو عدم زواجها في مجتمعاتنا ليس خيارا حرا في الحالتين، لكنها في الحالة الثانية تتعرض للعقاب، دون أن يكون بخيارها، الجميع يحترف ممارسة الإجرام دون أدنى شعور بأثر الجريمة نبدع في تحطيم روح الفتاة، ونجد لذة في تفريغ إحباطاتنا عليها، نفعل ذلك بخفة قاتلة، ونمارسه كروتين عادياً.
لم يمنحوها حريتها في البحث عن شريكها ومع ذلك لا يكفون عن احتقارها، ولا يعفونها من سهامهم، هذا مجتمع مختل ومجرم بالفطرةِ، مليء بالأمراض النفسية ويطحن نفسه.!

ولهذا أيتها البنت… لا تعلقي حياتك بالزواج، وتجعلين منه غايتك الكبرى وهدفك النهائي، هذه الفكرة ستجعلك عرضة للسقوط في الخيبة الدائمة.

عزيزتي المرأة لا تقعي فريسة لتقريع المجتمع، أنت مكتملة بنفسك، ولم تولدي ناقصة أو تابعة لأحد، وجود الرجل بحياتك لن يُدخلك الفردوس، ولن يُنجيك من الجحيم تعلمين كيف تحصنين نفسك من تفاهات المجتمع، وكيف تحرسين ذاتك من لعنة الحاجة.!

هذا ليس حديثا من باب العزاء أو المواساة ولا أنت بحاجة لذلك، من قال أصلا بأن زواجك نصر، وبأن عدمه هزيمة، وعلى العكس مما يعتقد الكثير، فإن المرء ذكر أو أنثى يكون أقل اكتمال حين يتزوج، ذلك أن حاجتك لما هو خارج ذاتك تخصم من اكتفائك الشخصي، وتجعلك أسيرا للأخر. تعلموا وسافروا، تثقفوا واحترفوا المهن وعيشوا حياتكن الخاصة فالحياة ليست مقيدة بالرجل، ولا تنتهي عنده.!

المجد للعانسات اللواتي يقاومن لعنة الناس كل نهار وليل.

المجد للأنثى التي تقف منتصبة بذاتها، وتعيش حرّة من لعنة الحب، ومن قيود الزواج.!

اقرأ ايضا للكاتب..

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» تصحيح التحالفات الاستراتيجية

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» الفن المبتذل

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» اللايك اللعين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى