الموقعفن وثقافة

«مطلق الشخرات».. من الغناء في الكباريهات للترويج لسيناريوهات معادية في ملف مياه النيل

انحاز للفكر الإخواني لجر مصر إلى الحرب.. واتهم النائب العام بالتبعية للسلطة التنفيذية

محمد شكر

“عليّ نحت القوافي من مقاطعها.. وما عليّ لهم أن تفهم البقرُ”، بيت الشعر الذي قاله “البحتري” أحد أبرز شعراء العصر العباسي، هو البيت الأكثر تعبيراً عما نعيشه الآن في مصر، من انتقاد من لا يعلم لما يجهل، فالجميع في مصر يلجأ إلى استغلال وسائل التواصل الاجتماعي، وينتقد سياسات لا يدرك خلفياتها، بدون علم أو وعي، مدعياً أنه يحمل صولجان الحقيقة، ليلوح به عبر “كيبورد”، لتتعدد الفتاوى خاصة في ملف مياه النيل وسد النهضة الإثيوبي، دون دراية بمقتضيات الامن القومي، التي ليس من بينها خوض حرب مجانية، لتثبيت أركان حكم آبي أحمد، ومنح قبلة الحياة، لشبه دولة تتنازع قومياتها لنهب أراضي بعضهم البعض.

وقد يكون ما وصفه الرئيس السيسي بـ”الهري” مستعيراً مفردات شباب هذا الجيل، في تعليقه على هذا الملف، سمة أساسية على مواقع التواصل الاجتماعي، يقع في براثنها الكبار والصغار، ولكن الغريب أن يسقط في هذا الفخ أحد العاملين في الحقل الفني، مع ما تتطلبه رسالة الفن وحاملها، من وعي وارتباط بالوطن وفهم للدور الذي يلعبه الفنان كأحد أسلحة قوة مصر الناعمة، وهو الفخ الذي يرى الكثير من المتابعين ان المطرب إيمان البحر درويش وقع فيه وانكفأ على وجهه، لينحاز إلى سيناريوهات وضعها الأعداء لمصر ولم يضعها ساستها أو أي من أبنائها الشرفاء، وهو ما اعتذر عنه بعد التسجيل الأول الذي انتقد فيه سياسات مصر في ملف سد النهضة، وهذا الاعتذار موجود في أرشيف موقع الموقع، وتم نشر التسجيل الصوتي لما اعتبرناه توضيحاً لسوء فهم في رسالته الأولى.

نرشح لك: «الموقع» ينفرد بأول حوار مع إيمان البحر درويش بعد أزمة التصريحات الأخيرة

ولكن الفيديو الأخير الذي نشره إيمان البحر درويش، أكد على أنه تخلى عن لقبه كفنان، واستحق أن يحصل على لقب جديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي هو “مطلق الشخرات”، بعد أن أكد وجهة نظري في أنه لا يسعى إلا لإثارة الجدل، ولا يريد إلا التواجد على ساحة لفظته بعد ان تخلى عن دوره كفنان، واتجه إلى معارك وهمية لفرض سطوته على نقابة الموسيقيين التي ألقت به خارجها، بعد فشله في شغل منصب النقيب، ليلجأ إلى إطلاق تصريحات ينتقد فيها زملاء مهنته، ويقلل من قيمة الكثير من أصحاب الأصوات والمشروعات الفنية الكبيرة، فقط لتتداول الصحف والشاشات هذه التصريحات المسمومة.

ولا شك أن الأزمة الأخيرة ترجع إلى تجاهل الكثير من النجوم لنباحه، وهو ما جعله يبحث عن القضية الأهم التي تشغل الشعب المصري ليدلي بدلوه فيها، ثم يتراجع قبل أن يصدر الفيديو الأخير، الذي قال إن الهدف منه هو أن يثبت لمتابعيه أنه حر طليق ولم يتم اعتقاله من الأمن، ليكرر حديثه عن سد النهضة ودعوته لحرب لا يفقه عن استراتيجياتها شيئاً، وموجهاً “شخراته” التي نسبها لأهل الإسكندرية وهم منها براء، لكافة المصريين ولدولة منحته الحياة وقت ان كان يتسوّل مصروفات علاجه، بدعوى أنه قدم لمصر الكثير، رغم أنه يمتلك ما يكفي ويفيض عن حاجته للعلاج والعيش الكريم، وهو ما استجابت له الدولة على الفور فى 2018، وتم إصدار قرار جمهوري بعلاج “مطلق الشخرات” على نفقة الدولة.

لكن المؤسف أن رد الجميل للدولة جاء فى 2021، بمحاولة شق الصف وكيل الاتهامات التي تضعه تحت طائلة القانون، ليوجه الشكر العميق المسموع من الأنف لمصر والمصريين في الفيديو الأخير الذي يعد وثيقة إدانة لمحاكمته، ليس فقط لإثارة الجدل بنشر معلومات مغلوطة، أو الدعوة لثورة وهمية لا مبرر لها، أو حتى تأيده لاغتيال الرئيس السادات في حديثه عن الشيخ المحلاوي، واعتبار بطل الحرب والسلام ظالماً اقتص منه الله، لا شهيداً على يد جماعة الإخوان الإرهابية، التى أكد في الفيديو نفسه تواصل أحد أعضاء الجماعة الإرهابية معه، ولكن يجب محاكمته لتهديده الصريح للنائب العام، واتهام السلطة القضائية بالانحياز للسلطة التنفيذية، رغم استقلاليتها التي ينص عليها الدستور، والتي طعن في نزاهتها بلا مواربة، مؤكداً في عبارته أن “الولاء لمن عيين”، ويقصد أن تعيين النائب العام من قبل السلطة التنفيذية يجعله موالياً لها لا ممثلاً لسلطته القضائية.

نرشح لك: الموسيقيين تستنكر بث إيمان البحر درويش 

ولا يمكن إغفال إشارة إيمان البحر درويش لجده العظيم الشيخ سيد درويش، الذي كرمت مصر عبر الأجيال السابقة مسيرته الفنية وبذله الكثير من أجل الوطن، باختيار لحنه نشيداً وطنياً للبلاد، لتظل “بلادي بلادي” راسخة في وجدان الشعب المصري، ولكن ما الذي يجمع بين إيمان وجده؟، وهو الذي استولى على تراثه ومنع غيره من ورثه سيد درويش من الاستفادة من هذا التراث، وهو الذي يدافع عنه ليعيد قضية أسباب موته وهل كان السبب فيها تعاطيه للحشيش أم لا ليستغله دعائياً من جديد، وهي أمور تجاوزها الزمن قبل البشر، ولكنه ما زال يعاود إثارتها مرتدياً ثوب الفضيلة، رغم اعتراف إيمان البحر درويش، أنه جمع ثروته من الغناء في الكباريهات، مستغلاً اسم جده في مرحلة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي.

وهو ما قاله ولا نفتريه عليه، بعد أن أكد في حوار مسجل أن النيران التي التهمت شقته في حريق قبل سنوات طويلة، كانت إشاره من الله، لأن ما جمعه من مال، كان من عمله بين السكارى في الكباريهات، معلنا توبته عن العمل في الكباريهات ليدخل دائرة الدروشة، ولكن بعد أن تراجع الإقبال عليها من المطربين مع بداية الألفية الجديدة، وهو كلام موجه للاستهلاك الإعلامي، لأن نيران الحريق لم تصل إلى حساباته البنكية، ولم تتلف أكثر من معدات صوت يمكن تعويضها، فحقيقة إيمان البحر درويش تظهر الآن للقاصي والداني، وهو ما يتطلب تحركاً قانونياً، يجب أن تقوده نقابة المهن الموسيقية باستدعاء العضو إيمان البحر درويش للتحقيق معه في كل ما صدر منه.

المطرب إيمان البحر درويش يُعلّق لـ«الموقع» على الانتقادات الموجهة إليه بعد تصريحاته حول سد النهضة

 

ويجب أن تمتلك هذه النقابة شجاعة الدكتور أشرف زكي نقيب المهن الموسيقية الذي أعلن عن فصل الشيخة حلا شيحة من جداول أعضائها، بسبب إهانتها لزملائها في المهنة، وهو ما يجب أن ينتهي إليه التحقيق بدلاً من تأكيد النقيب هاني شاكر، أن إيمان البحر درويش لم يفصل من النقابة، في آخر تصريحاته، والتي سبقها الاكتفاء ببيان شجب واستنكار لا يليق بها أو بأعضائها، أو اللجوء إلى التعمية في بيان اتحاد النقابات الفنية، والكلام الفضفاض عن الانحياز للوطن وقضاياه، فللوطن قيادة تعلم ما عليها القيام به، ولكم نقابة واتحاد نقابات على قياداتها أن يقوموا بدورهم في ضبط سلوك الأعضاء، وتعليمهم معنى أن يكون العضو فناناً وحاملاً لرسالة مقدسة، وهذا المقال بمثابة بلاغ للنائب العام الذي عليه اتخاذ اللازم تجاه صون استقلالية منظومة القضاء، والتأكيد على عدم تبعيتها لأي شخص أو سلطة، لأننا لا نقبل المساس بالسلطة القضائية في مصر، او تبعيتها لأي جهة حتى وإن كانت رئاسة الجمهورية.

نرشح لك: اتحاد النقابات الفنية يستنكر تصريحات إيمان البحر درويش ويؤكد الأمن القومي خط أحمر

ألف شكر يا ريس..ودايمًا سند للشباب.. المجند أيمن يوجه عبر الموقع رسال شكر للرئيس السيسي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى