«مذبحة الأشجار».. دراسات بنتائج مرعبة لمصير الأرصاد الفترة المقبلة «تقرير خاص»
الأرصاد: درجة الحرارة تجاوزت 48 درجة مئوية و 40 حالة وفاة بسبب موجة الطقس
دراسة: حجم المساحات الخضراء بالقاهرة تقلصت إلى 6.9 ملايين متر مربع في 2022
مبادرة تراث: قطع 2500 شجرة كجزء من أعمال توسيع الطرق بحي مصر الجديدة
تجريف حوالي 10,000 متر مربع من حديقة الميريلاند يعود تاريخها إلى قرون مضت
تشهد مصر هذه الأيام ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة، حيث سجلت محافظة أسوان أعلى درجة حرارة على كوكب الأرض، حسبما أعلن مسؤولو هيئة الأرصاد في البلاد، تجاوزت 48 درجة مئوية، وسط تقارير تتحدث عن وفيات عدة تجاوزت 40 حالة بسبب موجة الطقس، مما سلط الضوء على الإجراءات التي اتخذتها الدولة خلال الأعوام الماضية لإزالة الأشجار، حيث أشار خبراء إلى أن تقلص المساحات الخضراء حرم المواطنين من التبريد الذي كانت تمنحه لهم خلال الأيام الحارة.
في إطار حركة إعمار كثيفة مشروعات إنشائية كبرى، قامت الدولة خلال الأعوام القليلة الماضية، بقطع آلاف الأشجار في عدة مناطق خاصة بالقاهرة، والتي وصفها خبراء البيئة بـ “مجازر أو إعدام الأشجار”.
قطع آلاف الأشجار
أوضحت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، أن مشروع تبطين الترع والمصارف في القرى والمدن الريفية، شمل اقتلاع آلاف الأشجار، دون الإعلان عن أي دراسات أثر بيئي لإزالة تلك الأشجار أو تحديد منهجية واضحة لإزالة وتخفيف عمليات القطع إلى أقصى درجة ممكنة.
كما أشارت المبادرة عبر ورقة بحثية بعنوان «حتى لا يزول الأخضر»، أعدها الباحث بملف العدالة البيئية، محمد يونس، إلى أن “قطع الأشجار في مصر بات ظاهرة متكررة تصاحب مشروعات بناء وتطوير المرافق الخدمية، بشكل لا يراعي الوظيفة البيئية الأشجار والمساحات الخضراء”.
وأضاف البحث أن قطع الأشجار في المساحات البينية للطرق وعلى جوانبها بالقاهرة، صار هو الإجراء الأولي لعمليات توسيع الشوارع لدواعي السيولة المرورية وتوفير مساحات وقوف للسيارات.
نصيب الفرد 17 سم مساحات خضراء
وكشفت ورقة بحثية أخرى، صادرة عن المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، أن متوسط نصيب الفرد من المساحات الخضراء في المحافظات المصرية بلغ 17 سنتيمترا فقط وهو أدنى بكثير من التوصيات العالمية.
فيما تقول الهيئة العامة للاستعلامات في مصر عبر موقعها الإلكتروني إن نصيب الفرد من المساحات الخضراء يُقدر بنحو 1.2 متر مربع.
انذار بالخطر
أوصت منظمة الصحة العالمية، بما لا يقل عن 9 أمتار مربعة من المساحات الخضراء لكل فرد، إذ تقول إن ثمة علاقة بين المساحات الخضراء وتعزيز الصحة العامة.
وفي سياق متصل، قال بدوي رهبان، مدير قسم الكوارث الطبيعية في منظمة “اليونسكو” سابقا، أن التخلص من ثاني أكسيد الكربون بشكل كامل في عوادم سيارة واحدة، يحتاج إلى نحو 4 أمتار مربعة مساحة خضراء
نرشح لك : كله مستنياها تنزل .. «الموقع» في جولة داخل أسواق اللحوم قبل العيد «تقرير»
أكد على أهمية تعزيز المساحات الخضراء والأشجار من أجل أن تساعد في الحد من التغيرات المناخية والتقليل من الاحترار.
2500 شجرة ضحية الإزالات في مصر الجديدة
كشفت مبادرة تراث مصر الجديدة، أن منطقة مصر الجديدة بشرق القاهرة وحدها، شهدت قطع حوالي 2500 شجرة بين عامي 2019 و2020 كجزء من أعمال توسيع الطرق، وذلك وفقًا لتقرير نشرته مؤسسة تومسون رويترز قبيل مؤتمر الأمم المتحدة.
تجريف حوالي 10,000 متر أخضر بالميريلاند
وأشار التقرير إلى أنه تم تجريف حوالي 10,000 متر مربع من حديقة الميريلاند التي يعود تاريخها إلى قرون مضت، من أجل إنشاء نصب تذكاري لإحياء ذكرى مشاريع بناء الطرق والجسور في القاهرة.
وفي عام 2022، أكدت دراسة نشرت في مجلة الهندسة والعلوم التطبيقية الأكاديمية بعنوان “حجم المساحات الخضراء العامة وتوزيعها في القاهرة”، أن إجمالي حجم المساحات الخضراء في القاهرة تقلصت إلى 6.9 ملايين متر مربع في 2022، من 7.8 ملايين متر مربع في عام 2017.
وأكدت دراسة أخرى أجرتها داليا علي مدرسة الهندسة المعمارية بجامعتي عين شمس وستراثكلايد في أسكتلندا، أن “القاهرة لا تعاني فقط من أزمة في حجم المساحات الخضراء بل أيضا من توزيعها غير المتكافئ في المناطق المختلفة”.
100 مليون شجرة
يذكر أن، الدولة المصرية حاولت التخفيف من هذه الأزمة، بالإعلان عن مبادرة تستهدف زراعة 100 مليون شجرة حتى العام 2028 – 2029، وذلك في أغسطس 2022، وفي أبريل 2023، أعلنت الهيئة العامة للاستعلامات عن الانتهاء الفعلي من توريد 7.2 ملايين شجرة، من إجمالي المقرر زراعته في المرحلة الأولى عند 7.7 ملايين شجرة.