فن وثقافة

محطات في حياة “أم الفنانين” فردوس محمد

كتبت_أميرة السمان

عُرفت بين زملائها بأنها أشهر أم في السينما المصرية التي لم ترزق بأبناء، وكانت تنفق أجرها على المحتاجين، بل وبكى العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ يوم وفاتها وقال جملته الشهيرة “اليوم فقط ماتت أمي فردوس محمد”، وبرعت في دور الأم وأصبحت الأم أفضل من جسد هذا الدور في تاريخ السنيما المصرية بل وأيضا قامت بدور الزوجة التي تقف سنداً لزوجها ولكنها في الحقيقة لم ترزق بأبناء و عاشت حياة مليئة بالأسى.

ولدت فردوس محمد في 13 يوليو عام 1906 في حي المغربلين بالقاهرة توفي والديها وهي ذات الثلاث سنوات وعاشت يتيمة الأبوين، بعد ذلك تولى تربيتها الشيخ علي يوسف صديق والدها والحقها بمدرسة إنجليزية بحي الحلمية وتعلمت القراءة والكتابة والتدبير المنزلي، عشقت الفن والتقليد فى سن صغيرة ولكنها في الرابعة عشرة من عمرها تزوجت من شاب تقدم لها، واستمر الزواج 5 أعوام ولم تنجب منه ما جعله يسيء معاملتها، وبحثت بعد طلاقها عن عمل تنفق منه على نفسها فعرضت عليها زوجة جارها الذى يعمل فى فرقة “عكاشة” المسرحية أن تعمل معه بالفرقة فقبلت بهذا العرض الذى يوافق موهبتها وحبها للفن وبدأت العمل فى الفرقة براتب 3 جنيهات.

بدايتها الحقيقية مع الفن كانت تعمل في الأوبريتات في فرقة “عبدالعزيز خليل”، وبدأت فردوس تشتغل في السينما و هي عندها 28 سنة لما المخرج ” محمد كريم رشحها لدور في فيلم دموع الحب 1935 بطولة عبد الوهاب و نجاة علي، وإضطرت أن تتزوج من المونولجيست “محمد إدريس” حتى تستطيع السفر مع الفرقة لفلسطين لكي يطلقها بعد عودتهم، وذلك بسبب قوانين المسرح في ذلك الوقت حيث كانت تمنع الغير متزوجة من السفر بمفردها لكن بعد انتهاء العرض تفاجأت أنه صارحها بحبه لها وأنه يريدها زوجة له مدى الحياة، وبالفعل وافقت “فردوس” وقامت الفرقة بعمل حفلة كبيرة لهم، واستمر زواجهم حوالي 15 سنة انتهت بوفاة الزوج، ولكنها أيضا لم تنجب منه وتبنت طفلة وتولت رعايتها وأطقت عليها اسم نانى.

نرشح لك : عاشق المساجد..”حسين الشربيني” وموقف غريب حدث له قبل وفاته بـ24 ساعة

تألقت “فردوس” فى أدوارها وحققت نجاحاً كبيراً على المسرح وفي عام 1942 اختارها المخرج محمد كريم لتقوم بدور الأم وكانت أم لفاتن حمامة الطفلة وقتها، ومن يومها كانت دائما الاختيار الأول لكل مخرج يبحث عن فنانة تجيد دور الأم، وحظيت بمكانة كبيرة لدى “فاتن حمامة” التى جمعتها بها صلة قوية منذ طفولتها، كما ربطتها علاقة صداقة قوية بكوكب الشرق أم كلثوم وكانت أقرب صديقاتها، حيث أحبها الجميع فكانت تنفق معظم أجرها على المحتاجين من العمال وصغار الفنانين، وقدمت 129 فيلما جسدت خلاهما شخصية الأم واستحقت لقب أشهر أم في السينما المصرية وكانت الأشهر والأحن بين زميلاتها في الوسط.

عوضت “فردوس” مشاعر الأمومة التى كانت تفتقد لها مع كل زملائها الفنانين الذين اعتبروها أماً حقيقية يبوحون لها بأسرارهم وتحظى بينهم بمكانة كبيرة وكرمتها نقابة الممثلين فى أول احتفال بعيد الأم وتسلمت التكريم وهى لا تتمالك دموعها وسط تصفيق جميع الحضور.

عانت “فردوس” في سنواتها الأخيرة أصيبت بمرض السرطان وتوسطت لها كوكب الشرق أم كلثوم، ليصدر لها قراراً بعلاجها في سويسرا على نفقة الدولة وهو ما يعتبر أسرع قرار لعلاج على نفقة الدولة والذي لم يستغرق سوى مكالمة هاتفية للرئيس الراحل جمال عبدالناصر آنذاك، ولكن ازداد عليها المرض بشدة فدخلت على إثره في غيبوبة ورحلت عن عالمنا اشهر أم في السينما المصرية في 22 سبتمبر عام 1961 عن عمر ناهز 55 عام، وكان في استقبال جثمانها كل من: يحيى شاهين وشكري سرحان ورشدي أباظة وفريد شوقي ومحمود المليجي وعبدالحليم حافظ ،والذي قال عنها “اليوم فقط ماتت أمي فردوس محمد” ودخل في نوبة بكاء شديدة بل وانهارت شادية من البكاء، وكتبت فاتن حمامة على قبرها: “يا أمي يافردوس، لقد كنتِ لنا جميعاً فردوساً، وسيجزيك الله بما لك من مآثر جنة الفردوس”.

أشهر أعمالها: حكاية حب، حبيب الروح، قمر 14، عفريتة إسماعيل يس، سيدة القصر، سلامة في خير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى