مجدي سلامة يكتب لـ«الموقع» بعنوان «كلمات» ..اشعر بالخجل يوم ميلاد النبي
نحن نحتفل بميلاد النبي في يوم غير الذي ولد فيه صلى الله عليه وسلم!..
هذا ليس رأيي ولا رأي آحاد الناس، ولكن ما تقوله كتب الأزهر ذاته!
تقول كتب الأزهر التي يتم تدريسها على طلاب المرحلة الثانوية: في ميلاد النبي رواية مشهورة وأخرى صحيحة.. فاشتهر أن ولادته -عليه الصلاة والسلام- في فجر يوم الاثنين، الثاني عشر من ربيع الأول، الموافق لليوم العشرين من أبريل سنة 571م.
أما الرواية الصحيحة:فقد حقق بعض العلماء المسلمين أن ولادته -صلى الله عليه وسلم- كانت يوم الاثنين الموافق التاسع من ربيع الأول سنة 572م.
وبحسب ما تقوله تلك الكتب يكون اليوم الصحيح لميلاد النبي -صلى الله عليه وسلم- هو اليوم الخميس، وليس الأحد القادم.
وهكذا اختلفنا في كل شيء حتى في يوم ميلاد نبينا
وبعيدا عن هذا الخلاف والاختلاف، ففي ذكرى ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، كل عام، يفيض قلبي حزنا وخجلا..
ومبعث خجلي أنني أتخيل- مجرد تخيل- أنه -صلى الله عليه وسلم- يعيش بيننا الآن، وأتساءل: ماذا سيقول عنا عندما يرى المسلمون يقتل بعضهم بعضا، ويكفر بعضهم بعضا؟.. وعندما يرى بلاد المسلمين ممزقة مشتتة، وفي ذيل بلاد العالم، وتعيش عالة على ما تنتجه عقول ومصانع ومزارع غيرها؟..
ماذا سيقول عندما يرى أخلاق المسلمين حاليا..
ويرى سلوكياتنا في الشارع وتعاملاتنا في البيع والشراء والاقتضاء .. وعندما يطالع معدلات جرائم القتل والسرقة والغش والنصب والزنا في مجتمعنا الإسلامي، وعندما يرى جرائمنا الأسرية وقضايا محاكم الأسرة؟..
ماذا سيقول عندما يشاهد أفلامنا ومسلسلاتنا ومسرحياتنا ويسمع أغانينا، ويرى ما يحدث في مقاهينا” و” كافيهاتنا”، وعندما يطالع ما نبثه على التيك توك والفيس بوك وأخواتهما من السوشيال ميديا.
ماذا سيقول عندما يقرأ كتب تراثنا، ويطالع كتبنا الحديثة وقصصنا ورواياتنا ..
ماذا سيقول عندما يسمع شيوخنا وفتاويهم، وعندما يشاهد برامجنا التليفزيونية، ويقرأ المكتوب في صحفنا، ويشاهد مواكب ومكاتب المسؤولين ويشاهد متسولي الشوارع.
ماذا سيقول عندما يسمعنا نقول على المغنيين والممثلين ولاعبي الكرة نجوما. وأما العلماء فلا ألقاب لهم ولا هم يُعرفون؟..
ماذا سيقول عندما يرى القاتل نتنياهو يذبح مئات الآلاف من الفلسطينيين في غزة على مدى يقارب العام، بينما أكثر من 2 مليار مسلم يكتفون بالصمت، وبحصر الضحايا يوميا، وينتظرون من مصر وحدها أن تسعى لإنهاء تلك المجزرة!
ماذا سيقول النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما يرى كل ذلك منا؟.. المؤكد أنه لن يكون سعيدا؛ ولهذا أشعر بالخجل منه -صلى الله عليه وسلم- كلما جاءت ذكرى ميلاده.