«متنساش تتشاهد قبل حقنة الصبغة لعمل الأشعة»..ضرورة طبية ومحاذير قبل الاستخدام
>> يمنع استخدامها لمرضى السكر والكلى والحوامل والمرضعات
>> لها دور مهم في اكتشاف الأورام..
«عضو نقابة الأطباء»: تنقسم حقن الصبغة إلى نوعان..تشخيصية وعلاجية
>> «عز العرب»: لابد أن يكون مكان الآشعة مجهزا بأدوية الطوارئ
>> فؤاد: 533 قضية ضد المستشفيات العامة نتيجة الأخطاء الطبية
>> أنواع من الصبغة إذا تم أخذها بكمية كبيرة تؤدي إلى الفشل الكلوي
>> من أعراض الحساسية القيء وسرعة ضربات القلب وهبوط ضغط الدم
تحقيق- منى هيبه
يتملك الخوف بعض الأشخاص عندما يطلب منهم الطبيب المعالج إجراء الأشعة بالصبغة، لاعتقادهم أن المادة المستخدمة في هذا الفحص، قد يكون لها تأثيرا ضارا على الصحة، أو الإصابة ببعض الأمراض…
ولعل قصة مارينا صلاح التي ذهبت لعمل آشعة صبغة على عينها في أحد مستشفيات العيون الشهيرة بالقاهرة، وقد شعرت بضيق شديد في التنفس، الأمر الذي أسفر عن وضعها على أجهزة التنفس الصناعي بعد أن أصيب المخ وتوقف القلب، الأمر الذي تسبب في وفاتها، ليست ببعيدة، عن استخدامات حقن الصبغة في الطب…
« الموقع» في هذا التحقيق يتناول استخدامات حقنة الصبغة، وحقيقة تسببها في حدوث حساسية لبعض الأفراد والمخاطر التي قد تنتج عنها، وأهم المحاذير والاشتراطات الطبية التي يجب الإنتباه لها قبل استخدام الصبغة سواء كعلاج أو تشخيص.
• اكتشاف الأورام
الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الباطنة والكبد، يقول إن حقنة الصبغة تستخدم في معظم الإشاعات المطلوبة بالنسبة لأجزاء الجسم المختلفة فهي تعتمد على الصبغة سواء في الأشعة المقطعية أو آشعة الرنين.
وتابع، تلك الصبغة تستخدم أيضًا في الإشاعات الخاصة بالجهاز الهضمي “الباريوم”، وأمراض النسا، وأمراض الكلى والجهاز العصبي، فضلًا عن دورها في اكتشاف الأورام في جسم الإنسان.
• حساسية الصبغة
وأوضح، أن هناك أنواعا عديدة من الصبغات، فهناك التي تعتمد على اليود والتي تستخدم في معظم الإشاعات، بالإضافة إلى التي تعتمد على صبغة جادولينيوم والتي تستخدم في إشاعات الرنين المغناطيسي.
ولفت أستاذ الباطنة والكبد، إلى أن الحساسية من الممكن أن تحدث نتيجة أي شئ يدخل جسم الإنسان سواء كان دواء أو صبغة، موضحًا أنه من المهم قبل إعطاء حقنة الصبغة أن يُسأل المريض إذا كان يعاني سابقًا من أي حساسية من أي نوع من الصبغات.
ويفضل عمل اختبار حساسية في البداية، موضحًا أن هذا الاختبار يتم من خلال حقن كمية صغيرة جدًا من مادة الصبغة للمريض و أن تكون تحت الجلد وانتظار فترة قصيرة حتي نرى هل هناك تحسس من الصبغة أم لا، وإذا كان هناك حساسية أو هناك شكا يتم تأجيل الصبغة ويتم مراجعة الطبيب المعالج.
• لا تتعدي 1%
وأكد عز العرب، أن أضرار حقن الصبغة تتمثل في تسببها في حدوث الحساسية، لكن تلك الحساسية تكون بنسبة قليلة جدًا لا تتعدي 1%، ورغم أن النسبة بسيطة إلا أنه لابد من أخذ الاحتياطات، منها أن يكون المكان الذي يتم عمل الأشعة به مجهزا بأدوية الطوارئ، لمعالجة حدوث الحساسية، خاصة في حقن الإبينفرين ومضادات الهيستامين وحقن الكورتيزون”.
بالإضافة إلى أن يكون هناك إسعافات أولية، فضلًا عن أن يكون هناك اتصالا بمستشفي قريبة لإرسال الحالة فورًا عند حدوث حالات الحساسية الشديدة.
• اختلال عضلة القلب
وأوضح، أن معظم حالات الحساسية التي تحدث من الصبغة تكون حساسية بسيطة لا تتعدي الاحمرار وذلك إثر دخول الصبغة، إلى جانب الإحساس بالتورم أو الدفء و القشعريرة أحيانا.
وأكد أنه في الدرجة المتوسطة من الحساسية يكون هناك قيء ودوار ناتج عن تلك الحساسية، أما في الدرجات الشديدة تتمثل في سرعة ضربات القلب وهبوطا في ضغط الدم وصعوبة التنفس نتيجة انقباض الشعب الهوائية، وصولا إلى حدوث تطورات في اختلال عضلة القلب قد تحدث سكتة قلبية.
وأشار إلى أن من ضمن الحساسية الشديدة ما يسمي صدمة الحساسية، وهي المسبب الرئيسي لخطورة الحالات التي قد تصل إلى الوفيات، لذلك رغم أن تلك النسبة تعد قليلة جدًا إلا أن المكان المخصص لعمل الأشعة لابد أن يكون مجهز لإسعاف مثل هذه الحالات.
• محاذير الصبغة
ولفت إلى أن أشعة الصبغة ممنوع استخدامها للأفراد الذين يعانون من قصور في وظائف الكلى والحوامل والمرضعات، بالإضافة إلى أن إذا كان الشخص يعاني من السكري غير المنضبط يفضل التأجيل.
وفي بعض الأحيان نطلب من المريض تأجيل علاج السكر قبلها بالتعاون مع الطبيب المعالج حتي لا يحدث ما يسمي حمضية في الدم metabolic acidosis التي تحدث في بعض الحالات، خاصة بالنسبة لمرضى السكر غير المنضبط.
• فشل كلوي
الدكتور حامد العراقي، استشاري أمراض الباطنة والكلى وعضو نقابة الأطباء، يقول إن حقن الصبغة تعتبر منتج دواء مثل أي دواء، ولكن يمكن أن يؤدي إلى نوع من أنواع الحساسية.
وأوضح أن تلك الحساسية تحدث على حسب نوع الصبغة وكميتها التي قد تؤدي إلى تفاعلات أو حساسية وتتطور لدرجات الحساسية المختلفة والتي يمكن أن تنتهي بالوفاة، ولكن تلك الحالات نادرة للغاية.
وأكد أن الأعراض الأشهر للصبغة هي تسببها في حدوث فشل كلوي للمريض، موضحًا أن هناك أنواعا كثيرة من الصبغة إذا تم أخذها بصفة متكررة أو بكمية كبيرة يمكن أن تؤدي إلى فشل كلوي ولذلك التحليل الوحيد الذي يتم عمله قبل إعطاء الصبغة للمريض هو تحليل وظائف الكلى.
• احتياطات كاملة
وأوضح، أنه إذا كانت وظائف الكلى بها مشكلة يمنع إعطاء تلك الصبغات إلا باحتياطات كاملة، مشيرًا إلى أن بعض المرضي التي تكون الكلى لديهم سليمة يمكن أيضًا أن يصابون بفشل كلوي نتيجة الصبغة سواء أن يكون شئ مؤقت وعودته لطبيعته مرة أخرى أو أن تكون بصفة مستمرة على مدى حياة الإنسان، الأمر الذي يضطره إلى غسيل الكلى او زراعة الكلى.
• لا تسبب السرطان
وأضاف عضو نقابة الأطباء أن حقن الصبغة لا تسبب السرطانات ولكنها تسبب حساسية وقد تؤدي إلى الوفاة في بعض الأحيان بنسبة بسيطة، مؤكدا أن موضوع السرطانات لا يمكن الجزم في أمره، لأنه لا يوجد أي ارقام مسجلة بذلك يمكن أن نعتمد عليها.
• حقن تشخيصية أو علاجية
ولفت إلى أن حقن الصبغة تنقسم إلى نوعان وهي حقن تشخيصية و حقن علاجية، مشيرًا إلى أن الصبغة التشخيصية هي التي تستخدم في تشخيص مرض معين كقسطرة القلب أو المخ والأشعة المقطعية والرنين بالصبغة، أما الصبغة العلاجية هي التي تستخدم في القساطر القلب والمخ، لكي نستطيع وضع دعامة
• 533 قضية
محمود فؤاد، المدير التنفيذي للمركز المصرى للحق في الدواء، يقول إن النيابة الإدارية قد رفعت من قبل تقرير إلى رئيس الجمهورية بأن هناك حوالى 553 قضية في المستشفيات العامة نتيجة الأخطاء الطبية، وقد تكرر الحديث حول وجود قانون خاص ينظم تلك المسألة.
وأكد أن هناك قضايا كثيرة آخرها قضية مارينا صلاح، التي توفيت داخل أحد المستشفيات الكبري بسبب خطأ طبي، إثر تعرضها لأزمة قلبية بعد حقنها بصبغة الفلورسين على خلفية إجراءها أشعة لاكتشاف أسباب ألم في عينيها، وبعد تحقيقات الخبراء أثبت أن المستشفى على حق، لأنه لا يوجد أي قانون في النهاية نستطيع الاعتماد عليه في هذا الشأن.