هلال وصليب

ما حكم الاستعانة بأعضاء المتوفين لعلاج الأحياء؟.. الإفتاء تجيب

كتب- أحمد عبد العليم

المجال الطبي في تطورات مستمرة بهدف الحفاظ على صحة البشر وحمياتها، كونهم هم المحرك الأساسي للحياة على وجه الأرض، فظهر العديد من التقنيات المختلفة من أجل حمايتهم، ولعل أبرز التقنيات التي أصبحت تستعمل في الطب الحديث، هي الاستعانة بأعضاء من جسد شخص متوفى حديثا، من أجل علاج شخص آخر ما زال على قيد الحياة، ومن أشهر الأمور التي تستعمل فيها هذه التقنية هو أن يقوم أطباء متخصصون بعمل ترقيع القرنية للمرضى الذين يعانون من سحابات للقرنية، أما عن النسيج المستعمل فيُؤْخَذ من مُتَوفًّى حديث الوفاة في خلال ساعتين أو ثلاثة من الوفاة.

ومع انتشار هذه العمليات، بدأ المواطنون في التساؤل عن حكم هذه الجراحة في الشريعة الإسلامية، وإن كان ذلك يعد انتهاكا لحرمة الموتى وغيره، وهو ما أجابت عنه دار الإفتاء المصرية في إحدى فتاواها عبر موقعها الرسمي على الإنترنت ردا على سؤال ورد إليها عن الحكم الشرعي لهذا الأمر، أكدت من خلالها أن استئصال بعض الأجزاء من جسد شخص حديث الوفاة لا مانع منه ولا حرج فيه مدام الأمر هو لإفادة البشرية.

وأوضحت دار الإفتاء المصرية في فتواها، أن أخذ نسيج القرانية من عين شخص متوفى، جائز شرعا ولكن بشروط معينة وهي:

– أن يكون الاستئصال بطريقة طبية صحيحة، بالإضافة إلى أن يكون القائم على هذه الخطوة، فريق طبي متخصص.

– أن يتم الاستئصال بالطريقة السليمة، بحيث لا يضر بالعضو أو يؤدي إلى استئصاله بأحد الأشكال، فمثلا عن نسيج العين، لابد أن يؤخذ جزء من النسيج دون الإضرار بالعين بشكل أو آخر.

كما لفتت دار الإفتاء إلى أنه ما دام هناك حاجة قصوى لاستئصال هذا النسيج من المتوفى ويتوقف عليها مصير المريض فلا مانع شرعا من ذلك، كما أشارت إلى القاعدة الشرعية المقررة وهي «أنًّ الضرر الأشد يزال بالضرر الأخف»، وأوضحت أنه مثلا في حال عملية نسيج للعين من عين حديث الوفاة، فالضرر الأشد هنا هو أن المريض عرضة لفقدان البصر، والضرر الأخف هو أخذ جزء من جسد المتوفى لمنفعة الإنسان الحي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى