الموقعتحقيقات وتقارير

لا ساحل ولا جونة ولا روبي.. الغلابة عايزين إيه من مدبولي؟

– صفية حامد: فرصة أصرف بيها علي أبنائي وتحميني من بهدلة الشارع

– أم محمد: “الدنيا تعباني على الأخر” عايشة على الرصيف والشمس كلت راسي

– سيد عامر: أدبر الإيجار “من حنكي” و عندي بنتين ونفسي أجهزهم واسترهم

– محمد نصر: بشوف الذل في المستشفيات وعايز رعاية صحية تحفظ كرامتي

– فرج أبو العطا: السيسي ليس ساحرًا وعلينا تحمل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة

كتبت – منار إبراهيم
 تصوير- تحسين بكر

في ضوء حرص الرئيس «عبد الفتاح السيسي» للنهوض بمصر والوقوف بها في مصاف الدول الكبرى اقتصادًيا من خلال عدد من المشروعات الكبرى، التي ستنعش مصر اقتصاديا، وتوفر فرص عمل للشباب، وتحسن دخل الفرد، وتوفير حياة كريمة إلا أن المواطن هو الذي يتحمل أعباء هذا الإصلاح الاقتصادي، حيث شهدت الأيام الماضية موجه من الغضب نتيجة لارتفاع الأسعار.

وفي جولة ميدانية لـ “الموقع” رصدنا من خلالها أحلام المصريين في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، وما يريدونه من الحكومة.

بداية قالت صفية حامد، بائعة شاي على الرصيف: أحلم بفرصة عمل جيدة أنفق منها علي أبنائي، وتحميني من بهدلة الشارع، لدي ثلاثة أبناء وزوجي طلقني نفسي أعلمهم وأربيهم يمكن يكون بينهم حد يعوضني مرار الأيام.

أما سيد عامر، ماسح أحذية، فيقول: الرئيس “السيسي” رجع روح مصر وخلاها وقفت على رجليها مرة تانية، وعمل مشروعات وحارب الإرهاب، ورجع الأمان لشوارعنا، وأطالبه يقف جمب الفقير ويزود لنا معاش “السادات”، عشان أنا ساكن في اوضة إيجارها 200 جنيه أدبرهم “من حنكي”، غير مصاريف الأكل والشرب والعلاج، وجهاز البنات عندي بنتين ونفسي استرهم.

“الدنيا تعباني على الأخر”، بهذه الكلمات تروي لنا أم محمد، بائعة مناديل، قصة حياتها قائلة: الأسعار ولعت نار وكل يوم بفرش الرصيف وابيع المناديل لغاية الشمس ما تاكل راسي، عشان أجيب أكل العيال آخر اليوم.

وبعيون يغمرها الدمع، أضافت: الحمد لله راضيين بحالنا، نأكل طاقة واحدة في اليوم، ولما عيالي تشتاق للفراخ بنجيب “هياكل” كل شهر عشان نطبخ جنبها “ملوخية.”

وأضاف عم أبو رضا، بائع على عربة فول،” دخلي في اليوم لا يتجاوز 70 جنيها، وأتمني أن أجد فرصة عمل حتى في مشروعات الطرق والكباري، بدلا من صراعي علي “لقمة العيش” التي أدبرها يومياً لأبنائي، ولا يكفي شيئاً في ظل ارتفاع الأسعار.”

نرشح لك : أين اختفت الطبقة الوسطى؟.. «الموقع» يفتح الملف

وطالب رمضان محمد، مدرس لغة عربية، بزيادة الرواتب الحكومية، الأسعار ارتفعت والموظف راتبه لا يكفي احتياجات البيت الأساسية، وأضاف” اللي عنده أبناء في المدارس بيستدان بضعف مرتبه قبل انتهاء الشهر، ما بالك بالغلابة كيف يعيشون، ولذا أطالب بتوفير معاشات لمعدومي الدخل وزيادة معاشات الضمان الاجتماعي بما يتناسب مع ظروف المعيشة، وتوفير رعاية صحية للمرضى.”

ويروي محمد نصر، مريض بالفشل الكلوي، معاناته في مستشفى الدمرداش، قائلا: ما نراه من مرار في المستشفيات جعلني أكره الحياة أكثر من المرض، المريض بيتذل حتى ينظر إليه، وأكتؤ من مرة اروحلهم مصابًا بجلطة ويقولون لي ليس لديك شيء حتى تتمكن الجلطة مني وتسوء حالتي أكثر.

وتابع أنه منذ أسبوعين أصابته جلطة بساقه وهو عائد من جلسة الغسيل، وعندما ذهب لمستشفى الدمرداش قالوا له ليس لديك شيء أيضًا، وعندما أخبرهم أنني لا استطيع الوقوف على قدمي، قالوا ليس لدينا طبيب أوعية أجري أشعة وفحوصات على حسابك أذهب لدكتور خارجي، إذا كنت امتلك ثمن هذه الفحوصات كنت سأذهب إليهم من البداية وأنا اعلم المعاناة التي سأجدها.

نرشح لك : عودوا لا بحر لكم.. هؤلاء محرومون من دخول الساحل الشمالي

ويكمل “المريض” بعد انتظار 5 ساعات من الذل في الدمرداش ولم يسعفني أحد، توجهت لمعهد ناصر للقلب، وثبت بالفحص الطبي أني مصاب بجلطة في الساق اليمنى، رغم أنهم اكتشفوا الإصابة بالجلطة ولكن كل شيء بالفلوس، خرجت من المستشفى وليس لدي ثمن العلاج حتى حقن الجلطات، رغم التطور في المستشفيات إلا أن المريض في مصر ما زال يشرب المرار في رحلة العلاج، لذا أطالب بتوفير رعاية وتأمين صحي يحفظ كرامة المواطن لمن ليس لديه تأمين.

وتري هدى عطية، عاملة في إحدى المستشفيات، أن مصر ستكون في أفضل في الأعوام القادمة، وأن المشروعات القومية التي أقامها الرئيس السيسي ستزيد الاقتصاد وعندما تمر هذه الأزمة الاقتصادية العالمية، ستنخفض الأسعار مره أخري، ولكن حتى نستطيع تحمل هذه الأعباء نطالب بعدم زيادة الأسعار فرواتبنا أصبحت لا تكفي.

وفي نهاية جولتنا، قال فرج أبو العطا، موظف بإحدى شركات الاتصالات، إن الظروف التي يمر بها العالم بدءًا من فيروس كورونا إلى الحرب الروسية الأوكرانية، أثرت على اقتصادات العالم كله، فعلينا أن ننتظر قليلاً فـ “السيسي ليس ساحراً في يده عصا سحرية”، ولكنه يعمل ويبني ويجب علي المصريين أن يعملون مثله، حالي حال الجميع الدخل لا يتناسب مع الحياة اليومية ولكن علينا أن نتحمل هذه الفترة الصعبة وعلى الحكومة أن لا تزيد أعباء المواطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى