حوادث

قطع جثثهم بالساطور.. “جنى” آخر ضحايا والدها لحقت بأشقائها الثلاثة

في قرية صغيرة تُدعى دكران، الواقعة في محافظة أسيوط، كانت الطفلة “جنى” ذات التسع سنوات تُشع حياةً في أرجاء الحي البسيط بابتسامتها البريئة وضحكاتها الصافية.

كانت جنى، رغم صغر سنها، تتحمل مسؤولية كبيرة في رعاية أشقائها الثلاثة، وتُضفي على حياتهم لمسة من الحنان الذي عجز الواقع القاسي عن توفيره.

نشأت جنى في أسرة متواضعة، والدها يعمل باليومية لتأمين لقمة العيش، ووالدتها تحاول بكل جهدها أن تمنح أطفالها ما تستطيع من حب رغم شظف العيش. لكن خلف الأبواب، كان هناك شبح يهدد هذا الاستقرار البسيط.

كان الأب يعاني من ضغوط نفسية قاسية، زادتها الظروف الاقتصادية سوءًا.

“كانت جنى دائما تحاول تخفف عن إخواتها وتساعدهم في المذاكرة. كانت زي الأم ليهم”، تقول إحدى جارات الأسرة، وهي تمسح دموعها بحزن على ما حدث.

في ليلة لم تكن كغيرها، اجتمع الأطفال حول والدهم الذي كان يبدو عليه الغضب والحيرة. لم يكن أحد يتوقع أن تلك الليلة ستغير مصير الأسرة للأبد. في لحظة غاب فيها العقل والحب، حمل الأب آلة حادة ووجه غضبه نحو أطفاله. كانت صرخات جنى وأشقائها تُسمع من بعيد، لكنها لم تُوقف الكارثة.

حين وصلت سيارات الإسعاف، كانت جنى هي الناجية الوحيدة، رغم جراحها البليغة، نُقلت الطفلة الصغيرة إلى المستشفى، حيث حاول الأطباء بكل جهدهم إنقاذها.

كانت قريتها بأكملها تصلي من أجلها، لكن الجروح كانت أعمق من أن تُشفى، بعد ساعات، أُعلن رحيل جنى، لتلحق بأشقائها وتغلق فصول هذه المأساة.

تلقى اللواء وائل نصار، مدير أمن أسيوط، بلاغًا من مأمور مركز شرطة أبو تيج حول الحادثة، وعلى الفورانتقلت قوات الأمن وضباط المباحث إلى مكان الحادث، يرافقهم سيارات الإسعاف، وجرى تحرير محضر بالواقعة ونُقلت جثامين الأطفال الثلاثة إلى المشرحة، بينما نقلت الطفلة “جنا” للمستشفى قبل وفاتها.

حالة من الذهول والحزن سيطرت على أهالي قرية دكران، الذين لم يصدقوا أن الأب أقدم على هذا الفعل المأساوي.

وبدأت النيابة العامة بأسيوط تحقيقاتها لمعرفة دوافع الجريمة والوقوف على ملابساتها، فيما تم تكليف المباحث الجنائية بجمع التحريات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى