أراء ومقالاتالموقع

عمر النجار يَكتب لـ«الموقع»: «هيجيلي موجوع».. حِكاية أغنية ستُصبح نشيدًا للفراق

مُفردات أغنية «هَيجيلي مَوجوع» كانت بِمثابة نُقطة انطلاق لِسحب البُساط تدريجيًا من أغاني المهرجانات، التي كان قدْ ذهب إليها جمهور ليس بالقليل خلال الأعوام القريبة الماضية.

فـ بينما كانت أغاني المَهرجانات تَنتشرُ كالنارِ في الهشيم وتحديدًا لأغاني كانت مُفرداتها لا ترتقي إطلاقاً إلى الذوق العام، في الوقت الذي فسّر فيه النقاد الفنيون السبب وراء انتشار ظاهرة المهرجات- التي يتضمن بعضها كلمات غير مناسبة- لِأسباب تتعلق بتدني الذوق العام..

إلى أنْ جاءت أغنية المُطرب المَوهوب، تامر عاشور، لِتغيير مَسار الذوق العام ومُخالفة أيضًا لِكل تفسيرات النقاد، منْ ناحية أن مَضمون الأغنية هُوَ من يُسيطر سيطرة تامة على مَسيرة الذوق العام لدى الجمهور.

مَا كُتبَ منْ مَضمون أغنية «هيجيلي مَوجوع» خالفَ تحليلات النقاد في السبب وراء تَراجع الفن الراقي وتحديدًا الذي يُحافظ على الذوق العام.

مَضمون الأغنية رُغم أنه حزين إلا أنه يُخاطب أمزجة وقلوب المَجاريح، حيثُ بدأ صدى الأغنية يَدوي في كل أرجاء العالم العربي حتى وَصل إلى كل فئات المُجتمع.

لا تَعرف القلوب المَكسورة على منصات التواصل الاجتماعي من: «أين ومتى وكيف ولماذا» يُرددون كلمات الأغنية رُغم أنها تُؤلمهم.

نجاح «هيجيلي مَوجوع» يَدل على أنَّ كلمات الأغنية لَامست القلوب قبلَ العقول لإحساسها الرفيع وكلماتها المُؤثرة التي تَستدعي الذكريات المُصاحبة للدموع والأحزان.

ضجّت مَنصات التواصل الاجتماعي بِكلمات أغنية، عاشور، الأخيرة إلى أنْ أصبحت حالة على بروفايلهم الشخصي تُعبر عمَّا يَدور في قلوبهم من كَسرٍ وحزنٍ وألم، لِكون كلمات الأغنية شقت الطريق نحوَ قلوب المُستمعين قبلَ آذانهم.

حالات «status» الجمهور على صفحاتهم الشخصية عبرَ منصات «التواصل الاجتماعي» تُشيرُ إلى أنَّ صوت المطرب، عاشور، لا يُشبه أي صوت آخر.. واختياراته لمضمون وكلمات الأغنية نبض لكونها تُعبر عنْ حال القلوب المكسورة والحزينة.

مَا السبب من وراءَ كتابة هذه السطور، الإجابة: «لتوصيل رِسالة لِلجميع وتحديدًا الوسط الفني بأنَّ مُحتوى ومَضمون الأغنية هُوَ من يفرض سيطرته»..

كما أنني أعتبرُ أن هذه الأغنية ستكون بمثابة أرشيف لكل القلوب الحزينة وسيتم استدعاؤها حاليًا ومُستقبلاً كلما كان هناك موقف يُعبرُ عنْ حالة حزن للشخص.. كما أنَّ هذه الأغنية تُشعرنا بأننا بحاجة إلى مَضمون أكثر من أننا بِحاجة إلى أشخاص.

وسَتلقى هذه الأغنية ومضمونها الراقي تَمثيلاً بَصريًا أي بِمعنى أدق: «ترجمة هذا المضمون إلى عمل سينمائي يُلامس القلوب الحزينة والمكسورة».

ومَضمون هذه الأغنية يُذكرني بسؤال الإعلامي الراحل، مُفيد فوزي، للمُطرب، عمرو دياب، أثناء حواره معه في بدايات رحلته الفنية، قائلاً له: «هل إنتوا بتقدموا فن يعيش.. وهل الأغاني اللي انتوا بتقدموها حاليًا هتعيش»..

لِيصمت «دياب» لِثواني مَعدودة، قائلاً له بنبرةٍ حزينة: «بَحاول أعمل أغاني تعيش.. وأنا بَخاطب الجمهور ككل.. أطفال وشباب وكبار».

هذا الحوار الذي دارَ بين الإعلامي، مفيد فوزي، والمطرب عمرو دياب، استدعى مَا قدَّمه تامر عاشور، وما يُقدمه هُو وجيله الشباب من أغاني يَتم استدعاؤها من الذاكرة عندما يَحدث للشخص أي ذكرى أو موقف سواء كان يتعلق بالفرح أم الحزن، مثلما ما يَتم استدعاء الأناشيد الوطنية في المؤتمرات والندوات والحفلات.

حفظً اللهُ مِصرَ وشَعبها وفنها ومُؤسساتها.

اقرأ ايضا : 

عمر النجار يَكتب لـ«الموقع»: بـ«يمامة» أو غيره.. لا إصلاح في حزب الوفد

عمر النجار يَكتب لـ«الموقع»: مُعضلة الأحزاب.. السياسة بعيدة عن أصحابها

عمر النجار يكتب لـ«الموقع»: أدوية ومُستلزمات طبية دخلت في عداد الموتى.. فمتى العودة؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى