عمر النجار يَكتب لـ«الموقع»: القاهرة ترد على رسالة «نتنياهو» بأقوى منها
أخطأ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عندَّما ظنَّ أنَّ تصريحاته الأخيرة بشأن مِحور فيلادلفيا بِمثابة «لُقمة كبيرة» تحتاجُ إلى الكثير من الوقت لِهضمها من جانب الطرف المِصري..
إلا أنهُ لمْ يتوقع أنَّ القاهرة لمْ تبتلع هذه «اللُقمة» وترد على تصريحاته «العبثية» بشكلٍ عملي، وتحديدًا عندما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأنَّ الجيش الإسرائيلي تفاجأ من إغلاق جميع أنفاق مِحور فيلادلفيا من الجانب المِصري.
يَتخيل لـ نتنياهو، أنهُ من خلال تصريحاته الأخيرة قدْ يَستهلك مُناورات في التفاوض مع الوسطاء وتحديدًا مع الجانب المِصري.. ويَتأرجح توقعاته بأنَّ تضييع الوقت في المُفاوضات هو السبيل الوحيد في حرب غزة.
نتنياهو ومن يُحاوطه في الرأي بحاجة ماسة إلى تأهيل نفسي وفكري كَي تتضح أمامه الفروق بين القاهرة والأحزاب التي يُهددها في لبنان أو في فلسطين..
وكي يَعرف أكثر أنَّ مثلَ تصريحاته لا تُسمن ولا تُغني من جوع أمامَ القاهرة، وأنَّ الطرف المِصري لا يَعنيهِ ماذا يَهذي به، نتنياهو، وغيره من تصريحات.
لمْ يَكن يَتخيل لـ نتنياهو، أنَّ أهالي غزة البُسطاء خلقوا من عتمات العالم السفلي للقرى والمُدن المَعدومة في الخدمات مشاهد انتصار على الطرف الإسرائيلي الذي يَمتلك من المعدات والأسلحة والطائرات الحديثة تفوق الدول العظمى.
ناهيكَ عنْ أنَّ أغلبية ترسانة الطرف الفلسطيني من الأسلحة والصواريخ صُنعت مَحليًا في غزة، الأمر الذي يُؤكد أنَّ تصريحات نتنياهو، خلالَ المؤتمر الصحافي بشأن تهريب الأسلحة لفلسطين من جانب مِحور فيلادلفيا لا أساس لها من الصحة بل تأتي للتغطية على فشله في غزة أمامَ المُجتمع الدولي.
ما يتم ذكره ليسَ مُجرد جمل بلاغية لإقناع العالم والمُجتمع الدُولي بـ إدخال هذه السطور من ثقب الإبرة، بل حقيقة تُؤكد أنَّ تصريحات نتنياهو، جاءت للتغطية على فشله الداخلي والخارجي.
مَا هُو مُؤكد وحتمي أنَّ تصريحاته الأخيرة مَهما طالَ ترددها في وسائل الإعلام والصحف والقنوات الإخبارية العالمية فهيَّ بمثابة السير على حافة الجحيم لم يسلم منها شعبه في المقام الأول وليس دول الجوار كما يَتوهم، لِكون مُجتمعه لم يَتحمل حتى الآن أعداد الأسرى المُحتجزة لدى الجانب الفلسطيني.
ومَا تَقوم به القاهرة منْ خلال مصدر رفيع المستوى، بالإدلاء بتصريحات، أمرٌ في غاية الأهمية، لأنه في الأساس مَا عادَ يُسأل الإعلامي أو الأمني أو حتى السياسي عن مَصدر مَعلوماته فـ ما بالك بالدولة ومُؤسساتها..
والدليل على ذلك أن جميع وسائل الإعلام العربية والإقليمية والعالمية من تستخدم مُفردات «مَصادر لصيقة- مَصادر مَوثوقة- مَصادر مُطلعة».
وعلى وَقع هذا وذاك، فـ إنَّ تجاهل المُجتمع الدولي لِتصريحات، نتنياهو، قدْ تُسهم في تسعير نار المِنطقة بأكملها رُبما يكون ذلك بِحطب مُتجدد، لِكون المُجتمع الدُولي صارَ مُنحازًا أكثر من أنْ يكون مُحايدا..
وهذا ما تبدَّى بوضوح في صمت المُجتمع الدولي بأكمله على مثل هذه التصريحات «العبثية»، التي رفضها واستنكرها جميع الشعوب العربية بل والمنطقة مثل دولة تركيا.
جميع إجابات الرفض لتصريحات، نتنياهو، لم تُطلق من القاهرة فقط بلْ من جميع الشعوب العربية وأيضًا المِنطقة، لِكونهم يَعلمون أنَّ القاهرة تَسيرُ على طريق «الدبلوماسية الحَكيمة».
وفي الختام، لا يُمكن بأي حال من الأحوال أنْ يَصمت المُجتمع الدُولي عن تصريحات نتنياهو، الأخيرة.. لِكون هذا لا يَخدمهم ولا يَخدم المنطقة بأكملها.. كما أنَّ رد القاهرة على تصريحاته قد يكون من الحِكمة بعينها.
حفظَ اللهُ مِصرَ وَشعبها ومُؤسساتها.