عمر النجار يكتب لـ«الموقع»: التحرشات الإسرائيلية بمحور فيلادلفيا.. هل تُحرج المجتمع الدولي؟!
إسرائيل في حالة هَرب كليًا وجزئيًا من واقع المفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار.. لا إدراك عمليًا لخطورة ما تقوم به إدارة نتنياهو، بمحور فيلادلفيا، وأثره الشديد على واقع هذه المفاوضات.
تقترب عقارب توقف المفاوضات نهائيًا بسبب مُمارسات، بنيامين نتنياهو، ولغته العبثية التي لا تنفع في شيء بلْ تزيد الأمور تعقيدًا..
لكون التلويح من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بوضع «مِحور فيلادلفيا» في مَنطقة «اللائحة الرمادية» كَـ شماعة في طريق المفاوضات الجارية يعني الانزلاق نحو تعقيد الأمور أكثر وأكثر.
لا يُمكن فَهم مَا طالعنا به موقع «BBC» عربي، بأنَّ إسرائيل ترصف طريقاً بالأسفلت في محور فيلادلفيا على حدود مصر، إلا من قبيل أنها تُريد تعقيد طريق المفاوضات نهائيًا.
وفي مَتن هذا الخبر المنشور في «BBC»، الذي جاء نصه كالآتي أنَّ: «الجيش الإسرائيلي بدأ برصف طريق جديد بالأسفلت على طول مِحور فيلادلفيا خلال الأسبوعين الماضيين، وفق تحليل لصور الأقمار الصناعية قام به فريق بي بي سي لتقصي الحقائق».. مثلَ هذه المعلومات تزيد من وقف المفاوضات نهائيًا بل اتساع الشرخ كثيرًا بين مِصر وإسرائيل.
في كل الأحوال، لمْ يَعد خافيًا على المجتمع الدولي ما تقوم به إدارة بنيامين نتنياهو، في تعقيد الأمور نحو الأسوأ، لِكون القاهرة حذرت مِرارًا وتكرارًا من تدهور المفاوضات نهائيًا إذا استمرت إسرائيل في طريقها «العبثي».
ولأنه إذا تمسكت إسرائيل بمحور فيلادلفيا فمن المؤكد أن مستقبل العَلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والحلفاء الخليجيين والعرب في طريقها إلى التدهور، لأن العرب والخليج يُريدون هدوءًا في قطاع غزة، وفي الوقت نفسه لن تتنازل القاهرة عن حقها وأرضها.
ولا يمكن اعتبار الاجتماع «الأونلاين»، الذي عقدَ خلال الأيام الجارية بين المسئولين الإسرائيليين والأمريكيين بشأن وقف الحرب في غزة بعيدًا عن وقف الحرب جنوبًا بناءً على مَطالب إيران، وهذا ما أكده موقع « أكسيوس» الأمريكي..
وهذا ليس بعيدًا أيضًا عمَّا قاله الوسيط الأميركي، آموس هوكستين، للجانب الإسرائيلي، إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة من المؤكد أنْ يُؤدي إلى خفض التصعيد في جنوب لبنان.
من باب الإنصاف، أنَّ المجتمع الدولي لا يَسعى إلى الضغط على إسرائيل في ضرورة وقف إطلاق النار ولا إلى تهدئة المنطقة.. هو يَتجاهل ما يحدث في المنطقة بأكملها.
لمْ تُدرك إسرائيل أنَّ القاهرة لن تتخلى عن حقها وأرضها أيَّا كان الثمن، في إشارة واضحة وصريحة إلى مِحور فيلادلفيا.. لكون القاهرة تعتقد وتعلم علم اليقين أن التنازل في المُفاوضات يجرّ المزيد من التنازلات.
ولم تُدرك إسرائيل أيضًا أنها لم تستطع حتى الآن القضاء على حركة حماس بعد 11 شهرًا من استخدام كل آلات الحرب الحديثة.. فكيف يُمكنها الدخول في حروب أخرى مع حزب الله في لبنان أو جماعة الحوثيين في اليمن.
وهنا يَرتسم مشهد بالغ الدلالات تتعجب عنده القاهرة من حالة صَمت المجتمع الدولي، الذي يَعرف ويَعلم أنَّ اتساع الشرخ بين مصر وإسرائيل قدْ ظهرَ بِوضوح، في تصريحات بنيامين نتنياهو، الـ «العبثية» الأخيرة.. وأنه إذا تعثّرت المفاوضات فلا بأس من التفكير في خيارات أخرى من جانب القاهرة.
لكون القاهرة اعتادت أنْ تكون السرّية بوّابة عبورها نحو إنجاز مَلفاتها المُهمة، وهذا ما لا يَنتبه إليه المُجتمع الدُولي حتى الآن.
حفظَ اللهُ مِصرَ وَشعبها ومُؤسساتها.
اقرأ ايضا للكاتب