عمر النجار يكتب لـ«الموقع»: الأقرب لرئاسة أمريكا.. لمن يتفاهم مع إيران
من يقرأ التاريخ يَستشرف المُستقبل وربطه بالحاضر ومُكوناته.. ومن يتجاهل التاريخ لا يَستلهم أحداثه.
في التاريخ ليست إيران بعيدة عن لُعبة الانتخابات الرئاسية الأمريكية وتداخلها في هذا الملف بِصورة قدْ يَتعجب لها البعض.
تأتي مُناسبة كِتابة هذا المقال- ونحنُ على أبواب إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية- وللتذكرة أيضًا باحتجازَ نظام إيران في الماضي الرهائن الأمريكية لعشرات الأيام، لِكونهِ لم يُطلق سَراحهم إلاَّ بعدَ نجاح الجمهوري، دونالد ريغان، الذي أبرم صفقة مع الإيرانيين خلال حملته الانتخابية آنذاك.
أوحت أوساط مُتعددة آنذاك، أنَّ صفقة إيران مع، دونالد ريغان، كانت سببًا رئيسيًا في فوزه على، جيمي كارتر، الذي وصفهُ الكثير من الناخبين بأنهُ كان أكثر تهاونًا مع إيران بسبب احتجازها للرهائن «الديبلوماسيين» الأمريكيين، وفي الوقت ذاته لمْ يعلم الناخبون أن صفقة قدْ أبرمت خلال حملة الانتخابات الرئاسية آنذاك.
هنا للتاريخ دلالته، بأنَّ إيران حاضرة في مطبخ الانتخابات الرئاسية الأمريكية من خلال ما يُسمى بـ «دبلوماسية الأبواب الخلفية».
ولم يَعد خافيًا على وسائل الإعلام أنَّ هناك جولات تفاوضية بشأنْ أحداث غزة، لم تغب عنها إيران تُجرى في سلطنة عمان بين «إيران وأمريكا» برعاية الوسيط العُماني..
وإذ يأتي ذلك بالتوازي مع الجولات التفاوضية، التي تُجرى في الدوحة بين الأطراف الثلاثة «أمريكا- مِصر- قطر».
بِمطلق الأحوال، مَا ذكره بن رودس مستشار الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، في كتابه “العالم كما هو”، عن اجتماعاته المتكررة والسرية، التي تخطت الـ 20 مرة في عمان مع المسئولين الإيرانيين، منذ عام 2010 للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامج طهران النووي..
يُؤكد أنَّ إيران حاضرة وبقوة في حِسابات كِلا المُرشحين الحاليين هاريس وترامب.
يُمكن القول، أنَّ رغبة المرشحة الديمقراطية، كاملا هاريس، القريبة من باراك أوباما، في ضرورة التفاهم مع النظام الإيراني والتوصل إلى اتفاق شامل حاضرة بين الكثير من أعضاء الحزب الديمقراطي، وليسَ في باراك أوباما وحده.
صحيح أنَّ تاريخ باراك أوباما الرئيس الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية، كان على عَلاقة وصفها البعض بـ «الجيدة» مع النظام الإيراني أثناء توليه الحكم..
وصحيح أيضًا أنَّ أوباما، من المُحاطين بالمرشحة الديمقراطية، هاريس، ضمن مجموعة مستشارين.
تعليق الآمال من جانب النظام الإيراني الحالي على المرشحة الديمقراطية، كاملا هاريس، ليس صُدفة.. إنه هدفٌ مقصود.. لِكون الهدف هو رُبما البناء على عَلاقة باراك أوباما، السابقة.
يُخطىء من يعتقد أنّ حِصة إيران ليست مَحفوظة في ملف الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي يَنتظرها العالم بأكمله، والتي قد ستُبنى عليها ملفات كثيرة في المنطقة أبرزها أحداث غزة وغيرها من الملفات.
من الصعب التكهن بنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. ومن الصعب أيضًا استبعاد ملف إيران من كعكة الانتخابات..
لِكون التاريخ يُعلمنا أنَّ النظام الإيراني كان حاضرًا وبقوة في انتخابات دونالد ريغان وجيمي كارتر، في الماضي.. إذا السؤال الأهم..
هل يُكرر التاريخ نفسه في الانتخابات القادمة؟!.
حفظَ اللهُ مِصرَ وَشعبها ومُؤسساتها.
اقرأ ايضا للكاتب
عمر النجار يكتب لـ«الموقع»: تبادل القبلات في الجامعة العربية أكثر حرارة من بيانات الشجب والإدانة
عمر النجار يكتب لـ «الموقع»: الطبقة المتوسطة تبكي على الأطلال.. والحكومة تطمئنهم: «بنعمل لأحفادكم»
عمر النجار يَكتب لـ «الموقع»: حكاية إعلامية.. جعلت «التفاهة» مَدرسة في الإعلام!