عمر النجار يكتب لـ«الموقع»: أدوية ومُستلزمات طبية دخلت في عداد الموتى.. فمتى العودة؟
تَبدو طفرات وإنجازات وَزارة الصحة أشبه بِكلام الخيال وبَرامج التوقعات والتنجيم، لِكون ما يَحدث في مَلف نقص الأدوية وتحديدًا دواء «إلتروكسين» الخاص بِمرضى الغدة الدرقية أمرٌ في غاية الصعوبة..
وما يُسوق لهُ في وسائل الإعلام المَرئية والمَسموعة والمَكتوبة عن ملف إنجازات وَزارة الصحة وافتتاح المستشفيات تَحولت في الحقيقة إلى حقيبة أوجاع مَملوءة بالوعود والشعارات واللافتات المُعلقة على أبواب المستشفيات بأنَّ «وزير الصحة يَشهد افتتاح مستشفى» وخلافه.
لا مَنطق لنقص الأدوية الضرورية والمستلزمات الطبية في المستشفيات وتحديدًا «آشعة الصبغة» الضرورية وكذلك صِمامات القلب.
وكَانت الأيام الماضية كاشفة لنقص الأدوية، ووصفها البعض من مرضى الغدة الدرقية بـ«الصعبة»، عندَّما نَقصَ دواء «إلتروكسين» المُستورد من الأسواق الدوائية أي «الصيدليات» إلى أنْ تَوفّرَّ دواء في الفترة الأخيرة «تي 4 ثيرو» المِصري صناعته، والذي لاقى تَرحيبًا ضعيفًا من المرضى وعدم تَواجده بالشكل الكافي.
كُنا نَتمنى الاعتزالُ في افتتاح المُستشفيات و«البروباجندا» التي تُصاحبها من جانب مسئولي وزارة الصحة والتركيزُ أكثر على مَلفات نقص الأدوية والمستلزمات الطبية مثل نقص الدواء الخاص بِالمعدة «ميوكوستا» و«جاستروفيت».
في الفترة الأخيرة، تَعجبَ الأطباء من نقص ما تُسمى بـ «دباسة الشبكة»، التي تُستخدم في عمليات إصلاح «فتق جدار البطن» و«الفتق الجراحي» و«فتق السُرة» و«جار السُرة»، لِكونها تَختصر من المُدة الزمنية للعملية ما يُقارب الساعة أو النصف الساعة..
ورُغم أهميتها الشديدة إلا أنها لم تَكن باهظة الثمن لكونها كانت تُقدر بحوالي 600 جنيه منذ حوالي 3 أعوام.
والمُحزن أكثر كان في نقص صِمامات القلب ومفاصل العظام الخاصة بمنطقتي «الحوض والركبة»، الأمر الذي انزعج منه الأطباء قبلَ المرضى.
من مَعايير الأطباء إلى مَعايير المَرضى، نجد الاتفاق على أنَّ وَزارة الصحة تهتمُ بجانب تَصوير «الحياة الوردية» والجميلة داخل المُستشفيات والبعد كل البعد عن العجز الذي يُواجه المستشفيات سواء في المستلزمات الطبية أو الأدوية بشكل عام.
وعلى خِلافِ إنجازات وَزارة الصحة التي تَتغنى بِها في وسائل الإعلام وفي بياناتها الصحفية الصادرة من الوزارة، تَتسم آراء الغالبية العظمى من الأطباء والمرضى في أنهُ كان يَجب الاهتمام أكثر بِملف نقص الأدوية والمستلزمات الطبية من «آشعة الصبغة» وخلافه بدلاً من افتتاح مُستشفيات تُواجه عجزًا في الوقت الحالي في المستلزمات الطبية.
وأظن أنهُ بعد كِتابة هذه السطور..
قدْ نرى حَملة في البرلمان الموجود غالبية أعضائه على صفحات العالم الافتراضي تقوم بِتوجيه اللوم لوزارة الصحة ومسئولي وزارة الصحة..
لا عَملية رَصد حقيقي لِملف نقص الأدوية والمستلزمات الطبية لِاستجواب الوزير في صُورة بِها مُناقشات حقيقية لا تَعلية أصوات تَنتهي في الواقع على «مَفيش».
هذا الرصد الحقيقي في ملف نقص الأدوية والمُستلزمات الطبية لا يَمنع في الوقت الحالي أو المُستقبل مواصلة إحداث عملية «غربلة» في اختيار القيادات التنفيذية لوزارة الصحة وتَشكيل الأمانات والهيئات العُليا لهذه الأحزاب القادم منها الكثير من البرلمانيين في الدورة الحالية.
وأخيرًا وليسَ آخرًا، إنَّ نقص الأدوية والمُستلزمات الطبية مُشكلة خطيرة وخطورتها تَتجاوز خطورة الطعام والشراب..
يُمكن للمَرضى تَحمل نَقص بعض الأغذية ما عدا ذلك كلام لا مَحلَ لهُ في قواعد الإعراب.
حفظَ اللهُ مِصرَ وشعبها ومُؤسساتها.