علاء حيدر يكتب لـ«الموقع» قمة الرياض توجه رسائل حاسمة لنتنياهو
تعد القمة العربية الإسلامية، التي عقدت في الرياض، أمس، الثلاثاء، بمثابة واحدة من أهم القمم ، لكونها أثمرت عن موقف عربي إسلامي موحد، من جانب عمالقة العالمين العربي و الإسلامي لا سيما بعد أن ترفعت هذه الدول العملاقة عن المذهبية الدينية، فلم نرى فرقا في المواقف بين دولة سنية، و أخرى شيعية في مواجهة حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على المدنيين في غزة و لبنان .
و ترجع اهمية هذه القمة الى الرسائل القوية التي وجهتها لحكومة الصهيونية الدينية المتطرفة ، بقيادة بنيامين نتياهو، و بمشاركة كلا من الإرهابيين ، بن غفير ، وزير الامن القومي ، و سيموتريتش ، وزير المالية .
كما وجهت أيضا القمة رسائل مماثلة للرئيس الجمهوري المنتخب ، دونالد ترامب، قبل شهرين من جلوسه على عرش البيت الأبيض.
فأول هذه الرسائل القوية، صدرت من الرئيس، عبد الفتاح السيسي، في مواجهة نتياهو، و ترامب، في آن واحد ، عندما شدد في كلمته أمام القمة ، على موقف مصر الثابت، برفضها التام ، لأي إجراء، لتصفية القضية الفلسطينية ، مع التشديد ، على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو، ١٩٦٧ ، و ليس على حدود 5 يونيو ١٩٦٧ ، تاريخ احتلال إسرائيل للاراضي العربية، بما فيها القدس ، و الجولان السورية .
و هذا التشديد في الموقف المصري، يحمل رسالة ضمنية لترمب ، مفادها، أنه لا مجال حتى لمجرد التلويح بصفقة القرن ، التي كان اطلقها ترمب ، خضوعا لرغبة اليهودي، جاريد كوشنير المتزوج من أبنته إيفانكا .و كانت معلومات كان تم تسريبها من أمريكا و إسرائيل، خلال فترة ولاية ترمب الاولى (٢٠١٦ – ٢٠٢٠ ) ، تشير إلى أن صفقة القرن تقوم على تهجير شعب غزة لسيناء .
لكن مواقف مصر ، منذ بداية حرب غزة في أكتوبر ٢٠٢٣ ، جعلت ترمب يدرك أنه لا جدوى من مجرد التلويح بصفقة القرن ، فقرر إستبعاد جاريد كوشنير ، سليل العائلة الصهيونية الثرية ، من حملته الأنتخابية لأنتخابات ٢٠٢٤ .
أما الرسالة الثانية ، التي لا تقل أهمية، جاءت من المملكة العربية السعودية، و مفادها، أنه لا يمكن قبول تصفية القضية الفلسطينية ، قضية العالمين العربي و الإسلامي الرئيسية ، من خلال التطبيع بين إسرائيل ، و السعودية و دول الخليج البترولية ، حتى لو كان مقابل ذلك إقامة مشروعات إقتصادية مهما كانت عائداتها، إذا كان المستهدف منها تصفية القضية الفلسطينية.
و حاءت مشاركة، الرئيس السوري، بشار الأسد ، في القمة لتؤكد أن السعودية و دول الخليج الاخرى، أغلقت نهائيا صفحة الخلاف مع سوريا ، بعد ان تبين للطرفين أن الفائز من هذا الخلاف هم اعداء الامة العربية .
أما الرسالة الأقوى فقد بعثها العالم الإسلامي ، بمذهبيه السني و الشيعي ، بالحرص على مشاركة إيران في قمة الرياض ، بنائب الرئيس الإيراني محمد رضا عارف .و جاءت هذه المشاركة ، كأحد ثمار زيارة رئيس اركان الجيش السعودي، الفريق فياض الويلي، منذ ثلاثة أيام لإيران، فضلا عن الاتصال التليفوني، الذي أجراه الرئيس الإيراني ، مسعود بشكيان ، بولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان .
و يعني مشاركة إيران في قمة الرياض أن الأمة الإسلامية، ادركت أن المستفيد الوحيد من الخلاف الإيراني الخليجي، هم أعداء الامة ، و على رأسهم إسرائيل، إضافة إلى تجار السلاح ، الذين لم يتوانوا عن إستنزاف ثروات دول الخليج البترولية، بصفقات بمئات المليارات من الدولارات، بزعم توفير الحماية لدول الخليج من المطامع الإيرانية في المنطقة .
كما بعث العالم الإسلامي بحضور عمالقته ، مصر ، و السعودية ، و إيران، و تركيا، برسالة اقوي لنتياهو ، من خلال كلمات القادة المشاركون مفادها، ان عدو الأمة الإسلامية، هو من يدنس أماكنها المقدسة ، و يحتل أراضيها ، و ليس إيران ، كما يحلو لنتنيانو ان يصف إيران، بالعدو المشترك، لإسرائيل و دول الخليج .
و أخيرا يبقى التساؤل، هل فهم نتنياهو هذه الرسائل المهمة الصادرة من العالمين العربي و الإسلامي ، لا سيما بعد ان كشفت الحرب الإسرائيلية على المدنيين العزل ، في فلسطين و لبنان، أن إسرائيل دولة هشة، لا تمتلك بعدا إستراتيجيا على المستويين الجغرافي و الديمغرافي لكي تفرض نفسها قائدا للمنطقة ، لدرجة تفاخر النتياهو بالعمل على تغيير وجه المنطقة ؟ .
عموما الرد على مزاعم نتنياهو جاءت له من ردود صواريخ فصيلين عسكريين ، هما حزب الله، و حماس ، الذين أجبروا ثلاثة ملايين إسرائيلي بالفرار للملاجيء بشكل يومي ، فضلا عن هروب مئات الآلاف من الإسرائيليين الاثرياء الى بلدانهم الاصلية . هذا خلافا لرفض كثير من الإسرائيليين التجنيد في الجيش خوفا ، و فزعا ، و رعبا، من القتال رجلا لرجل، أو حتى من مسافة صفر ، فما بالنا لو كانت هذه الحرب حربا شاملة، بمشاركة دول عربية و إسلامية عملاقة، بما تمتلةكه من قدرات صاروخية هائلة ؟…. عله يفهم الرسائل، و إلا فالحرب القادمة، ستكون في الغالب نووية ، ضد دويلة صغيرة مساحتها حجرتين و صالة٠
أقرا ايضا للكاتب
علاء حيدر يكتب لـ«الموقع» قمة الرياض توجه رسائل حاسمة لنتنياهو
علاء حيدر يكتب لـ«الموقع» إسرائيل تخشى غزوا لبنانيا أكثر من القصف الصاروخي
علاء حيدر يكتب لـ«الموقع» لماذا يفضل اللوبي الصهيوني كامالا هاريس على ترامب