الموقعخارجي

عباس شراقي لـ”الموقع”: التنسيق بين سد النهضة والسد العالي “ضروريًا” كـ”محطات القطار”

كتب – أحمد إسماعيل علي: أكد الدكتور عباس شراقي،  أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، ضرورة وجود تنسيق بين سد النهضة الإثيوبي مع السد العالي في مصر والسدود في السودان، موضحًا أنه مطلب مصري منذ سنوات، لكن أديس أبابا ترفصه.

وقال “شراقي”، في تصريحات خاصة لموقع “الموقع”: “عملية الملء والتشعيل مرتبطة بشيئين، أولا: حالة الأمطار هل هي عادية أم جيدة؟ موضحًا أنه توجد أحيانًا فترات جفاف.

الشيء الثاني: ما حالة السد العالي والسدود في السودان؟ وبالذات السد العالي الذي يكون فيه تخزين رئيسي أما سدود السودان فتعتبر موسمية.

وتابع  الدكتور عباس شراقي: “لو كمية المياه في السد العالي مرتفعة يعني أن التخزين في سد النهضة أيضًا مرتفعًا، لكن قد يكون منسوب بحيرة ناصر منخفضًا.

وأوضح: نحن في مصر نحدد هذا المنسوب عند 167 مترًا، ولو أقل من ذلك، فإن التخزين في سد النهضة يكون ضعيفًا للغاية.

ولفت إلى أن إثيوبيا ترفض هذا الطرح، وتزعم أنه بذلك سد النهضة كأنه يعمل لصالح السد العالي.

وقال “شراقي”: إن كان منسوب السد العالي مكتملا ومرتفعا، وقتها سنقول “خير وبركة” خصوصًا في حالة الأمطار.

وأشار إلى إثيوبيا لا تريد الربط مع السد العالي، حيث يدعون أن المياه مياههم وسنأخذ الكمية التي نريد، وأن سد النهضة ليس لخدمة السد العالي.

لكنه أكد ضرورة أن تراعي إثيوبيا حالة السدود في مصر والسودان، ليس في كمية المياه فقط، وإنما في طريقة التشغيل.

وبين قائلا: قد تمرر إثيوبيا مياه على مدار العام بكمية ثابتة مثلا 40 مليار متر مكعب، لكنها يمكن أن تمررها لنا بطريقة تضر، بأن تمرر كميات كبيرة في فترة بسيطة وبعد ذلك تنقطع.

وشدد على أنه لذلك طريقة التشغيل نفسها لا بد من التنسيق فيها، لأنه في فترات تصل كميات كبيرة لنا من الممكن أن تضر، وكذا توجد فترات تقطع فيها المياه تمامًا ممكن تضر أيضا، لذا تشغيل سد النهضة بحاجة لتنسيق.

وشبه “شراقي” ضرورة التنسيق الإثيوبي المصري السودان، بمحطات القطارات، والقطار الذي يمر بين المحطات، وأنه كل محطة يجب أن تعرف مواعيد التقاطر تجنبًا لأي مشكلة.

وقال: لا يجوز أن يتم تشغل سد النهضة، أو عمل صيانة في توربيناته “والتي وقتها تكون بوابات المياه مغلقة”، إلا بوجود تنسيق بين أي سدود على نهر واحد.

وعن الملء الثالث لسد النهضة، وهل أثرت الحرب الداخلية على ذلك؟ قال عباس شراقي: هناك تأثير واضح للحرب الداخلية في إثيوبيا على الأعمال الهندسية لسد النهضة، بدليل أنه كان من المقرر تشغيل اتوربينين لتوليد الكهرباء في أكتوبر الماضي، وحتى الآن ما زالت أديس أبابا تعمل على التوربينين.

وقال: الإثيوبيون يحاولون التشغيل، لذا اجتمع مجلس الوزراء الإثيوبي الأسبوع الماضي في منطقة سد النهضة، وزار آبي أحمد منطقة التوربينات.

وأضاف الدكتور عباس شراقي: ذلك يعني أن إثيوبيا عادت مرة أخرى للاهتمام بسد النهضة بعد توقف شهور خلال الحرب، حيث كانت الأعمال متوقفة بسبب أن الحالة الأمنية للطرق ضعيفة للغاية، بالإضافة لوجود مشاكل اقتصادية كبيرة إثيوبية على مدار العام، وكل ذلك أثر على الأعمال الهندسية للسد.

ولفت إلى أنه على قمة هذه الأعمال تعطل تشغيل التوربينين حتى الآن.

وقال إن اجتماع الحكومة الإثيوبية في مكان إنشاء سد النهضة، رسالة موجهة للداخل بالدرجة الأولى تقول للشعب الإثيوبي إن السد مستمر وهناك سيطرة على الوضع في إثيوبيا، والأوضاع في طريقها للتحسن، وفي الوقت نفسه رسالة لمصر والسودان بأن الأعمال في السد حتى لو توقفت قليلا لكنها مستمرة الفترة المقبلة.

ولفت الدكتور عباس شراقي، إلى أنه حتى الآن لا توجد أي أعمال تؤدي إلى تخزين ثالث، والتي يكون أولها فتح البوابات بدون توربينات أو تشغيل توربينات، موضحًا أن تشغيل توربينات معناه تمرير مياه وتجفيف الممر الأوسط ثم وضع الخرسانة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى