الموقعتحقيقات وتقارير

ضد العقل.. في عام المناخ.. لماذا تهدمون الحدائق وتقتلون الأشجار لبناء محلات وصالات أفراح؟

“نادي أفراح ومحلات وأشياء أخرى”.. نهاية “الجنة الخضراء” في حديقة 6 أكتوبر وواحة العين بحلوان

“على أعتاب البرلمان”.. تفاصيل طلب إحاطة لكشف حقيقة هدم حديقة أنطونيادس في الإسكندرية

خبير بيئي: هدم الحدائق عكس توجهات الدولة.. والحل في إيد وزارة البيئة بإصدار قانون تجريم قطع الأشجار

المتحدث باسم التنمية المحلية: الحدائق والمتنزهات مسئولة من المحافظين وليست الوزارة

عن هدم الحدائق وقطع الأشجار.. وزارة البيئة “خارج الخدمة”

كتبت- دعاء رسلان

فيضانات وجفاف ونيران.. هكذا أصبح المشهد في دول العالم نتيجة للتغيرات المناخية، التي أدت لحدوث الحرائق في الغابات بعدد من الدول، وغرق دول أخرى في الفيضانات والسيول، وجفاف الأنهار في بعض البلدان الأوروبية.

تزامنت الأحداث العالمية الناجمة عن التغيرات المناخية مع عقد مؤتمر المناخ العالمي “Cop27” في مصر، والذي من المقرر إقامته في مدينة شرم الشيخ في شهر نوفمبر المقبل، لمناقشة الأحداث الجارية والوصول لحلول في تجنب مخاطر هذه التغيرات.

وسط كل هذه الأضرار التي أصابت دول العالم، نتيجة التغيرات المناخية، تتعرض الحدائق في مصر لبعض الأضرار نتيجة لتجريفها وتحويل البعض منها لمحلات التجارية أو إنشاء محطات وقود بدلا من زراعة الأشجار.

في الساعات الماضية، تقدمت النائبة سميرة الجزار، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة متضمن سؤال إلى المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، موجه إلى الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والسيد القصير وزير الزراعة، والمهندس عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، واللواء هشام آمنة وزير التنمية المحلية، وأحمد عيسى وزير السياحة والآثار، بشأن تطوير حديقة أنطونيادس التاريخية بالإسكندرية، وحقيقة هدمها وتجريفها.

وأوضحت النائبة سميرة الجزار في الطلب المقدم منها، أن حديقة أنطونيادس، يرجع بعض المؤرخون تاريخ إنشائها إلى العصر البطلمي في مصر وهي أقدم حدائق مدينة الإسكندرية في مصر وتعتبر من بين أقدم الحدائق التي أنشأها الإنسان على مستوى العالم، وكانت تقع ضمن ضاحية إيلوزيس أو “جنات النعيم” ولقد عاصرت هذه الضاحية أحداثًا تاريخية مهمة لملوك البطالمة.

وأشارت “الجزار” إلى أنه في القرن التاسع عشر كانت ملكًا لأحد الأثرياء اليونانيين، وكانت تعرف باسمه “حدائق باستيريا” حتى تملكها محمد علي باشا وأقام قصرًا له بها، مضيفة ” وفي عام 1860 م عهد من قبل الخديوى إسماعيل إلى الفنان الفرنسي “بول ريشار” بإعادة إنشاء الحدائق كنموذج مصغر من حدائق قصر فرساي بباريس وقد أضاف الخديوى إسماعيل عدد كبير من الأشجار والنباتات النادرة إلى الحديقة.

حديقة 6 أكتوبر

في مدينة حلوان، تعرضت حديقة 6 أكتوبر لاقتطاع جزء كبير منها والتي كانت تحتوي على العديد من الأشجار من أجل تحويلها لنادي أفراح وتحويل جزء آخر إلى مقهى، وتستمر أعمال الاقتطاع في الحديقة وتحويلها إلى مشروعات تجارية متعددة من خلال تجريف الأرض الزراعية.

واحة عين حلوان

في نفس المدينة التابعة لمحافظة القاهرة، تعرضت واحة عين حلوان، والتي تحتوي على مياه كبريتية، والتي كانت تستخدم في علاج الأمراض الجلدية، لتجريف جزء منها وتحويله إلى مشروعات تجارية ومحال بها.

مخاطر هدم الحدائق

من جانبه، كشف الدكتور أحمد صدقي، خبير بيئة وتخطيط عمراني أن ما يحدث من هدم الحدائق واستبدالها بمحال تجارية أو مشروعات أخرى، يتعارض بشكل كامل مع التوجه الذي وضعته الدولة في الدعوة لمؤتمر المناخ، الذي سيناقش التغيرات المناخية في دول العالم.

نرشح لك: بالفيديو .. شباب التيارات السياسية في ندوة «الموقع» حول الحوار الوطني و«المصالحه» و«لجنة العفو» والمناخ العام

وأضاف “صدقي” في تصريحات خاصة لـ”الموقع” أن كل القطاعات تحتاج لوجود بيئة صالحة من أجل العمل والحياة، مشيرًا إلى أن قطاع السياحة واحد من القطاعات التي تتضرر بقوة بسبب حدوث التلوث، وهو ما يشكله قطع الأشجار واستبدالها بمشروعات أخرى.

وأوضح خبير البيئة أن المتسبب في هدم الحدائق هو المسئول عن التخطيط لإقامة المشروعات، وهو المتمثل في وزارة البيئة والتنمية المحلية والمحافظات، مؤكدًا أن وزارة البيئة في حاجة لعمل مشروع قانون يجرم هدم الحدائق والمتنزهات في المحافظات للحفاظ على البيئة وزيادة الرقعة الزراعية، التي يحتاجها المواطنين قوة خلال هذه الفترة، نتيجة لزيادة تأثير التغيرات المناخية على دول العالم.

وتابع خبير البيئة والتخطيط العمراني أن الحدائق الموجودة في مصر معظمها من التراث نتيجة لأعمارها التي تتجاوز مئات السنين ومنها “حديقة حيوانات الجيزة وحديقة الأسماك، وحدائق شاليمار، ومجموعة غابات المنتزة وغيرها من الحدائق” في مصر.

التنمية المحلية وهدم الحدائق

في هذا الصدد، قال خالد قاسم، المتحدث باسم وزارة التنمية المحلية، إن الحديث عن حديقة انطونيادس وحقيقة هدمها، من مسئولية محافظ الإسكندرية، متابعًا: “علشان تعرفوا أي حاجة كلموا محافظ الإسكندرية وهو المعني بهذا الأمر”.

وأكد المتحدث باسم وزارة التنمية المحلية في تصريحات خاصة لـ”الموقع” أن المحافظين على مستوى الجمهورية هم المسئولين عن أي شيء متعلق بالحدائق.

واستكمل: “الحديقة الموجودة في أي مكان يبقى المحافظ المسئول عن المكان هو المختص وهو اللي عنده الملف مباشر وهو المسئول يرد بالحقائق موثقة”.

وأشار إلى أن المحافظين لديهم الإجابة المباشرة والمعلومات الموثقة عن الحدائق وليست التنمية المحلية.

حاول موقع “الموقع” التواصل مع وزارة البيئة لإعطاءهم حق الرد على حقيقة هدم عدد من الحدائق وأسباب اقتطاع جزء من أرضها وتجريفها لبناء محال وغيرها من المشروعات، ولكن الوزارة لم تجيب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى