الموقعتحقيقات وتقارير

«صفقة بايدن» وكواليس مكالمته الأخيرة مع نتنياهو.. غزة تترقب مصير لبنان

بايدن يحث على عقد صفقة لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين ووقف إطلاق النار

مسؤولين أمريكيين: بايدن ينوي الاستمرار في الضغط من أجل غزة حتى لو حصل ترامب في النهاية على الفضل

محللون: العوامل التي ساهمت في اتفاق لبنان لا تتوفر بنفس القدر في غزة

كتبت : منار إبراهيم

بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان حيز التنفيذ، باتت الأنظار تتجه نحو غزة، حيث أبدت حركة حماس استعدادها للتوصل إلى هدنة تشمل صفقة لتبادل الأسرى، بشرط التزام إسرائيل.

هذه التصريحات تزامنت مع حراك دولي تقوده إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بهدف التهدئة في غزة، مما يثير تساؤلات حول إمكانية نجاح جهود الوساطة في ظل التعقيدات الميدانية والسياسية.

صفقة بايدن

حث الرئيس الأميركي جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى عقد صفقة لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة ووقف إطلاق النار.

وأكد الرئيس الأميركي خلال مكالمة هاتفية مع نتنياهو، الثلاثاء الماضي، على أنه بعد اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، يجب أن ينصب التركيز على التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين في غزة ووقف إطلاق النار في القطاع، وفقا لما ذكره مسؤولان أميركيان لموقع أكسيوس.

ولفت مسؤولون أمريكيون إلى أن بايدن ينوي الاستمرار في الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين حتى آخر يوم له في منصبه، حتى لو حصل الرئيس المنتخب دونالد ترامب في النهاية على الفضل في التوصل إلى الاتفاق.

نتنياهو يلمح لهدنة

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن ظروف التوصل إلى اتفاق محتمل لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة باتت أفضل بقدر كبير.

وأضاف “أعتقد أن الظروف تغيرت كثيرا للأفضل”، وذلك عند سؤاله عن اتفاق محتمل للرهائن خلال مقابلة مع القناة 14 الإسرائيلية يوم الخميس 28 نوفمبر، لكنه لم يذكر تفاصيل محددة.

كان أقارب الرهائن المحتجزين منذ أكثر من عام في قطاع غزة قد أغلقوا مدخل مكتب نتنياهو في الكنيست يوم الأربعاء، مطالبين إياه بالاجتماع معهم والتوصل إلى صفقة تبادل.

لماذا غزة أكثر تعقيدًا؟

يرى محللون أن العوامل التي ساهمت في التوصل إلى اتفاق لبنان قد لا تتوفر بنفس القدر بالنسبة لقطاع غزة، حيث تعد لبنان دولة ذات سيادة ولها علاقات مع كل دول العالم، كما أن جماعة حزب الله أوكلت مهمة التفاوض إلى الحكومة اللبنانية.

في المقابل، تقود حركة حماس التفاوض بنفسها وترفض تكليف منظمة التحرير الفلسطينية أو السلطة الفلسطينية بهذا الأمر.

ويرجع محللون الفشل في التوصل لاتفاق كذلك إلى الانقسام الفلسطيني بين قطاع غزة والضفة الغربية سياسيا وجغرافيا وغياب دولة ذات سيادة قادرة على إدارة مسار التفاوض.

استئناف جهود الوساطة

كان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قال إن بلاده ستبذل جهودا مع الوسطاء من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وإنهاء الحرب دون وجود حماس في السلطة.

وأضاف بايدن في منشور على موقع “إكس” عقب التوصل إلى اتفاق لبنان: “خلال الأيام المقبلة، ستبذل الولايات المتحدة جهدا آخر مع تركيا ومصر وقطر وإسرائيل وآخرين، من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح المحتجزين، وإنهاء الحرب دون وجود حماس في السلطة”.

في المقابل قالت حركة حماس إنها ملتزمة بـ “التعاون مع أي جهود لوقف إطلاق النار في غزة”، وذلك بعد سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان.

وأضافت حماس في بيان: “نعرب عن التزامنا بالتعاون مع أي جهود لوقف إطلاق النار في غزة، ومعنيون بوقف العدوان على شعبنا”، ولكن ضمن محددات “هي وقف إطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال، وعودة النازحين، وإنجاز صفقة تبادل للأسرى حقيقية وكاملة”.

ولم تحرز مفاوضات استمرت لشهور بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار سوى تقدما ضئيلا. وتوقفت المفاوضات الآن بعدما قالت قطر، التي تقوم بجهود الوساطة، إنها أبلغت الطرفين بأنها ستعلق جهودها حتى يصبح الجانبان على استعداد لتقديم تنازلات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى