أراء ومقالاتالموقع

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» مشعلو الحرائق في دور العبادة!

ذهب أخوتنا الأقباط إلى كنيسة أبوسيفين بإمبابة ففقدوا أرواحهم في لحظات .. وفي أقل من ٤٨ ساعة، نشب حريق هائل في كاتدرائية الأنبا بيشوى بالمنيا بلا خسائر والفضل للعناية الإلهية، ولكن المخاطر واردة بقوة .. وفي الحادثين المتهم هو الماس الكهربائي .. مصادفة أم في الأمر سر غامض ولغز مُحيِّر ؟!!.

وقبل أن يتهمني متطرف أو متسرع بإثارة الفتنة الطائفية، عليه أن يتوقع حدوث الكارثة داخل مسجد أو حتى معبد يهودي .. والسؤال أيضا في كلتا الحالتين يقتضي الطرح والعرض والمزيد من التفسير .. إن أي دار عبادة لها قدسيتها واحترامها و”خط أحمر” بامتياز، وإذا ما تعرضت للإيذاء أو الاختراق لا بد من وقفة عاجلة واتخاذ اللازم سياسيا وأمنيا تحسبا لتكرار الخطأ .. وما يلفت الانتباه في اليومين الماضيين أن الصاعقة الكهربائية استهدفت كنيستين على مسافات متباعدة .. واحدة في العاصمة والأخرى في جنوب الصعيد بنفس الوسيلة وفى توقيت شديد الغرابة والدهشة .. وهذا الخيط الدرامي يدفعنا إلى المطالبة بتحقيقات موسعة حول محيط الواقعتين، وتفنيد الأسباب والعوامل التي أدت إلى الاشتعال، وتتبع المسؤولين عن الحماية المدنية وموظفي السهرات ودوريات العمل لمعرفة الأصابع التي عبثت بالمكان وتسببت في الحريق سواء كان عمدا أو نتيجة إهمال جسيم أو ما شابه ذلك .. المهم هو الوصول إلى جانٍ واضح ومعلوم ولا تقيد القضيتان ضد مجهول!.

ولا تقتصر المحاسبة على عقاب المتورط في الجريمتين بعد اكتشافه، وإنما الأكثر إلحاحا وضرورة الآن هو الوقاية ومنع وقوع مثل هذه المأساة بكل ضحاياها التي لن تفيدهم أي أرقام تعويضات أو بيانات إدانة وعزاء .. وهكذا تنتفض الحكومة متمثلة في وزارة الداخلية وأجهزتها اليقظة بتوفير أدوات الأمان داخل كل مسجد أو كنيسة .. جامع وكاتدرائية .. زاوية صغيرة أو كوخ قبطي بسيط .. ثم إسناد مهمة الحماية ورعاية الطقوس الدينية لموظفين أكفاء .. شرفاء .. أمناء على الحياة .. ومثل هؤلاء الجنود يستحقون رواتب محترمة نظير إحساسهم بالكرامة وقيمة عملهم، ولكي يكون العقاب في حالة التقصير أو الاستهتار عادلا ومُنصفا ولا رجعة فيه!.

– في قصة الكنيستين أكثر من طرف يتقمص شخصية “مشعلو الحرائق”، ومسؤوليتنا جميعا قبل البحث عن وحدات الإطفاء أو خراطيم المياه، مطاردة الأطراف الخفية وقطع أصابعها السامة التي تمسك بـ “عود الثقاب” وتبيع نفسها لأي مخططات تدمير وأهداف تخريب .. وكل لبيب بالإشارة يفهم .. ويتألم .. ثم يتعلم!.

اقرأ ايضا للكاتب : 

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» المؤسسات القومية .. موارد وديون!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» المدرسة والجامعة .. إلى السلطة!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» شراع «أميرة» فى “سفينة سلطان”!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى