أراء ومقالاتالموقع

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» عن «تكوين» العقول ..وحوار «البيرة»!

تعرض عليّ الانضمام إلي مؤسسة مهمتها رعاية الثقافة وتنوير العقول وتصحيح مسارات فكرية مضللة عن حرية التعبير واحترام الرأي الآخر .. أرفع لك القبعة وأطلب علي الفور استمارة عضوية للالتحاق بالمؤسسة والتعاون مع أسرتها بلا تردد أو محاذير .. أما أن تكون الدعوة لتصحيح المفاهيم الدينية الخاطئة وتحطيم “تابوهات” الثوابث في العقيدة والقرآن الكريم، فهنا أشكرك علي كرمك وأعتذر عن عدم قبول الدعوة لأنني ببساطة لست من الذين أكرمهم المولي عزوجل بالفقه في الدين أو الإبحار في تفاصيله وتشريعاته، وذلك شرف عظيم وجليل ناله علماء كبار وشيوخ أفاضل ورجال علم وأزهر أفنوا عمرهم وشبابهم وصحتهم في هذا الاتجاه .. بل وأتوجه بنصيحة للقائمين علي هذه المؤسسة بتجنب هذا البئر العميق وتركه لمن يجيد الغوص بداخله ويمتلك مهارة الاجتهاد والتفسير وتقصي الحقائق عن دراية وخبرة ورؤية ثاقبة .. وإذا قوبلت النصيحة بالرضا والاستحسان، ساد مناخ المحبة والتقدير .. وإذا لم يستجب أصحاب الدعوة لها وأصروا علي مشروعهم بكل مخاطره وألغامه وتجاوزه للخطوط الحمراء، فهذا شأنهم واختيارهم .. وأختم اللقاء قائلا في سلام وأمان :”لكم دينكم .. ولي دين”!.

تلك ببساطة طبيعة وشكل الحوار المفترض حدوثه حول مؤسسة “تكوين” التي أنشأها مجموعة من المثقفين أبرزهم الكاتب الصحفي إبراهيم عيسي والروائي يوسف زيدان والباحث إسلام البحيري .. فمن حق أي إنسان أن يشكل مع أصدقائه وزملائه “نواة” لجماعة أو فريق عمل في إطار تثقيفي لتنشيط الوعي وتذويب الأفكار الجامدة .. وتحتاج الأجيال الجديدة بالفعل إلي عملية إثراء للمعارف والخيال والتفكير النقدي السليم والتفرقة بين جوهر الأشياء وقشورها، وعند هذه النقطة نبارك خطوة التأسيس ولايتواني أي مثقف شريف عن التقديم يد العون والتبرع بجهده وخبرته وتاريخه في سبيل هذا الهدف .. ولكن من الصعب تقبل فكرة أن تتحول عقول الأدب والصحافة والقلم إلي دعاة وأئمة وفقهاء لبحث قضايا وموضوعات قديمة لم يعد يجدي الخوض فيها ولايستفيد المجتمع من التطرق إليها مثل رحلة الإسراء والمعراج وسيرة النبي وماذا فعل الفاروق بن الخطاب وهل الخلفاء الراشدون صالحون أم شاردون؟؟!! .. وتصعيد المشهد مع جماعة “تكوين” قضائيا وتصنيفهم في خندق الأعداء والخارجين عن القانون أو الناموس الاجتماعي يصنع منهم أبطالا ويصورهم “ضحايا” للتخلف والضعف الفكري أكثر من اعتبارهم متهمين بإثارة البلبلة والسلام النفسي .. والأنسب في مثل هذه الحالات، الحوار العاقل وتجاهل مظاهر الشطط إن وجدت بدلا من تضخيم المواقف ومنحها مساحة وقيمة أكبر من حجمها الحقيقي!.

– .. ولم أفهم أبدا مواجهة مؤسسة “تكوين” بجماعة “تحصين” في مبارزة ثقافية ودينية عقيمة وتخلو من المعني والمنطق .. وأي اختلاف ثقافي لابد أن يرتقي فوق مستوي السباب والألفاظ الجارحة وألا يتدني لمستوي الحانات و”زجاجة البيرة”!!.

اقرأ ايضا للكاتب :

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» مشروع «رأس جميلة» .. الابن الشرعي لزواج «تيران وصنافير»!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» دعوة علي الإفطار!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» مروان البرغوثي ..العرش الفلسطينى يناديك!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى